تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ففي دولة كباكستان، وهي أفقر من مصر بكثير، حتى ذكرت إحدى المنظمات الدولية أن نصف سكانها مهدد بخطر المجاعة، خرجت الجماهير في تظاهرة انتصارا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد حملة الهجوم الهمجية الأخيرة على عرضه الشريف، ومع التسليم بأن نصرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما تكون باتباع سنته، وتقديم قوله على كل قول، والتعريف بسيرته المعجزة التي تكفي بانفرادها دليلا على نبوته، كما يقول ابن حزم، رحمه الله، وعقد العزم على الثأر من شانئه متى ملك المسلمون القوة والقيادة الكفء، مع التسليم بكل هذا، إلا أن الباكستانيين، على أقل تقدير، خرجوا غضبة لدينهم، أما عندنا في مصر، فقد ألفت إحدى النساء المارقات كتابا عن الحياة الجنسية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلم تتحرك جهة رسمية أو أهلية، اللهم إلا بعض أهل العلم على بعض الفضائيات، وعندما تعلق الأمر بالبطون، فزادت أسعار السلع الأساسية هرع الناس إلى الاحتجاج بدل الاستغفار مصداق قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)، وكيف يستغرب إنزال عقوبة الغلاء بأمة يسب نبيها عليه الصلاة والسلام فلا تحرك ساكنا، ولما أعرضنا عن طلب الشهادة في ساحات الوغى، أصبح المصريون الآن يتقاتلون بالسكاكين والعصي أمام المخابز، في سبيل رغيف خبز، وسقط: 15 شهيدا من شهداء الخبز في نحو أسبوعين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي المظاهرات من إضاعة الصلوات حتى في صفوف الملتزمين الذين يشاركون فيها، والاختلاط .......... إلخ من المفاسد، ما يجعل العاقل يربأ بنفسه عن المشاركة فيها، وإذا كان ملوك زماننا يستحقون بالفعل السب، بل ربما ما هو أعظم من السب!!!!!، إلا أن شغل الأوقات بسبهم لا يجدي شيئا، فلنشغل أنفسنا بالاستغفار، فهو أجدى نفعا في أمر المعاد والمعاش.

ومن شرح الطحاوية:

وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: أنه جَاءَ في بَعْضِ كُتُبِ الله: "أَنَا الله مَالِكُ الْمُلْكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي، فَمَنْ أَطَاعَنِي جَعَلْتُهُمْ عليه رحمة، وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عليه نِقْمَة، فَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ، لَكِنْ تُوبُوا أعطفهُمْ عَلَيْكُمْ". اهـ

والله أعلى وأعلم.

ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 04:40 م]ـ

لله درك أخي المهاجر ..

والله ما عدوت مذهب أهل السنة والجماعة في كل ما قلت ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير