تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما المقصود بـ (مدارسة القرآن)؟]

ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:40 م]ـ

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما معنى أن سيدنا جبريل - عليه السلام - كان يدارس الرسول - عليه الصلاة والسلام - القرآن في رمضان؟

هل يسمعه عليه أم المقصود تفسيره أم ماذا؟

وكيف نتبع هذه السنة فى رمضان: هل نزيد من القراءة أم نقرأ التفسير أم ماذا؟

وهل لو اتخذت صديقة نتدارس سويا القرآن أكون فعلت سنة أم ابتدعت - نسأل الله العافية -

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبارك الله فيك.

المقصود به عَرْض القرآن، وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل، وقراءة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فيُثْبَت الْمُحكَم، ويُنسَخ المنسوخ تلاوة.

قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: ظَاهِره أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا كَانَ يَقْرَأ عَلَى الآخَر، وَهِيَ مُوَافَقَة لِقَوْلِهِ " يُعَارِضهُ "، فَيَسْتَدْعِي ذَلِكَ زَمَانًا زَائِدًا عَلَى مَا لَوْ قَرَأَ الْوَاحِد.

وقال: وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد مِنْ طَرِيق دَاوُدَ بْن أَبِي هِنْد قَالَ: قُلْت لِلشَّعْبِيِّ: قَوْله تَعَالَى (شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن) أَمَا كَانَ يَنْزِل عَلَيْهِ فِي سَائِر السَّنَة؟ قَالَ: بَلَى. وَلَكِنْ جِبْرِيل كَانَ يُعَارِض مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَان مَا أَنْزَلَ اللَّه، فَيُحْكِم اللَّه مَا يَشَاء، وَيُثْبِت مَا يَشَاء. اهـ.

ويُؤيِّد هذا ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان يَعْرِض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فَعَرَض عليه مرتين في العام الذي قُبِض فيه. رواه البخاري.

وفَهِم النبي صلى الله عليه وسلم مِن مُعارضة جبريل له القرآن مرّتين أن ذلك علامة على دُنوّ أجَلِه عليه الصلاة والسلام.

وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت فاطمة رضي الله عنها فقالت: إنه كان حدثني أن جبريل كان يُعَارِضه بالقرآن كل عام مرة، وأنه عَارَضه به في العام مرتين. قال: ولا أراني إلاَّ قد حَضَر أجَلِي. رواه البخاري ومسلم.

وشهر رمضان هو شَهْر القرآن، ولذا كان السلف إذا دَخَل شهر رمضان طووا الكُتُب، وأقبلوا على القرآن.

ولو اتَّخَذ الإنسان من يُعينه على القراءة والمسارعة في الخيرات لم يكن في ذلك مِن حَرَج، بل هو أمْر مشروع.

قال النووي عن مدارسة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن: وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا بَيَان عِظَم جُوده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنْهَا اِسْتِحْبَاب إِكْثَار الْجُود فِي رَمَضَان. وَمِنْهَا زِيَادَة الْجُود وَالْخَيْر عِنْد مُلاقَاة الصَّالِحِينَ وَعَقِبَ فِرَاقهمْ لِلتَّأَثُّرِ بِلِقَائِهِمْ. وَمِنْهَا اِسْتِحْبَاب مُدَارَسَة الْقُرْآن. اهـ.

والله أعلم.

شبكة مشكاة الإسلامية ( http://www.almeshkat.com/index.php?pg=qa&cat=2&ref=1297)

يسر الله علينا حفظ كتابه والعمل به

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير