تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيّها الُمعلم أنت ُمتهم!

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 12:20 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بالأمس فى أثناء جلوسى مع أحد مُعلمى اللغة العربية الجدد، تحدثنا قليلاً عن طرق وأساليب تدريس اللغة العربية، وطال بنا الحديث عن اللغة العربية وواقع تدرسها فى المدارس حتى قال لى هذا المعلم " معلم اللغة العربية هو أكبر عدو للغة العربية " نعم أكبر عدو لها.

نظرت إليه متعجباً من قوله وأنا أرد بكل حرقة: mad: ولما وكيف لمعلم اللغة العربية أن يتهم كذلك؟

قال لى بأن مُعلمى اللغة العربية أغلبهم يتحدثون فى المدارس باللهجة العامية الدارجة التى أحياناً ما تحمل لهجات متنوعة حسب البيئة المحيطة.

فحينها سكتُّ ولم أعرف ماذا أقول له فقال لى أن المعلم يستسهل فإذا أراد شرح درس باللغة العربية الفصحى فهو بذلك يستغرق وقتاً أطول مما لو استخدم لهجة عامية.

أيها المعلمين أتمنى أن أرى ردودكم على الإتهام الموجه لنا جميعاً وسبل محاربة العدو الأساسى وهو اللهجة العامية.

[ line]

تأصيل للموضوع:-

أعداء اللغة العربية من هم؟

منذ أمد طويل والمعارك تُشَنُّ بعض المعارك، واللغة العربية الفصحى هي المستهدفة في تلك المعارك، وأمّا أعداء اللغة العربية الفصحى فهم كالبعوض كثرة وأذىً لا يكتفون بما لديهم من جراثيم بل يستوردون وينقلون الجراثيم الخارجية ليزداد السوء سوءاً، واستيراد المؤذي والضار ليس أمراً جديداً، وإنما عرفه حُمَاة اللغة العربية الفصحى منذ القديم، وكان فريق الأعداء مكوناً من الأعاجم الشعوبيين بالإضافة إلى عملائهم الذين هم أكثر منهم ضِعَةً وانحلالاً وتآمراً وأذىً، لأن العدو الداخلي أخطر من العدو الخارجي لتمكنه من نسف البناء من الداخل.

ذهبت القرون تلو القرون، وانقرضت طبقات وطبقات فخلَّف أنصار اللغة العربية الفصحى ميراثاً نزيهاً تفوح منه عطور الإخلاص والأمانة، أما الأعداء فخلفوا ورائهم روائح الخيانة العفنة النتنة.

رفع راية العداء في العصر العباس أعاجم شعوبيون ومجوس، وتتالت القرون، ومرَّ ما يسمى عصر اليقظة، وهو عصر السُّبات العميق، وأعقبه ما يسمى عصر النهضة - زيفاً وبهتاناً - لأنه عصر الغيبوبة والخدر، ومصداق ذلك ما آلت إليه الثقافة العربية التي قُلبت رأساً على عقب، فحلّ الهجين محل الأصيل، والعميل محل الوطني، والخائن محل المخلص، والجاهل محل العالم، والكافر محل المؤمن، والغبي محل الذكي، وعديم الشعور محل الشاعر، والمغفل محل النبيه، والأصاغر محل الأكابر، وزُوِّرت الأسماء والصفات فأطلق على الأوضاع الشاذة مصطلح "عصر الحداثة"!!

في عصر الحداثة سُنَّت الحروب على اللغة العربية الفصحى، فرُفِعت بيارق اللهجات العامية الضحلة في أكثر من قطر عربي، وبلغ البعض أسفل درجة من الانحطاط فدعوا إلى استخدام الحروف اللاتينية محل الحروف العربية، واتخذوا مما نفذه يهود الدونمة نبراساً يهتدون به.

إن سبب إعلانات الحروب على اللغة العربية الفصحى هي كون تلك اللغة: لغة القرآن الكريم، ولغة السُّنة النبوية، ولغة التراث الإسلامي بشكل عام. فإذا ما هُزِمت تسهل هزيمة ما تحتويه من تراث مشرف، فاللغة كالإناء إذا كسر ضاع محتواه.

لم تتوقف أنواع المعارك، كما لم تقتصر على الدعوات إلى العامية، واستبدال الحروف، وإلى آخر ما هنالك من جِيَفٍ فاحت عفونتها من مصر وسوريا ولبنان والعراق والجزائر.

[ line]

صدر حديثًا للدكتور عدنان النحوي كتاب بعنوان «اللغة العربية بين مكر الأعداء وجفاء الأبناء» ويحاول فيه إثارة قضية اللغة، وهي قضية خطيرة تمس حقيقة الإسلام وواقع المسلمين. ويؤكد الدكتور النحوي في البداية أنه لا خوف على مستقبل اللغة العربية، ولا على مستقبل الإسلام؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد تعهّد بحفظ كتابه الكريم رسالة ولغة: {إنا نحن نزلنا الذكر وإن له لحافظون} [الحجر: 9]. وإنما الخوف كل الخوف- كما يقول الدكتور النحوي- على أنفسنا، على المنتسبين إلى الإسلام، وعلى أبناء اللغة العربية حين يقفون جميعًا بين يدي الله ويحاسبون على تقصيرهم في حماية اللغة العربية ونصرتها وحماية دينهم ونصرته .. [ line]

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 08:40 م]ـ

إخوانى الكرام أهل اللغة العربية وخاصتها أتمنى أن نناقش هنا أكثر الاتهامات الموجهة لمعلمى اللغة العربية، وكذلك التقصير المُلقى على عاتقه والمنسوب إليه وكيفية الرد على مثل هذه الشبه و الإتهامات.

أما عن أعداء اللغة العربية فنبدأ بحصرها بالفعل وإحداها كما ذكرنا معلم اللغة العربية ولكن لا نُلقى اللوم على كل المعلمين وكذلك لا ننفى الإتهام عنهم فهم أيضاً معنيّون بالقضية والتهمة المنسوبة إليهم.

فما رأيكم أيها المعلمون فى نسبة هذه التهمة إلينا؟!

أتمنى ان أجد دفاعاً عن المعلمين يليق بهم ومكانتهم العملية، وكذلك طرح طرق علاج التقصير المُلقى عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير