واشترط ما يعرف باسم "تقرير حالة التقدم" الخاص بطلب ضم تركيا لعضوية الاتحاد الأوربي الصادر في 5 - 11 - 2003 ضرورة احترام حقوق الطوائف والأقليات الدينية غير الإسلامية. ولا توجد إحصائية رسمية معلنة حول أعداد هذه الأقليات، لكن بعض التقديرات تشير إلى أن عددهم يبلغ نحو 20 ألف مسيحي ومثلهم من اليهود.
وذكر تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية التركية السبت 8 - 11 - 2003 أن كلا من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وكوستاس سميتس رئيس الوزراء اليوناني وجورج باباندريو وزير خارجيته طالبوا بإعادة افتتاح المدرسة في اتصالات أجروها مع المسئولين الأتراك.
وقالت الشبكة: إن مدرسة الرهبان بإستانبول كانت أغلقت قبل 39 سنة بعد الانقلاب العسكري بتركيا عام 1960، بعد أن ظلت تعمل لنحو 140 عاما خرجت خلالها نحو ألف راهب.
وإستانبول وإزمير وأنطاكية وأنطاليا وماردين وجزر بحر مرمرة على رأس المدن التركية التي تنتشر بها الكنائس الخاصة بأتباع الطوائف المسيحية المختلفة.
أنشطة تبشيرية
وقدر ألطين طونش، الباحث التركي البارز في شئون الأقليات الدينية والتبشير، أن المنظمات التبشيرية المسيحية شيدت 39 كنيسة صغيرة بمدينة إستانبول وحدها في السنوات الخمس الأخيرة. وقال: إن هذه المنظمات تستغل واقعة طلب تركيا الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي كي تنشط من أجل إحياء ما أسماه "دولة بونطس" المسيحية القديمة التي كانت موجودة في ساحل البحر الأسود في القرن الحادي عشر الميلادي.
وكشفت جريدة "زمان" التركية الإثنين 10 - 11 - 2003 أن تقريرا أمنيا أعدته الأجهزة التركية عُرض على الحكومة يتعلق بأنشطة الجمعيات التبشيرية خاصة المنتمية للمذهب البروتستانتي في المناطق التي دمرها زلزال 1999 بوسط تركيا. وأكد التقرير أن هذه الجمعيات تهدف إلى تنصير أعداد كبيرة من المسلمين المتضررين بتركيا.
كما أشار التقرير الأمني إلى أن الأنشطة التبشيرية تتجه نحو مناطق وسط وشرق تركيا التي تقطنها تجمعات سكنية فقيرة.
استقطاب الشيعة
وذكر التقرير الأمني أن الجمعيات والمنظمات التبشيرية تسعى لاستقطاب أبناء الطائفة العلوية الشيعية لتنصيرهم مستغلة تعدد مزاعم هذه الطائفة في السنوات الأخيرة بتعرضها للاضطهاد من الأغلبية السُنية.
وقال الدكتور عز الدين دوجان رئيس مؤسسة "وقف جيم العلوي" الخيرية الثلاثاء 11 - 11 - 2003 في مؤتمر بإستانبول -جمع شخصيات تنتمي للطائفة العلوية-: إنه سيجري مشاورات مع رئاسة الشئون الدينية التركية، بشأن أوضاع الطائفة العلوية تحمل مطالب بالاعتراف بأبناء الطائفة رسميا، والحصول على مساعدات مالية؛ تسمح بتقديم أنشطة لأفراد الطائفة، كما هو الحال مع أتباع المذهب السني الحنفي.
ولا يوجد إحصائية رسمية بشأن عدد المنتسبين لهذه الطائفة -وتقول الروايات بأن عددهم يتراوح بين 5 ملايين و 25 مليونًا- ويتركز أنباؤها في وسط تركيا، خاصة محافظات أرزنجان وسيواس وآق شهر.
مؤسسة خاصة بالعلويين
وكان زعماء الطائفة العلوية التركية قد عقدوا اجتماعهم الثالث مطلع الأسبوع الحالي تحت اسم "مؤتمر زعامة إيمان الأناضول" الذي نظمته مؤسسة "وقف جيم العلوي" بهدف توحيد صفوفهم لتأسيس مؤسسة دينية خاصة بهم بعيدا عن مؤسسة الشئون الدينية التركية التي يعتبرونها تمثل الطائفة السنية فقط.
وحضر المؤتمر نحو ألفي شخصية من زعماء الطائفة العلوية في البلقان والأناضول -من بينهم البكتاشيون والعلويون والمولاويون وممثلون للشيعة والأحزاب السياسية والأرمن- بهدف تأسيس مؤسسة للعلويين تحمل الصفة الرسمية وتُعنى بشرح مفهوم العلويين والبكتاشيين والمولاويين للإسلام والدفاع عن حقوق الطائفة العلوية.
وقال الدكتور عز الدين دوجان رئيس المركز التعليمي والثقافي العلوي في تركيا ورئيس مؤسسة جيم (اسم الأماكن التي يتجمع بها العلويون الأتراك لأداء طقوس صلواتهم): إن كافة العلويين يرغبون في تأسيس مؤسسة علوية دينية لخدمة العقيدة الإسلامية؛ لأن العلويين لا يملكون أي مؤسسة تعكس قيمهم الخاصة.
ليست ثقافة
¥