تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رأى فتيات هائمات بوهم الحب والعشق هذا الداء الخبيث الذي لا يعرف أكثر الناس أنه مجرد وهم لا وجود له

رأى عجائز تلوك السنتها أعراض المؤمنات

رأى صفوفا من السيارات كالجيش المدجج على جسر البحرين

أو على طريق دبي

رأى ليلة زرقاء أحياها أصحابها قياما يبكون

فقد فاز الهلال بالدوري فلنقم الليل حتى الصباح نرقص على أصوات الغناء

أحبك ايها الكافر لأنك تلعب في فريقي وأكرهك يا ابن الز ... لأنك تلعب مع خصمنا ولو كنت مسلما.

يرى صبية قد بدأت تظهر عليهم ملامح الرجولة لابسين غير لابسين محلقين ومقصرين أو قد لا ترى وجوههم من طول شعورهم

تضيع الأوقات على لاشيء لا هم يحملونه ولا عاقبة يرتجونها

يرى فتيات همهن كيف أكسب المال (اشحن جوالي ارسل لك صورتي) وعن أي صورة نتحدث.

يرى شبابا ميادين قتاله الأسواق وسلاحه رقم وزينة

يرى الأخ يزاحم أخته والزوج يزاحم زوجته على المرآة فلعمر الله لست أدري الآن من ينشأ في الحلية أهو أم هي

لقد اطلع الله على هذا ورآه كله ثم رأى فلسطين والعراق وأفغانستان وأفريقيا وآسيا ثم رأى الدانمرك وهولندا ثم رأى الفاتيكان على شكل صليب كبير يعبد من دونه.

ثم قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة 186

فلم يستجب إلا من رحم

ثم قال تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) العنكبوت 65

عبدوا الهوى وهو صنم مجسم إما على شكل كرة قدم أو على شكل أغنية لعاهرة تغنوا بها كل حين أو على شكل ممثل أو ممثلة لايمثل إلا الفسق والمجون أو على غير ذلك.

ثم إذا امتنع المطر صلوا الاستسقاء فلما أرواهم إذا هم يعرضون والله الغني الحميد.

وهنا أطرح مشهدا خياليا

في عام 170 للهجرة أنشأ رجل قناة فضائية في ذلك العصر (لا تقل مستحيل وأطلق العنان لخيالك) موردها الوحيد رسائل الجوال فكيف تكون برامجها في اعتقادك.

ماذا ستعرض ليشارك المشاهدون برسائلهم وهم من طبقة الخليل وأبي حنيفة ومن شابه.

ربما لن يرسل احد شيئا إلا في سبيل الاستعلام عن حديث لدى أحد الرواة

أو كلمة فصيحة عند أحد الأعراب

أو شاهد نحوي

أو تفسير آية

تخيل سيبويه يسأل عمن يعرف قائل هذا البيت أو عن قراءة متواترة برسالة

ويجيبه الكسائي برسالة عما سأل.

أقول لك هذا مشهد خيالي مستحيل الوقوع.

تخيل مشهدا آخر

تخيل لو بعث هارون الرشيد من قبره ومعه جيشه ورأى الأحوال فماذا سوف يصنع

أيحرر العراق أم فلسطين أم قلب أفغانستان الحزين.

أتعلم أظنه سيعلن الجهاد والنفير ضدنا وسيبدأ بنا.

لقد رأى العهر على الشاشة ونحن خاضعون تحتها

لقد رأى المعركة الكروية ونحن متسمرون أمامها

لقد رأى البطل يموت بطل المسلسل المكسيكي ونحن نبكي ألما

أرأيتم

نحن مصدر بلاء هذه الأمة فكل مسلم على ثغر من ثغور الإسلام وكم ضاع ثغر الآن

دع هذا كله فهو خيال لن يتحقق

ولكن حين يسألك الله عن مبلغ من المال أنفقته على واحدة من تلك القنوات فما جوابك أما أنا فسأطأطئ رأسي خجلا.

خاتمة: لو لم تجد هذه القنوات من يرسل لها ما يمدها لتحيا لما بقيت تلوث مابقي من حياتنا غير ملوث

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 02:32 م]ـ

نعم اخي القاسم ...

والله انها لمأساة الأمة، فكما قلت: الام وابنتها تشاهدان تلك القنوات، والأم في قمة السعاده والافتخار بابنتها ...

والأمرّ من ذلك هو انعدام الثقافة في الكثير من هذه القنوات حتى أصبحت الأمة كما اراها وتراها، لعل الكثير يعتقد بأن السبب وراء هذا كله (الغرب)، لا ليس الغرب بل التهاون والتخاذل، وتفكك الشعوب وانهيار الأمم لا يتم الا من الأمة نفسها ...

لا خَيرَ في بَلَدٍ عَمَّ الثَّراءُ بِه = إِن لَم يَهِم أَهلُهُ بِالعَدلِ وَالكَرَمِ

وَكَيفَ يَسمو الأُلى أَخلاقُهُم ذَهَبَت = لَمّا استَعاضوا عَنِ الأَنوارِ بِالظُّلَمِ

وَأَنكَروا لَذَّةَ الأَرواحِ وَاتَّخَذوا = شِعارَهُم لَذَّةَ الأَجسامِ كَالبَهَم

لا يَنفَعُ العِلمُ قَوماً لا خَلاقَ لَهُم = وَهَل يُباهي عَقيمُ الفِكرِ باِالقَلَمِ

وَأَجهَلُ النّاسِ مَن يَدعو شَهادَتَهُ = لِنَصرِهِ وَهو في الإنتاجِ كَالعَدَم

فَلَيسَ يَنفَعُهُ مالٌ وَلا نَسَب = إِن باتَ تَفكيرُهُ أُضحوكَةَ الأُمَمِ

وبعد هذا لا اقول الا قول أبي العلاء:

إِذا كانَ سُكّانُ البِلادِ كَما هُمُ = فَلا تَحفَلَن إِن صَغَّروا اِسمِكَ أَو كَنّوا

والحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما الهم والثناء بما قدم، من جزيل عموم ابتداها وسبوغ آلاء اسداها وتمام منن أولاها

ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 02:45 م]ـ

موضوع رائع والأروع من ذلك هذا الطرح الشيق جزاكم الله خيراً

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير