ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 11:57 ص]ـ
وما يهم المسلمين في هذه المحنة:
تجديد التوبة إلى الله، عز وجل، فإن التصرفات العاطفية، مؤقتة المفعول، إن لم تصاحبها خطة عمل منهجية للإصلاح الفردي والجماعي، بمفهومه الشرعي، وهي خطة عمل طويلة المدى، يمل معظمنا من تطبيقها، فيختصر الطريق بإرضاء ضميره بأي تصرف عاطفي ولو كان صبيانيا.
وأكبر مثال على ذلك كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر: رد فعل المسلمين إزاء تهجم بهائم الدنمارك على مقام نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد كان رد الفعل قويا في المرة الأولى، وهذا مؤشر على بقاء جذوة الإيمان مشتعلة في القلوب، رغم كل المخالفات الشرعية التي نقع فيها، ولكن لما كان رد الفعل: عاطفيا كالعادة دون أن يصاحبه رغبة حقيقية في التغيير، جاء رد الفعل في هذه المرة أقل بكثير، وكأن الشحنة العاطفية قد استهلكت في المرة الأولى، فهي، كما تقدم، مؤقتة، لا تكفي لرحلة الحياة الطويلة.
ولو عاد بضع مئات من الشباب إلى الله، عز وجل، في هذه الأزمة، لكان نصرا بكل المقاييس، وإن كان غير ملموس على المدى القريب، فيكون الله، عز وجل، قد اصطفى من اصطفى من إخواننا في غزة شهداء، ولا نزكيهم على خالقهم، وثبت الباقين كما عهدناهم دوما، وتكون شهادتهم سببا في استقامة أولئك، والمحن تتضمن منحا لمن أحسن استغلالها.
والتحرك العملي لمن استطاع تقديم يد العون لإخواننا في غزة، كما فعل أخونا أبو إسكندر، حفظه الله وسدده، أمر بالغ الأهمية، في دعم إخواننا ماديا ومعنويا، فالدعاء لهم والسؤال عنهم واستقصاء أخبارهم مما يقوي نفوسهم ويشعرهم بمعنى: "الجسد الواحد" الذي صار أشلاءا ممزقة، لما فترت عقيدة: "الولاء والبراء" في قلوب الموحدين، وهي المحرك الأساسي في مثل هذه الأزمات.
والتوسط في كل الأمور خير، فردود الفعل قد تصل أحيانا إلى نوع من الغلو يؤدي إلى إحداث مفاسد في المجتمعات الإسلامية المستقرة، من صدامات مع الأجهزة الأمنية وأحداث شغب ........ إلخ من صور المفاسد، وفي الأثر: "ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: فإما إلى غلو وإما إلى تقصير فبأيهما ظفر قنع"، ودور العلماء الربانيين إنما يظهر في مثل هذه الأزمات بتوجيه طاقات الجماهير المسلمة الوجهة الشرعية الصحيحة، فلا إفراط بغلو، ولا تفريط بجفاء وعدم اكتراث بالآم إخواننا.
وتوقع النصر عبر الهيئات السياسية الضعيفة، أو قرارات مجلس الأمن: ضرب من الهذيان!!!!، كما يقول أبو الطيب، فلابد أن يقوم كل منا بواجبه، قدر استطاعته، ولا تكليف إلا بمقدور، مصداق قوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
والله أعلى وأعلم.
صدقت أخى الفاضل "مهاجر" فكم نحن نحتاج إلى مثل هذه النصائح ولكن هل من ملبى؟؟!!
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 09:52 ص]ـ
بوركت أخي مهاجر، ولا ننس الدعوات الصادقة لرفع البلاء عن المسلمين وذلك لمن لم يكرمه الله بمال أو علم، أوجهاد ..