[إلى أعضاء المنتدى الكريم: ـــ]
ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 09:17 ص]ـ
الأخوة الأعزاء الفصحاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ــ لما كنا نقضي وقتاً ما قد يطول وقد يقصر سواء بهذا المنتدى الطيب من فيه، أو غيره، كان علينا أن نصحح النية والهدف، فالعادة بالنية تصبح عبادة، وكم من الأعمال والأوقات لو كانت لله من مبدؤها لحاز صاحبها من الفضل الكثير.
ـ من هذا المنطلق يحتفل مجمع اللغة العربية في القاهرة هذه الأيام بمرور خمسة وسبعين عاما ًعلى إنشائه، وجزاهم الله خيراً لجهودهم المباركة لحفظ لغتنا التي هي جزء من هويتنا، وعزتنا، لكن ماذا عملنا نحن للغتنا الغالية سوى السؤال عنها في هذا المنتدى أو غيره؟ او ادعاء العلم بها أمام هذا وذاك، فهل عملنا لها شيئا. وكما تعلمون مقولة الرافعي المشهورة في وحي القلم 3/ 33 - 34 * " وما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار".
ـ غيرنا ينتج معرفته بلغته هو؛ لأنها عندهم وعند جميع الأمم والشعوب في الدنيا من شؤون السيادة والعزة والكرامة. فما بالنا نحن؟؟
ـ قال جوستاف جرونيباوم:" عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها " قرآناً عربياً " والله يقول لنبيّه " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً " وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان، أما السعة فالأمر فيها واضح، ومن يتّبع جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات. وتزيّن الدقة ووجازة التعبير، وتمتاز العربية لغة العرب بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز، وإن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيراً فوق كل لغة بشرية أخرى، وللغة خصائص جمّة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أي لغة أخرى، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني، وفي النقل إليها، يبيّن ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ أقصر في جميع الحالات، وقد قال الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية والسريانية - أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسناً، وإن الفارابي على حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنّة، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلّى من كل خسيسة، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً ". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 306).
ـ لذلك أتمنى ألا يغيب عن المهتمين باللغة في هذا المنتدى أو غيره وعلى جميع المستويات (دراسة، ومناقشة، وعملاً) الهدف الحقيقي وهو: ــ نصرة اللغة، وإظهارها جمالها الرائع الذي لا يخفي عليكم،• قال ابن تيميّة رحمه الله:" اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب " اقتضاء الصراط المستقيم ص 207.
ـ أقول علينا أن تأمن اللغة أن يأتيها الضعف من ناحيتنا، ونحاول أن نتعامل بها، ونعلمها على أنها وسيلة خطاب حية من خلال اللغة المنطوقة التي هي المظهر الحي من دراسة اللغة، وليس اللغة الصامتة (المكتوبة) فقط كما هو مشاهد الآن، أومن خلال النص الأدبي.
– إن استخدام اللغة العامية وما لها من آثار سلبية في اكتساب الناشئ للمهارات اللغوية، فهو يتعلم الفصحى بين جدران المدارس والجامعات ثم لايمارسها في الشارع والبيت، مما لايتعزز معه أثر التدريب في اكتساب الفصحى في مواقف الحياة. ومما يعزز الأثر السلبي للعامية في اكتساب اللغة أن أغلب مدرسي المواد الأخرى يشرحون دروسهم بالعامية كما أن بعض مدرسي اللغة العربية يتحدثون أحياناً بالعامية ولا يعمدون إلى تقويم ألسنة طلابهم عندما تكون إجاباتهم بالعامية وهذا يشكل عاملاً أساسياً في الحيلولة دون تعلم العربية واكتساب مهاراتها بالسرعة المرجوة والدقة المنشودة 0
اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل قول وعمل يقربنا إلى حبك.
اللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت علي محبتك و التقت علي طاعتك و توحدت علي دعوتك. فوثق اللهم رابطتها و أدم ودها و اهدها سبلها و اشرح صدورها بفيض الايمان بك و جميل التوكل عليك و أحيها بمعرفتك و أمتها علي الشهاده في سبيلك. إنك نعم المولي و نعم النصير. وشكراً لسعة صدوركم.
نادر شعوط.
جده ـ المملكة العربية السعودية
¥