تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عن العروبة!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 03:53 م]ـ

العروبة:

جامعة مطروحة لجمع شتات أمم لسانها: لسان العرب، وأفعالها: أفعال الجاهلية، أمم يصدق فيها قول الكميت:

كلام النبيين الهداة كلامنا ******* وأفعال أهل الجاهلية نفعل

جامعة الناس فيها: بين جاهلي متعصب وشعوبي حاقد:

فالجاهلي: يرى العروبة نسبا، ويقدمها على الجامعة الإسلامية، والشعوبي يكيد للعرب ولغتهم، فقوميته: أصل، ودينه، إن كان ذا ورع: فرع، واللغة فرض من فروض الشريعة التي نزلت بلسان العرب، فلا مناص من الاستزادة منها، فحظ المكلف من دينه يتناسب طردا مع إلمامه بلغة الوحي.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين تأثيراً قوياً بينا، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.

وأيضاً، فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، (فهي من المأمور به: أمر وسائل إلى مقاصد شرعية معتبرة).

ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى حديث عمر بن زيد: كتب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنه: "أما بعد. فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في اللغة وأعربوا القرآن، فإنه عربي وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم"، وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة، يجمع ما يحتاج إليه، لأن الدين فيه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو فقه أعماله". اهـ

بتصرف من "اقتضاء الصراط المستقيم"، ص316، 317.

وللغة العرب من المعاني الثانوية ما لا يوجد لغيرها، فكل اللغات تشترك في أداء المعاني الأصلية، بخلاف لغة العرب التي تستقل بأداء معان ثانوية، كالكنايات التي تفيد معنى بعيدا مع عدم امتناع إرادة المعنى القريب، على ما تقرر في علم البلاغة.

ولهذه النكتة صارت ألفاظ النصوص دالة على الأحكام من أكثر من وجه، فقد تفيد: بدلالة النص، أو الظاهر، أو المنطوق، أو المفهوم، أو الاقتضاء، أو الإشارة .............. إلخ، وهذا أمر غير معهود في بقية اللغات.

وللعربية: بعد ديني وبعد سياسي:

فالبعد الديني هو: تفسير نصوص الوحي، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فلا يفسر النص باصطلاح حادث أو لغة مستجدة بعد فساد اللسان وتفشي اللحن.

والعربية، وإن كانت وسيلة لفهم النصوص إلا أن كثيرا من المذاهب ذات الصبغة العقلية قد سلطتها على النصوص تأويلا وتحريفا، بتخريجها على أوجه لغوية شاذة لا يعرفها إلا آحاد المتخصصين، فكانت وسيلة الفهم: وسيلة هدم!!!!.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله:

"ولهذا تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين فلا يعتمدون لا على السنة ولا على إجماع السلف وآثارهم وإنما يعتمدون على العقل واللغة وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف وإنما يعتمدون على كتب الأدب وكتب الكلام التى وضعتها رؤوسهم وهذه طريقة الملاحدة أيضا إنما يأخذون ما في كتب الفلسفة وكتب الأدب واللغة، وأما كتب القرآن والحديث والآثار فلا يلتقون اليها. هؤلاء يعرضون عن نصوص الأنبياء إذ هى عندهم لا تفيد العلم وأولئك يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم بلا آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه". اهـ

"الإيمان"، ص76، 77.

والبعد السياسي: تمثله الآن مؤسسات كـ: "جامعة الدول العربية".

والعجب من المستعمر الغربي كيف زكى روح القومية، وهي نوع آخر من أنواع الشعوبية، فأنشأ الجامعة العربية لتكون بديلا قوميا لـ: "الجامعة الإسلامية" التي تبناها السلطان عبد الحميد، رحمه الله، آخر خلفاء المسلمين الرجال مبنى ومعنى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير