تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يجيزون للمسلم أن يوكل ذميا في بيع الخمر وشرائها، وهو قول فاسد منابذ للأحاديث الصحيحة في النهي عن بيع الخمر وسائر أنواع التصرف فيها، كما ذكر ذلك النووي، رحمه الله، فهي حرام على أهل الذمة كحرمتها على المسلمين، والنصوص عامة لم تستثن فريقا دون آخر، فتخصيصها بالجواز في حق أهل الذمة: تخصيص بلا مخصص!!!، والكفار على القول الراجح: مخاطبون بفروع الشريعة، وبما لا تصح إلا به من الأصول، خلافا للأحناف رحمهم الله، كالمحدث إذا دخل وقت الصلاة، فهو مخاطب بها وبما لا تصح إلا به من الوضوء.

فليس كفرهم حجة في استباحة المحظورات، بل هم مخاطبون بالإسلام وفروعه، كما دلت على ذلك النصوص الصريحة كقوله تعالى: (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)، فقدموا الفروع على الأصل الذي لا تصح إلا به.

يقول الإمام ابن حزم، رحمه الله، في "المحلى": "وقد حرم الله تعالى الخنزير والخمر والميتة والدم فحرم ملك كل ذلك وشربه والانتفاع به وبيعه، وقد أوجب الله تعالى دين الإسلام على كل إنس وجن، وقال تعالى: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) وقال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) فوجب الحكم على اليهود والنصارى والمجوس بحكم الإسلام أحبوا أم كرهوا، ومن أجاز لهم بيع الخمر ظاهرا وشراءها كذلك وتملكها علانية وتملك الخنازير كذلك لأنهم من دينهم بزعمه وصدقهم في ذلك لزمه أن يتركهم أن يقيموا شرائعهم في بيع من زنى من النصارى الأحرار وخصاء القسيس إذا زنى وقتل من يرون قتله وهم لا يفعلون ذلك، (أي: المخالف كالأحناف رحمهم الله)، فظهر تناقضهم". اهـ

وأقوال ابن حزم والنووي، رحمهما الله، أحب إلينا من أقوال المعاصرين، فـ: (الحي لا تؤمن عليه الفتنة)، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.

وليس الغرض استقصاء مسائل هذا الباب، وإنما يكفي التنبيه على بعضها، ليحصل المراد.

ويبقى سؤال: هل نحن مطالبون بتقريب دين الإسلام، أو: بتمييعه على الأصح، ليقبله غيرنا، وهل يقبل غيرنا إعطاءنا الدنية في ديننا، وهل الدفاع عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكون بإبراز جانب الجمال في خصاله دون جانب الجلال، فهو: نبي الرحمة و نبي الملحمة، وهو: الضحوك القتال، وهو الذي أرسله ربه رحمة للعالمين وهو الذي بعث بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقه تحت ظل رمحه وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، فمن أراد أن يدافع عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليبرز كل خصاله: جمالا وجلالا، فلن ينتصر الحق على الباطل باللين، والباطل لا يرد بباطل، ولن يرتدع من دشن القنوات الفضائية طعنا في عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذه المجاملات، ولله در أبي الطيب إذ يقول:

إذا قيل مهلا قال لحلم موضع ******* وحلم الفتى في غير موضعه جهل.

إن حقا يخجل أتباعه من إظهاره، لا ينتصر على باطل يتبجح أتباعه بإظهاره، وصدق الفاروق، رضي الله عنه، إذ يقول: (اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة).

والخلط، كما تقدم في مناسبات سابقة، يقع إذا اتسعت دائرة البر لتشمل العقائد، فيقر الكفر، بحجة المواطنة، وتظهر شعائره بحجة التسامح، وإنما يكون التسامح في أمور المعاش لا المعاد.

والتقريب بين نحل الملة الواحدة: جمع بين نقيضين، قد جنينا ثماره المرة في العراق الحبيب، فما ظنك بالتقريب بين الملل والأديان؟!!!!.

والله أعلى وأعلم.

ـ[التواقه،،]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 01:17 ص]ـ

أخي الكريم مهاجر

أحيي فيك هذه الغيرة الشريفة

وأقول بارك الله فيك على هذه الأسطر الصادقة

القوية في أدلتها ومضمونها

صدقت وقفتك على كل سطر لصدق عاطفتك

ومما استوقفني ورأيته خلاصة لأكثر المعاني، هذه الأسطر

فالأسماء والأحكام: حق شرعي، ليس لنا أن نتعدى عليه بإلغاء أو إحداث

وقد أفرط من أفرط في مجاملة القوم، في الوقت الذي ينالون فيه من عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذه المجاملات لا تزيدهم إلا تسلطا وغرورا

فوجب الحكم على اليهود والنصارى والمجوس بحكم الإسلام أحبوا أم كرهوا

فمن أراد أن يدافع عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليبرز كل خصاله: جمالا وجلالا، فلن ينتصر الحق على الباطل باللين، والباطل لا يرد بباطل

أسأل الله أن يرفع منزلتك في الدنيا والدين والآخرة، بهذه الأسطر الصادقة

وان يجزيك خير الجزاء على ماقلت

وأن يكفيك كل شر وسوء

دمت موفقا سعيدا راضيا في طاعة الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير