تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حسن الهويمل .. مواقف وذكريات]

ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 03:43 م]ـ

[حسن الهويمل .. مواقف وذكريات]

د. عبدالله الحيدري 5/ 3/1429

13/ 03/2008

ربما تقترب صلتي بالناقد الأستاذ الدكتور حسن بن فهد الهويمل من عشرين عامًا، فلقد انتدبتني إذاعة الرياض للقصيم في عام 1409هـ لتسجيل حلقات من البرنامج الأسبوعي "شهادات عليا"، فزرت بريدة وعنيزة والرس، وسجلت عددًا من الحلقات، من بينها حلقة مع الدكتور الهويمل سجلتها في النادي الأدبي في بريدة، وبدأت من ذلك اليوم علاقتي بالرجل تتوطد وتقوى وتشتد، فمعاملته وأخلاقه العالية وتقديره لرسالة العاملين في الإعلام تجعله قريبًا من النفس؛ لذلك استضفته في معظم البرامج الثقافية التي قدمتها، وبمراجعة كتابي المحدود التوزيع "من أوراق مذيع" وجدت أنه شارك معي في إعداد سبع حلقات من برنامج "خمس دقائق" عام 1417هـ، وتحدث عن محمد حسن فقي في برنامج "سيرة أديب" عندما كرم في الجنادرية عام 1418هـ، وكان ضيفاً على برنامج "ضيف الأسبوع" عام 1420هـ، وعلى برنامج "الأندية الأدبية" عام 1421هـ، وضيف الحلقة الثالثة من برنامج "أسئلة في اللغة والأدب" عام 1423هـ.

ومن الطريف أن الدكتور الهويمل ربط موافقته على التسجيل في برنامج "ضيف الأسبوع" بموافقتي على أن أتناول الغداء في منزله ببريدة ومعي فني الصوت، فلم يكن بد من إجابة الدعوة!

ولقد شرفت في عام 1417هـ عندما رشحته كلية اللغة العربية لمناقشة رسالتي في الماجستير "السيرة الذاتية في الأدب السعودي".

وخلال عمله في نادي القصيم الأدبي (1400ـ1427هـ) كان يخص الأدباء والباحثين الشباب باهتمام خاص، ومن دلائل ذلك أنني تلقيت فور حصولي على الماجستير دعوة لإلقاء محاضرة عن السيرة الذاتية، وتعذر تحقيق ذلك ربما تحفزًا مني وتهيبًا من المنابر الرسمية في ذلك الوقت، ثم تلقيت دعوتين للمشاركة في ندوة "الإبداع الأدبي السعودي خلال عقدين" عام 1422هـ، وندوة "الرواية بوصفها الأكثر حضورًا " عام 1424هـ، وشاركت ببحثين نشرا ضمن السجل العلمي للندوتين.

ولأنني من تلاميذ الهويمل ومحبيه، فقد شرفت بترشيحي لتقديم حفلات تكريمه، ومما أتذكر حفل تكريمه في رابطة الأدب الإسلامي العالمية إثر اختياره رئيسًا للمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1422هـ تقريبًا، وحفل تكريمه في ثلوثية محمد المشوح بالرياض عام 1427هـ.

أسرد هذه الذكريات، متجنبًا الترجمة له أو التعريف به؛ لأن هذا مما لا يغيب عن فطنة القارئ الكريم.

وربما مالا يعرفه بعض القراء أن الهويمل (من مواليد 1361هـ) بدأ مشوراه الكتابي في وقت مبكر وهو في حدود الثامنة عشرة من العمر حيث نجد له مقالات في جريدة القصيم عام 1379هـ، ومنها زاويته "ما وراء الكثيب" التي تدل على نضج مبكر وقراءات معمّقة، ثم اتصل بعد ذلك اتصالاً وثيقًا بمعظم الصحف والمجلات المحلية، ومنها المنهل، والرائد، والبلاد، والمدينة، والرياض، والجزيرة التي يكتب فيها حاليًا بشكل أسبوعي.

وبالاطلاع على إنتاجه الغزير نلحظ تأثره الواضح بمدرسة البيان العربي وهضمه لأساليبهم وطرائقهم، مما جعله يحاول ـ ما استطاع ـ أن يتجنب الكتابة الصحفية العجلى التي تأتي خلوًا من الإشراق البياني، ويجنح إلى المقالة الأدبية الصرفة دون تكلف ولا تصيد لبديع أو سجع!

ومما يحمد للهويمل في سياق التنويه ببعض مآثره ومناشطه الثقافية: دفاعه عن اللغة العربية، ووقوفه المشرف ضد دعاة العامية، وضد دعاة التحديث المشبوه، إضافة إلى منافحته عن التراث والأصالة في الأدب، وتمثله بشكل واضح حين يكتب للنصوص القرآنية بحيث نلحظ إشراقة الأسلوب ونصاعته وجماله من اقتباسه الموفق من التعبير القرآني.

ومع كثرة الأعمال التي تقلدها واللجان التي اشترك فيها، فإن ثلاث محطات في حياته تبدو الأبرز، وهي: نادي القصيم الأدبي، وجامعة القصيم، والمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.

وما طبع له من المؤلفات وهي تتجاوز اثني عشر كتابًا لا تشكل إلا جزءًا يسيرًا من إنتاجه، ونتطلع الآن بعد ترجله من النادي وتخففه من الأعباء الإدارية أن يدفع إنتاجه المخطوط للمطابع، وخاصة كتبه: الحركة النقدية في المملكة، وأكتب ما حدث لأنه حدث: قصة الصراع مع الحداثة والعامية والبنيوية، وقراءات للنقد والنقاد المعاصرين، وغيرها من المؤلفات.

ومما يلفت النظر في شخصية الدكتور الهويمل، تفاعله وحضوره الجميل في المشهد الثقافي، فقلما تخلف عن المشاركة في مؤتمر أو ندوة، ليس بالحضور فقط، وإنما مشاركًا ببحث أو ورقة عمل، ومن ذلك مشاركاته الفاعلة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) سواء في النشاط المنبري أم في لجنة المشورة، وفي ندوة ظاهرة الضعف اللغوي في المرحلة الجامعية، وفي الذكرى المئوية، وفي المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين، وفي مناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م، ومناسبات أخرى كثيرة يصعب حصرها بحيث لو جمعت بحوثه ومشاركاته لجاءت في مجلدات.

وأضم صوتي إلى صوت أستاذي وصديقي العزيز الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيّع الذي طالبه يوم تكريمه في ندوة المشوح الثقافية بسرعة طباعة كتبه المخطوطة، وأن يتخذ له صالونًا ثقافيًا في بريدة ليكون ملتقى لزملائه وتلاميذه ومحبيه؛ ولأن شروط النجاح لهذا المشروع الثقافي متوافرة وبقوة في شخصية الدكتور الهويمل بما يملك من ثقافة ووجاهة وعلاقات اجتماعية واسعة.

وفي إطار تكريم الدولة ـ حفظها الله ـ للأدباء والمثقفين والمخلصين لهذا البلد، اختار المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عام 1428هـ الدكتور حسن الهويمل ليكون شخصية العام الثقافية في حفل رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يعد وسامًا يفخر به كل أديب؛ لأنه تكريم باسم الدولة وكفى بذلك زهوًا وفخرًا. وهذا التكريم يضاف إلى تكريمه في بريدة في شهر ذي القعدة من عام 1427هـ من قبل مجلس إدارة النادي الأدبي بالقصيم الجديد تحت رعاية صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وبحضور معالي وزير الثقافة والإعلام.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير