تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قرأت لك: تعرف على قدراتك العقليه.]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 07:05 م]ـ

تعرف على قدراتك العقليه

عبد السلام المالكي

الدماغ أعظم الأعضاء عملا وأعجبها تركيبا. فيه تولد الفكرة الخلاقة والعاطفة النبيلة، ومنه ينطلق الخيال، وبه تتجلى الرؤية وهو صاحب الحجة والبلاغة والبيان، فيه مراكز النوم واليقظة، وهو مصدر الوعي والحركة وكذلك مواطن الغريزة والذكريات.

ومن غرائب الدماغ اعتماده على السكر كغذاء، مع أنه يستطيع أن يحرق مواد أخرى. لذلك فإن نقصا في سكر الدم يلقى الإنسان رأسا في غيبوبة، إن طالت لربما يخرج منها معتوها أو لا يخرج، فما هو ذلك السر المغلق الذي يجعل من السكر خارج الدماغ وعيا وفكرا في داخله؟؟

تاريخ الدماغ:

الفراعنة والدماغ: وردت كلمة "دماغ" لأول مرة من خلال التاريخ المسجل، في إحدى الأوراق الهيروغليفية الفرعونية المعروفة باسم " أدوين سميث بابايروس الجراحية" التي يرجع محتواها إلى سنة (3000 - 2500) قبل الميلاد. قبل اكتشاف هذه الوثيقة لم يعرف علماء اليوم شيئا يذكر من طب الفراعنة فاعتبروه ضربا من السحر والطلاسم، إنما بعد فك رموزها ظهرت الوثيقة مرجعا تشريحيا ضخما للهيكل البشري، ووظائف أعضاء الجسم، نرى فيها التبويب ودقة الوصف والتصنيف.

من أبواب هذه الوثيقة (الحالة رقم 6 في صدمات الرأس) فيه وصف الدماغ وسطحه المتعرج بثناياه وطياته وأغشيته (السحايا) لاحظوا نبض الدماغ وغلافه وسوائله الممزوجة بسوائل النخاع في سلسلة الظهر ثم تذكر الوثيقة بعمق أعمال الجهاز العصبي، وأثر الدماغ في حركات الأطراف، فتربط بين الشلل وعطب الدماغ، وتحدد الطرف المتأثر بحسب مواقع العطب في الدماغ. بعدئذ توجه الوثيقة إلى خلل الحس والحركة من صدمات تضرب فقرات الرقبة. وتسجل مالا يستطاع شفاؤه من صدمات في الجمجمة إذا ما سحقت أجزاء من الدماغ.

اليونانيون والدماغ:

فيثاغورس (580 - 500) ق. م. الذي أسس مدرسة في كروتونا (ميناء في منطقة كالابريا، جنوب إيطاليا). عزا فيثاغورس إلى الدماغ قوة النفس العاقلة. ثم جاء تلميذة الكميون (535) ق. م. فربط بين الحس والدماغ، وقال إن الدماغ هو مركز الحس ومقر الفكر.

أما ابيقراط (370 - 460) ق. م. الذي قال (إن جرحا في الشق الشمالي من الدماغ يسبب تشنجات في الطرف اليميني من الجسم، وتنعكس الصورة إذا كان الجرح في الشق اليميني)

العرب تعيد إلى الدماغ مكانته:

قام نيميسيوس (390) اسقف حمص في سوريا بتطوير نظرية الدماغ كمقر للروح وصفاتها من خيال وفكر وذاكرة، وأسهب في كتابه (الطبيعة الإنسانية) شرح مناطق الدماغ التي تقوم بالتخيل والتفكر والتذكر. ومن حمص إلى بغداد حيث نجد (المقالات العشر في العين لأسحق بن حنين) في القرن التاسع، فيكتب في المقالة الثانية (في الطبيعة الدماغ ومنافعه):

( .... إن الدماغ هو ابتداء الحس والحركة والإرادة والسياسة. والفعل الذي يفعله الدماغ بآلته هو الحس والحركة الإرادية ... أما السياسة فأنه يفعلها بنفسه ... والسياسة تعن ثلاثة أشياء: التخيل والفكر والتذكر ... فالتخيل يكون في مقدمة الدماغ، والفكر في وسطه والذكر في مؤخره ... )

بدء العمل العلمي حول الدماغ

أمتاز القرن الثامن عشر بعمالقة التشريح الذين حددوا معالم الدماغ الظاهرة وميزوا الأعصاب ورقموها، فالجراح الإيطالي انطوان سكاربا (1752 - 1832) أكتشف أعصاب الشم والسمع، وشرح أعصاب القلب والعين فمهدت هذه الأعمال لاكتشافات خطيرة في وظائف الدماغ

من أعظم الفتوحات في القرن التاسع عشر هو عمل الجراح الفرنسي بروكا (1824 - 1880) حين حدد عام 1861م منطقة الدماغ التي تصوغ الكلام وتأمر بالنطق، وما زالت تحت اسمه حتى اليوم.

الكهرباء لغة الدماغ

في عام 1745م استطاع العلماء خزن الشحنات الكهربائية في وعاء ليدن، فمهد هذا الاكتشاف لدخول الكهرباء عالم الفسيولوجيا، وبعد عشر سنوات استطاع كالديني تحريك أطراف الحيوان بعد إهاجة الدماغ بالكهرباء وبانتهاء القرن الثامن عشر كان لوجود الكهرباء أو توليد التيارات الكهربائية في الجسم. وفي عام 1870م أثبت العالمان فريتش وهيرتزغ وجود مراكز الحركة في قشرة الدماغ. وبعد ذلك بأربع سنوات تمكن كاتن من إثبات وجود موجات كهربائية مولدة في الدماغ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير