تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[يا قدس إلى متى الصمود؟.]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 11:31 ص]ـ

موضوع هام يستحق الإهتمام *

قتل القدس كمركز جذب

جميل السلحوت

jamilsalhut***********

الحوار المتمدن - العدد: 2217 - 2008/ 3 / 11

جميل السلحوت:

بدون مؤاخذة:

قتل القدس كمركز جذب

لا يخفى على أحد ان اسرائيل تستهدف القدس الشرقية أكثر من أيّ مدينة أخرى في الارأضي المحتلة، واسرائيل لم تخف ذلك، فقد قامت بضم المدينة للدولة العبرية من جانب واحد بقرار من الكنيست – البرلمان – الاسرائيلي في 28 حزيران 1967 أي بعد مرور أقل من ثلاثة اسابيع على احتلال المدينة، وصاحب ذلك هدم حارتي المغاربة والشرف بعد تشريد أهلها، وقامت ببناء حيّ استيطاني يهودي داخل أسوار المدينة المقدسة، وتواصلت الاجراءات الاسرائيلية التهويدية في المدينة بشكل مستمر ومدروس ومخطط، فمن بناء المستوطنات التي تحيط بالميدنة، واسكانها بمستوطنين يهود يزيد عددهم حاليا عن ربع مليون شخص، يقطنون أكثر من ستين ألف وحدة سكنية، بعد أن كان عدد اليهود والبناء اليهودي في القدس الشرقية صفرا حتى حزيران 1967، الى فرض القوانين الاسرائيلية، والى التضييق على المقدسيين الفلسطينيين لاجبارهم على الرحيل عن المدينة، وتمثل ذلك بالحدّ من البناء العربي الفلسطيني من خلال عدم اعطاء تراخيص بناء، وهدم الأبنية التي تقام بدون تراخيص، وتغريم أصحابها يمبالغ مابية كبيرة، والسلطات الاسرائيلية التي لا تنفك عن تصريحاتها بأنها اوقفت البناء الاستيطاني لمتطلبات التفاوض، كانت تضع استثناءا ينص على مواصلة البناء الاستيطاني لحل مشكلة الزيادة السكانية الطبيعية للمستوطنين، وهذه الأيام عاد رئيس الحكومة الاسرائيلية ليعلن موافقته على بناء ما يزيد على ألف وحدة سكنية في مستوطنة "بسجات زئيف" شمالي المدينة، واذا كان الشيء بالشيء يقاس فان اسرائيل لم تراع قضية اسكان الزيادة الطبيعية للمقدسيين الفلسطينيين.

واذا كانت عملية اقتلاع المقدسيين الفلسطينيين تتم من خلال اجراءات " قانونية " وشروط تعجيزية تتعلق باثبات مكان السكن داخل حدود البلدية، فإن البلدية لم تتوقف عن ذلك، بل تعدته الى قتل المدينة المقدسة كمركز جذب تجاري على الأقل، فمعروف ان القدس هي قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة، واغلاقها المتصاعد منذ اواخر اذار 1993 حتى وصل الى الاغلاق والحصار المحكمين في ايامنا هذه، صعّب حركة التنقل ما بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، فزاد المسافة ما بين مدينة رام الله على سبيل المثال، وهي أقرب المدن الى القدس من شمالها، الى بيت لحم وهي أقرب المدن من جنوبها، زادها من حوالي ثلاثين كيلو متر الى ما يزيد عن سبعين كيلو متر، جزء منها مثل طريق واد النار غير صالح لسير المركبات لشدة انحداره حسب المقاييس العالمية للشوارع. وحصار القدس حرمها من مئات آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يؤمّونها للصلاة في دور عبادتها، وللتسوق من اسواقها، بل حرمها ايضا من دخول مواطني قرى محيطة بالمدينة، وتتبع لها اداريا عبر التاريخ، حتى وقوع المدينة تحت الاحتلال الاسرائيلي في حزيران 1967، وهي القرى المعروفة بقرى محافظة القدس، والتي يتراوح بعدها عن قلب المدينة ما بين كيلومترين مثل ابو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية، وبين عشرة كيلو مترات مثل قرى شمال غرب القدس، ويزيد عدد سكان هذه القرى عن مائة وخمسين الف مواطن، كانوا يرتادون المدينة المقدسة بشكل شبه يومي للعمل والتعليم والعبادة والتسوق، او للعلاج في مستشفياتها، وعيادات اطبائها.

ونظرا لكثرة وارتفاع الضرائب المفروضة على المحال التجارية في القدس، ونتيجة لضعف أو انعدام المداخيل نتيجة الحصار المفروض على المدينة، فقد زاد عدد المحلات التجارية المغلقة داخل اسوار القدس عن الألف محل حسب احصائيات مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير