تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد يكون الحفظ بصرف ما يكرهه كما حفظ يوسف عليه السلام قال تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} وعصمه الله منها من حيث لا يشعر وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة.

وقد سمع عمر رجلاً يقول:" اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحُل بيني وبين معاصيك " فأعجب عمر ودعا له بخير.

وروى ابن عباس في قوله تعالى {يحول بين المرء وقلبه} قال: يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار.

ومنهم من عصم نفسه بموعظة جرت على لسان من أراد منه الموافقة على المعصية كما راود رجل امرأة عن نفسها وأمرها بغلق الأبواب ففعلت وقالت: بقي باب واحد قال: أي باب؟ قالت:

الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها .. وراود رجل أعرابية قال لها:ما يرانا إلا الكواكب، قالت: فأين مكوكبها؟؟

ففي الجملة أن الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ حدوده دينه ويحول بينه وبين ما يُفسد عليه بأنواع من الحفظ، وقد لا يشعر العبد ببعضها، وقد يكون كارهاً لبعضها.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوا عنه فإني إن يسرتُهُ له أدخلته النار فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقول: سبقني فلان، دهاني فلان وما هو إلا فضل الله عز وجل.

وخرج الطبراني وغيره حديث أنس مرفوعاً يقول الله عز وجل:"إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم لو صححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من يطلب باباً من العبادة فأكفه عنه كيلا يدخله العجب، إني أُدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير ".

(هذا ما تيسر في الجزء الثاني، ولي رجاء: لا تضيفوا أي تعليق حتى ينتهي الشرح؛ فليس لدي وقت للمتابعة. جزاكم الله خيراً)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير