[شبهة ورد]
ـ[نهلة]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 12:02 ص]ـ
[شبهة ورد]
هناك أناس من بني جلدتنا، أسماؤهم كأسمائنا، لكنهم انسلخوا من جلدهم، وباعوا نفوسهم وعقولهم، وأوقعوها في أسر الشبهات والضلالات من أجل منافع عاجلة زائفة، لا تزيدهم إلا ضلالا، فكان مما أثاروه من ترهات أنه إذا كان الإسلام جاء هداية للبشرية كلها، فلماذا يأتي بلغة لايفهمها إلا الخاصة؟ ولماذا لا يكون فهمها متاح للعالمين؟ ولم جاءت التعبيرات القرآنية مغايرة للطريقة التي نكتب بها ونتعامل بها؟
أقول والله المستعان،اقتضت حكمة الله أن يأتي كل نبي بلغة قومه، مؤيدا بالمعجزات الباهرة لتكون آيات صدق وبرهان نبوة، وكانت المعجزات المتعددة لكل نبي يأتي معها معجزة كبرى من جنس ما برعوا فيه، تخرس الألسنة،وتبهر العقول،وتدفع كل من له عقل سليم وفطرة سليمة للتصديق والتسليم، فكان ذلك مع نبي الله موسى عليه السلام وكانت معجزته الكبرى العصا التي تحولت إلى حية حقيقية تسعى، تلقف كل ما صنعوا من أوهام فآمن السحرة الذين عرفوا السحر وأسراره وفنونه، وكان ذلك مع نبي الله عيسى عليه السلام حيث كانت معجزاته منذ ميلاده تتوالى وكانت معجزته الكبرى إحياء الموتى بإذن الله، التي دفعت الحواريين للتصديق والنصرة لأن قومه عرفوا بالتكذيب والتشكيك فجاءهم بما يبهتهم ويلجم عقولهم، ثم جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم مؤيدا بالمعجزات أيضا وكانت معجزته الكبرى هي (القرآن)، ولأنه رسول العالمين كان القرآن متعددا في معجزاته، لغة،ومعنى، وحقيقة،وهداية، وحكمة، ومعرفة، وكان القرآن لزاما أن يأتي بلغة قومه صلى الله عليه وسلم، في أعظم صورها، وأبينها، وأوضحها، وأفصحها، ليكون فهمهم للقرآن، ووعيهم لأحكامه ومعانيه لا لبس فيه، لأنهم من سيقومون بحمله و تبليغه و الذود عنه، وكانت أساليبه سببا في تصديق أعتى أعداء الإسلام، وانجذابهم إليه، و قد شهد له بالتفوق والتميز من ظلوا على كفرهم، ووصفوه بأبلغ الأوصاف،فلا ينبغي أن يتعجب أحد من نزول القرآن بهذه اللغة الرصينة الدقيقة في تراكيبها وجرسها و معانيها، وإذا كنا قد بعدنا عن هذه اللغة فاستعجمت علينا واحتاجت لبعض الجهد كي نفهم وندرك ما يقصد من بعض ألفاظها،فإن الأوائل أصحاب السبق في حمل هذه الرسالة قد فهموها و وعو ها، وعرفوا قيمتها وعلو قدرها، والأكثر من ذلك لم يتركوا معنى من معاني اللغة القرآنية إلا وفسروه لنا بكل وجه ممكن في دقة متناهية حتى كان تفسير القرآن أو تأويله، من أسهل ما يكون على طالبه بل إن هذه اللغة العظيمة بما تختص به من ثراء أتاح للعقول المستنيرة في كل زمان أن تخرج لنا من معجزات القرآن ومعانيه السامية ما يبهر الألباب ويحرك النفوس ويسمو بالأرواح، وذلك في إطار ما هو ظني الدلالة، وكان من عظمة القرآن أنه كلما تكشفت حقائق العلوم، وحقائق الكون أمام الإنسان، كان ذلك زيادة في إثبات صدقه، وزيادة في الثقة بأنه من عند الله، فلا تصادم مع حقيقة ثابتة،ولا تعارض مع أثبتته التجارب بما لا يدع مجالا للشك،مما يؤكد أن هذا الكتاب جاء هدى ورحمة للعالمين ولا يضير القرآن العظيم جهل الجاهلين، ولا إبطال المبطلين، الذين ابتلوا بداء الشك والتشكيك دون مسوغات علمية حقيقية تبرر هذا الشك وتجعله مقبولا،لا شكلا ولا مضمونا.
قال تعالى: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين " (22 الزمر) ويقول أيضا: "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما " (27 النساء)
بقلم:نهلة عبد اللطيف
ـ[بثينة]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ..
الأخت نهلة بارك الله فيك.
أعجبني ردك الجميل الذي يحمل في طياته مدى حبك لهذا الدين الحنيف ..
جزاك الله جنة الفردوس الأعلى و سلمت يمناك على هذا الرد ..
ـ[نهلة]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 11:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة / بثينة
وأحب أن أضيف أن معجزات القرآن المتعددة كان لكل منها صنف من البشر تبهره وتدفعه إلى التصديق والتسليم بصدق هذه الرسالة على خلاف رسالة الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فكانت تخاطب قوم كل نبي بما يناسب أحوالهم وعقولهم، ولكن القرآن رسالة خاتمة متممة لما سبقها،فخاطب القرآن أهل اللغةوالفصاحة فبهرهم، وخاطب البسطاء والعامة فملك قلوبهم وعقولهم، وخاطب العلماء والمكتشفين فأذهلهم، وخاطب الفلاسفة والمتكلمين فأقنعهم وأبهتهم.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 03:20 م]ـ
بوكت أخت نهلة على هذا الموضوع الرائع , صدقتِ فيما قلتيه , لذا يجب أن يكون لنا دور بارز في خدمة هذه اللغة لأنها من خدمة الدين.
و من هذا المنطلق أدعوك لزيارة هذه الصفحة:التنقيب عن جماليات اللغة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=32436)
¥