تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[:: انطلاقة معلم الفضيلة::]

ـ[معلم الفضيلة]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 01:07 م]ـ

http://alfadela.net/fup/uploads/images/3aae224cf1.gif

:: انطلاقة معلم الفضيلة::

استمدَّ المعلمونَ طرقَ ووسائلَ التّربيةِ الخُلقِيّةِ

من معلمِ البشريةِ الأول الّذي لا ينطقُ عنِ الهوى والّذي تَربّى الصحابةُ الكرامِ على يَدَيهِ

وهكذا كانَ مربو الأمةِ يُنشئونَ تلاميذهم على ضوءِ ماكانَ يقومُ بِهِ

رسولُ الله- صلّى الله عليه وسلم-.

فنشأةُ التّعليمِ دينيةٌ قبلَ أن تكونَ أكاديمية، فالأخلاقُ أولاً و العلمُ ثانياً.

وقد كانَ التّابعونَ يتعلمونَ من مشايخهِمُ الأدبَ بالإضافةِ إلى العلمِ الغزير،

فكانت على أيديهم اِنتشارَ الحضارةِ الإسلامية ..

فنجدهم يتّصفونَ بأخلاقِ الصّلحاءِ من زهدٍ، وترفعٍ، وتعففٍ، وقناعةٍ،

فيزهدُ فيما عندَ النّاسِ، ليطمحَ النّاسُ فيما عندَهُ.

فالمعلمُ هو من أعطاهُ اللهُ القدرةَ على خِطابِ العقولِ

ومعرفةَ أسبابِ الوصولِ إلى المتلقى،

http://alfadela.net/pub/logolink.gif (http://www.alfadela.net/index.php)

ولقد أجرى العلماءُ أبحاثاٌ وخرجوا بنتائجَ منها:

أنّ نسبَةَ تأثيرِ الكلماتِ والعِبَارَاتِ في المُستَمِعِ 7 %،

ونَبراتِ الصّوتِ 38 %،

بينما تعابير الوجهِ والجسمِ والعيونِ 55 %.

وتاريخُنَا غنيٌّ بمواقفَ رائعةٍ وُصِفَ فيها رسولُ اللهِ- صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-

تارةً بالابتسامة، وتارةً بالإعراضِ، وتارةً بالغضب، وتارةً بالكراهةِ على وجهِهِ،

كلُّ ذلكَ وكانَ الرّسولُ- صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- يستخدمُ تعابيرَ الوجه.

ولو قرّبنا المنظارَ أكثر، لوجدنا المدرسة ِالمحمّديّةِ خَرّجت لنا مُختَلفَ التّخصُّصاتِ فمنهم:

- المستشار: أبوبكر وعمر- رضي الله عنهما-.

- الفقيه: معاذ بن جبل كان أعلم أمته بالحلال والحرام

لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنه.

- القائد: خالد بن الوليد- رضي الله عنه-.

- الدعاة: مصعب بن عمير وغيره- رضي الله عنهم- أجمعين.

- التاجر: عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - بالإضافةِ إلى فضائلِِهِ الأخرى.

- القاضي: علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

والّذين ذكرتُهُم لم يقتصر دورُهُم على ما كُتِبَ أعلاه،

وإنّما كانوا خُلفَاءَ في الأرضِ، يَحكمونَ بالعدلِ ويقضونَ بالحق.

هل من بينِ معلمينا اليومَ من يُخرّجُ كلَّ هذهِ القدراتِ من بين تلاميذه؟!!

سأُخبرُكُم بشيءٍ ستعلمونَ من خِلالِهِ جيداً أنّ الّرسولَ - صلّى اللهُ عليهِ وسلّم -

كانَ يُكَلِّفُ كلَّ تلميذٍ في مدرستِهِ المحمّديةِ بما يُناسِبُهُ،

ولايُكلّفُ أحدًا فوقَ اِستطاعَتِه، والّسيرةُ شاهدةٌ على ما أقولُ

وسأذكرُ في نهايةِ الموضوعِ موقفاً شاهدًا على ذلك.

http://www.saudifree.com/up/pic18/saudifree_95065.jpg

:: المصادر التي ينطلق منها معلم الفضيلة::

المصدرُ الاعتقادي لمعلمِ الفضيلة ِهو:

أولاً القرآنُ الكريم ِو السنة ِالنبوية.

- فالقرآنُ الكريمِ: ذلك النّبع الصّافي،الذي ننهل منه القيم الإسلامية،

لصناعة الأجيالِ الذين يحملون راية الإسلام ِللعالم.

التي تجعلُ الإنسانَ يعطي كل ذي حقٍِّ حقّهُ، ويؤدي واجباتِه ِتجاهَهم.

فعلى المعلمينَ ترسيخَ هذهِ العقيدةِ في قلوبِ التّلاميذ.

فمثلاً يُربّى التلميذُ على خُلقِ الصّدقِ من خلالِ تربيتِهِ على مراقبةِ اللهِ

فالعقيدةُ تعلمُ الطفلَ أو الناشئ أن له هدفاً ورسالة ًفي الحياة،

وأنّّه لم يوجد عبثاً مما يولّدُ لديه المسؤوليةَ والانضباطِ والتوازن.

ولذلك لابد من ربط التلميذ بعقيدتهِ لأنها المحور الأساسي ونقطة ُالارتكاز لغرس القيم الأخلاقية.

- السنة النبوية: فالسّنة النبوية بيَّنت الجانب النظري، و التطبيقي للقيم الإسلامية،

في واقع المسلمين، فنجدُ أحاديثاً وردت في فضلِ العلمِ والتعلم،

وأحاديثَ وردت في فضلِ حسنِ الخلقِ والتواضعِ والصّدق،

فقد جمع بين الجانبين التعليم والتربية.

وبالنسبة للجانبِ العملي والتطبيقي، فيمكننا أن نذكر موقفَ النبي - صلى الله عليه وسلم-

مع الأعرابي الذي بالَ في المسجد، وبعد أن فرغَ من بولهِ،

لم ينهره، بل أمر صحابته بأن يُريقُوا عليه دلوًا من الماءِ ثم حدثه بلطف

وأخبره بأنّ المساجدَ لا تصلحُ لأمر كهذا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير