تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} الطلاق2, 3

فتأمّلتُ هذا الموضع الذي يأتي فيه بيان عاقبة التقوى بصيغة الشرط!

وإنّه لحقيقٌ بالتدبر والتأمّل؛إذْ هو غاية كلّ حي التي يسعى إليها؛ أن يعرفَ عاقبة التقوى ومآلها؛ فيعرف طريقه إلى الجنة, ليشد إليها رحالها!

فذهبتُ أستقصي سياقاتها في القرآن العظيم؛ فوجدت أكثرها قد ورد في سياق الحديث عن أحكام الطلاق والأسرة وما إليها من التخلّق بالأخلاق الكريمة, ورأيت أن في التذكير بها في هذه السياقات لفتًا إلى مواضع يكثر تضييع التقوى فيها؛ بما يلابس ذلك من العداوة والشحناء, كما في أحوال الطلاق والتخاصم, ونحوهما, و لا أعلمُ أنه قد جاء سَوْقُ بيان عاقبة التقوى بهذه الصيغة (أي الشرط) في مواضع تبدو أحقَّ بها ـ في الظاهرـ لبيان أن أكثر الناس على تضييعِ هذه الحقوق , وللإشارة من طرفٍ خفي ـ إلى أن التقوى ليست في علاقة الإنسان بربّه من إقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وغيرهما من العبادات , فحسب, بل في كل عملٍ من معاملات الإنسان وعلاقاته بالناس, لاسيما من كان بينه وبينهم معروفٌ و قربى!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تدبّر آخر:

كنّا قبل أيام نتذاكر في هذا المنتدى سيرة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله, وبعض مواقفه االفريدة العجيبة, وكنتُ أقول , وما زلتُ: إنّ في بلاد الإسلام من معاصري الشيخ علماء لا يقلّ علمهم عن علم الشيخ , وكرماء وباذلين لايقل بذلهم عنه, وعاملين مخلصين متقين ـ نحسبهم كذلك ـ يضارعونه في إخلاصه وحبه لأمته , و في عمل الخير , وبذل المعروف لكل مسلم , وفي التعليم والفتوى في كل آن ,إلى ما هنالك مما عُرف به الشيخ ـ رحمه الله ـ من أعمال جليلة, ولكني أقول: إنّه لم يجتمع هذا كله في رجلٍ واحدٍ , كما اجتمع للإمام , فالذي يقرأ سيرته يعجب أشد العجب من إحاطة خيره بالجليل والحقير , والصغير والكبير, ومن البركة التي جعلها الله في عمره؛حتى إنّه كان يقوم بالتدريس, والفتوى, والتأليف, وإغاثة المهلوف, , وقضاء حوائج الناس, والنصح لولاة المسلمين وعامتهم, وما شئت من أفعال الخير والمعروف التي لا تحصى!!

فأنى له الوقتُ لعمل ذلك كلّه؟!

وقلْ مثل ذلك في سلفه الصالح من علماء الأمة , الذين اقتفى أثرهم!!

بل إن العجب ليبلغ منتهاه حين نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم , وكيف كان يقوم بكل ما قام به , من تبليغ الرسالة, وأداء الأمانة, والتعليم , والفتوى, والقضاء , والدعوة , والجهاد , ومجالسة أهله ومؤانستهم, ومخالطة أصحابه ومحادثته لهم, وكيف لو أنّا قسمنا عمره الشريف على أحاديثه:=التي حفظها لنا المحدثون, لعجبنا كيف تيسّر له قول كل تلك الأقوال , على ما فيها من جوامع الكلم, وبدائع الحكم , وغرر الأحكام , ومكارم الأخلاق!! , وغير ذلك من أعماله صلى الله عليه وسلم , الجليلة الشريفة ,التي تأتّت له في جزء يسير من عمره الشريف, هو عمر بعثته!

وقد يقال: إن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لايقاس بغيره, وعطاء الله له في سائر أموره هو مما اختصه به سبحانه. ومع هذا؛فإنه صلى اله عليه وسلم داخلٌ في عموم المتقين!

لكنّي حين أعود إلى سيرته صلى اله عليه وسلم و وسيرة أتباعه من العلماء الربانيين ,وقول الله تبارك وتعالى:

( ... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق2, 3

يسكنُ ما ثار في نفسي من العجب؛لوعد الله؛فأعلمُ يقينًا أن من رزقه سبحانه البركة في العمر والوقت؛ حتى يتيسّر فيه بالتقوى مالا يتيسّر بغيرها!!!!

سبحان الله والحمد لله , والله أكبر.

وشكر الله لكم أخي الكريم أبا مالك. وجعلنا الله وإياك والمسلمين ـ من المتقين الذين يرزقون من حيث لا يحتسبون!

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 06:55 ص]ـ

اللهم بلغنا رمضان، وتقبل منا صيامنا وقيامنا، واغفر زلاتنا، وامح خطايانا

إنك بعبادك رؤوف رحيم

ـ[أم أسامة]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 11:27 ص]ـ

مجموعة من الخطوات المعينة بإذن الله على تدبر القرآن:

1) استحضار الجو الإيماني ومعايشة الحالة الإيمانية التي سيتقدم بها الفهم والتدبر وذلك بان يراعى آداب تلاوة القرآن.

2) تلاوة القرآن الكريم والوقوف على كل آية وتدبرها والانفعال معها.

3) تسجيل الخواطر والمعاني لحظة ورودها أو بعد الانتهاء من القراءة.

4) الاطلاع على تفسير مختصر لبيان كلمة غريبة أو تحديد معنى غامض أو معرفة حكم خاص، فهذا الاطلاع للتوضيح أو التصويب أو الاستدراك مثل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان الأشقر.

5) محاولة تطبيق كل آية في كتاب الله تمر أثناء القراءة في الواقع واستخراج العبر والعظات من قصص السابقين وتدوينها والرجوع إليها بعد الرجوع إلى تفاسير السلف.

6) الحرص على حفظ الآيات في الصدر كما فعل سلفنا الصالح وكما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحفظ العشر آيات ولا ينتقل إلى غيرها حتى يطبقها وتكون واقعا عمليا في حياته.

7) الاطلاع على تفسير مطول يتوسع صاحبه في مباحثه ويستطرد في موضوعاته ويعرض ألوانا مختلفة من المعارف والثقافات مثل تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير السعدي وأضواء البيان للشنقيطي .. وغيرها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير