تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا ... إلى المطلب الأعلى على مهل

* علو الهمة في البحث عن الحق

لقد حفل التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه بنماذج رائعة من المهتدين الذين ارتفعت همتهم في البحث عن الدين الحق

و بذلوا في سبيل ذلك النفس والنفيس، فصاروا مضرب الأمثال، وحجة لله على خلقه أن من انطلق باحثا عن الحق مخلصا لله تعالى، فإن الله عز وجل يهديه إليه، ويمن عليه بأعظم نعمة في الوجود نعمة الإسلام

ومن النماذج المشرقة في البحث عن الحق

سلمان الفارسي رضي الله عنه ..

أبوذر رضي الله عنه ...

* علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى ..

كبير الهمة يحمل هم الدعوة

من أعظم ما يهتم به الداعية هداية قومه، وبلوغ الجهد في النصح لهم، كما يتضح ذلك جليا لمن تدبر سير المرسلين، خاصة خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ..

إن المتأمل لقوائم عظماء رجالات الإسلام من الرعيل الأول فمن بعدهم ليرى أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الذين اعتزوا بالإسلام، واعتز بهم الإسلام، ووقفوا حياتهم لحراسة الملة وخدمة الأمة سواء كانوا علماء أو دعاة أو مجددين أو مجاهدين أو مربين أو عباد صالحين ولو لم يتحلوا بعلو الهمة لما كان لهم موضع في قوائم العظماء ولما تربعوا في قلوب أبناء ملتهم، ولما تزينت بذكرهم صحائف التاريخ و لا جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين ..

* علو الهمة في الجهاد في سبيل الله

قال عمران بن حصين: (ما لقي صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب)

وكذلك الشجعان في أمته والأبطال لا يحصون عدة، و لا يحاط بهم كثرة، سيما أصحابه المؤيدين الممدوحين في التنزيل بقوله تعالى:

(محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)

قال صلى الله عليه وسلم: (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف)

حال الأمة عند سقوط الهمة

إن سقوط الهمم وخساستها حليف الهوان، وقرين الذل والصغار، وهو أصل الأمراض التي تفشت في أمتنا،

فأورثتها قحطا في الر جال، وجفافا في القرائح، وتقليدا أعمى، وتواكلا وكسلا، واستسلاما لما يسمى الأمر الواقع ..

كل ذل يصيب الإنسان من غيره، ويناله من ظاهره: قريب شفاؤه، ويسير إزالته،

فإذا نبع الذل من النفس، وانبثق من القلب، فهو الداء الدوي، والموت الخفي ..

أسباب انحطاط الهمم

حتى نكون أبعد عن انحطاط الهمم لابد أن نتعرف على أسباب ذلك ..

* الوهن .. كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم: (حب الدنيا، وكراهية الموت)

* الفتور .. قال صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شِرَّةً، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك)

* اهدار الوقت الثمين في فضول المباحات .. قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)

* العجز والكسل .. قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)

* الغفلة .. وشجرة الغفلة تُسقى بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها

قال ابن القيم رحمه الله: لابد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم ..

* التسويف والتمني .. وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلَّما همَّت نفسه بخير، إما يعيقها بسوف حتى يفجأه الموت، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم.

* ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنما مَثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)

* العشق .. لأن صاحبه يحسر همته في حصول معشوقه فيلهيه عن حب الله ورسوله.

* الانحراف في فهم العقيدة .. لا سيما مسألة القضاء والقدر، عدم تحقيق التوكل على الله تعالى، بدعة الإرجاء.

* الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم ..

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير