تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الصبر مفتاح الفرج]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 04 - 2008, 07:47 م]ـ

الصبر خلق جميل

أجمع العلماء على وجوب الصبر؛ فقد أمر الله تعالى به عباده، قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل عمران:200]،

وقد أثنى الله على أهله: في قوله" وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177]. والصابررون لهم محبته قال تعالى: "وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " [آل عمران:146]،

والصبر ضرورة حياتية قبل أن يكون فريضة دينية شرعية، فلا نجاح في الدنيا وفي الآخرة إلا بالصبر، ويحدوا المؤمنين شاعرهم يهتف مرددًا:

إني رأيت وفي الأيام تجربة= للصبر عاقبةً محمودةَ الأثر

وقلّ من جد في أمر يحاوله =واستصحب الصبر إلا فاز بالظفرفالصبر طريق المجد وسبيل المعالي، فالرفعة في الدنيا لا تنال إلا بركوب المشقات وتجرّع الغصص:

قال الشاعر:

لا تحسب المجد تمرًا أنت آكله =لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

وقد جعل الله الصبر سببًا لدخول الجنة، إذ إنه هو الذي يحمل على فعل الطاعات، قال تعالى عن أهل الجنة: " سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ " [الرعد:24].

وقال الشاعر:

فعاقبة الصبر الجميل جميلة= وأحسن أخلاق الرجال التحفظ

والصبر ينجي من غوائل المعاصي والرزايا، وتحصل الفضائل والمزايا.

قال الشاعر:

أيا صاحبي إن رمت أن تكسب العلا =وترقى إلى العلياء غير مزاحم

عليك بحسن الصبر في كل حالة= فما صابر فيما يروم بنادمومن ذا الذي لا يشكو همًّا ولا يحمل همًا، ولم تطرقه الدواهي وتَغْشَه الكروب، فهي كما قال الشاعر:

جُبِلتَ على كدر وأنت تريدها= صفوًا من الأقذار والأكدارفكلنا يشكو ضيمًا ويحمل همًا كما قال الله تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ " [البلد:4]، أي: عناء ومشقة:

كل من لاقيت يشكو دهره= ليت شعري هذه الدنيا لمن؟!

ولنتذكر: أن الصبر والمجد لا يحصل إلا بالتعب والكد.

بقدر الكد تكتسب المعالي =ومن طلب العلا سهر الليالي

ـ[بثينة]ــــــــ[08 - 04 - 2008, 11:10 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

بارك الله فيك استاذي الفاضل على هذه المواضيع -الأكثر من رائعة- و جزاك خيرا.

أحب فقط أن أزيد على قولك أن الصبرا بالفعل خلق جميل و ثواب الصابرين الجنة كما قال عزّو جلّ: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:24]، و حتى ننال هذا الثواب كان لابد علينا أن نلتزم بشروط الصبر و هي:

_ حبس النفس من التسخط على أقدار الله المؤلمة: فلا نجزع جزعا شديدا فنسخط على الله - و العياذ بالله - و منا من تصل به الحال إلى الكفر بالله - و العياذ بالله -، فيجب على السلم أن يرضى بحكم خالقه.

_ حبس اللسان عن الشكوى، فلا نظل نشتكى الله للخلق، و هذه من علامات عدم الرضى.

_ حبس الجوارح عن المعصية كلطم الخدود وشق الجيوب والملابس والدعاء بدعوى الجاهلية.

فعلى الانسان أن يصبر و يحتسب الأجر عند الله فتنقلب المحنة إلى منحة، وتتحول البلية والمصيبة إلى عطية وهدية، ويصير المكروه محبوباً، ويحظى بمقام ومنزلة الصابرين التي قال عنها المولى جل وعلا:

{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بٍغَيْرِ حِسَابٍ}.

صدق الله العلي العظيم.

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 09:55 ص]ـ

واصبر فربتما أحمدت عاقبة = من يلزم الصبر يحمد غبّ ما لزما

ـ[بثينة]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 08:57 م]ـ

قال شاعر:

خليليّ لا و الله ما من ملمّةٍ = تدوم على حيّ و إن هي جلّت

فإن نزلت يوما فلا تخضعنْ لها = و لا تكثر الشّكوى إذا النّعل زلّت

فكم من كريم قد بلي بنوائب = فصابرها حتى مضت و اضمحلت

و كانت على الأيام نفسي عزيزة = فلمّا رأت صبري على الذلّ ذلّت

ـ[بثينة]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 09:10 م]ـ

و إنّي لأغضي مقلتيّ على القذى = و ألبس ثوب الصبر أبيض أبلجا

و إنّي لأدعو الله و الأمر ضيّق = عليّ فما ينفكّ أن يتفرّجا

و كم من فتًى سُدّت عليه وجوهه = أصاب لها بدعوة الله مخرجا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير