[التنقيب عن جماليات اللغة]
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 03:14 م]ـ
لقد ميزّ الله تعالى اللغة العربية عن غيرها من اللغات , فهي لغة القرآن , و فيها أسرار البلاغة و البيان , و بها يرتقي الإنسان , و إضافةً إلى ذلك فإن فيها من الجمال و شد انتباه السامع ما الله به عليم , فتلاحظ أنك تطرب أحياناً عندما تسمع بيتاً من الشعر , و يهتز وجدانك عند سماع كلمة أو جملة عابرة , و الأعظم من ذلك أنك قد لا تتمالك نفسك فلا تشعر إلا و بركانٌ من الدمع قد تفجّر على وجنتيك لسماعك آيةً قرآنية أو حديث نبوي شريف , و كل هذا بسبب جملة واحدة أو كلمة , فهذا دليل على عظمة هذه اللغة و أن تأثيرها ليس على الأذن فقط يل إنه اخترق السمع حتى أصاب صميم الفؤاد.
إذاً نستطيع القول أن هناك سرٌ كامنٌ في أعماق هذه اللغة و هو الذي جعلك تتأثر هذا التأثير بل ربما تغير مسير حياتك و خطة مستقبلك بسبب كلمة , فيا ترُى ما هو هذا السر؟ هل هو البيان الذي قال الله تعالى عنه: ((خلق الإنسان , علمه البيان))؟ أم أنه الإعراب الذي امتازت به هذه الأمه عن سائر الأمم؟ أم الإثنان معاً؟ أم هناك سر آخر؟
لا شك أن مزايا و أسرار اللغة كثيرة لا حصر لها , فمنها ما هو ظاهر محسوس نستطيع أن ندركه بمجرد قراءة جملة معينة أو سماع قولا معيناً (كالسجع , و الجناس , و التضاد .. ) , و منها ماهو خفي باطن يحتاج إلى إعمال الفكر و عصر الذهن و التدقيق و النظر للجملة من زوايا مختلفة.
إذاً فإن اللغة العربية تشبه الطبيعة نوعا ما , فكما أن في الطبيعة من الموارد الطبيعية الظاهرة التي يستفيد منها الإنسان و يسخرها لصالحه كالجبال و الأحجار و البحار و ضوء الشمس , فإن للغة العربية أيضاً موارد ظاهرة و جماليات كثيرة نستطيع أن ندركها في كلام المولى -عزّ و جلّ- و حديث المصطفى -صلى الله عليه و سلم- , وفي فصيح القول من شعر أو نثر أو غيره من فنون العربية.
و كما أنه يوجد من كنوز الطبيعة ما هو باطن خفي تحت الأرض (كالبترول و مناجم الذهب و الأحجار الكريمة) واصل الإنسان بسببها الليل بالنهار عملاً و كدحاً حتى يستخرج تلك الكنوز و يسخرها لخدمته و رفاهيته , فإن اللغة العربية أيضاً تحتفظ بالكثير و الكثير من هذه الكنوز و الأسرار , التي أظهر بعضَها علماءُ اللغة و بعضها ما زال خافياً مستتراً يحتاج للبحث و التنقيب.
الهدف من هذا المقال هو الحث على استخراج تلك الكنوز اللغوية و التنقيب عنها في كتاب الله أولاَ ثم في كلام نبيه -صلى عليه الله و سلم- ثانياً , ثم في بطون الكتب و دواوين الشعر و فنون الكلام القديمة و الحديثة , فكما أنه يوجد شركات للتنقيب عن البترول و الذهب و ثروات الأرض كشركة (أرامكو) على سبيل المثال , فإننا بحاجة لشركة (عربكو) يديرها علماء اللغة من نحويين و بلاغيين و غيرهم للبحث و التنقيب عن مزايا و جماليات اللغة و إظهار ما خفي منها للعامّه أمثالي , ثم تسخير هذه الجماليات للدعوة إلى هذا الدين العظيم الذي لولا هذه اللغة لما وصل إلينا.
ـ[مايا]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 05:55 م]ـ
موضوعك رائع ويستحق المرور ....
وكما قلت أخي أنس ففي اللغة العربية كنوز كثيرة .... تحتاج منّا بعض الجهد كي تستخرجها ونستنبطها ...
فاللغة كالبحر ... كلّما تعمّقت فيه ... استملكك سحره وروعته أكثر .....
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 11:03 م]ـ
موضوعك رائع ويستحق المرور ....
و أروع منه ردكِ .... (5_5)
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 01:30 ص]ـ
دائماً ماتبهرنا أنس عبد الله بموضوعاتك المنتقاة والرائعة حقاً ولكم فى اللغة من اسرار مدفونة يحاول الباحثين نقبها حتى تقوم الساعة فهذه اللغة نهرعذب لا ينتهى عنده عالم والكل يشرب منه كيفما يشاء فلهموا ننهل منها أيها الفصحاء ونرتوى من مائها فى الفصيح.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 01:31 ص]ـ
إنها بالفعل لغة إعجاز وفكر لا متناهى مشكور أنس عبد الله على هذه اللفتة الطيبة.
ـ[نهلة]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 03:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أ / أنس، أحسنت وإن تعمقنا في أساليب القرآن وتنقيبنا عما فيه من جماليات،يزيدنا إيمانا بروعة هذه اللغة، ويزيدنا كشفا لأسرار عظمتها.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 04:06 م]ـ
أشكر كل من كانت له كلمة في هذا الموضوع ,,,
أشكرك أبا اسكندر, فأنت أيضاً صاحب قلم رائع و مواضيع مميزة دوماً ,,,
أشكركِ نهلة , صدقت فإنه مهما تعمقنا في هذا المحيط العظيم فلن نصل إلى قاعه ,,, و لكن يكفينا من القلادة ما أحاط بالعنق ,,,
ـ[بثينة]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 08:56 م]ـ
أستاذ أنس .. مميزة دوما المواضيع التي تقدمها لنا ..
بارك الله فيك و لا حرمنا منها و لا حرمك من الجنة.
جزاك الله ألف خير .. تحياتي لك.