وفي المقابل لا يوجد إلا ستة أطباء فقط لكل: 10000 مواطن عراقي، بعد مقتل نحو: 200 طبيب من أصحاب التخصصات النادرة، وهروب نحو: 75 % من العاملين في القطاع الصحي.
وعلى الصعيد العلمي:
هرب نحو: 17000 أستاذ جامعي، وقتل نحو: 600 من خيرة علماء العراق. والعراق دولة غنية عن التعريف، فعلماؤها في كافة التخصصات: الدينية والدنيوية، الإنسانية والتكنولوجية، من خيرة علماء المسلمين، وقد نجحوا بعد حرب الخليج الأولى في إعادة بناء الدولة في زمن قياسي، فضلا عن وجود عدد كبير من العلماء العسكريين، وهو ما دعا الموساد إلى التدخل المباشر في عمليات تعذيب وتصفية العلماء لتدمير البنية العسكرية العراقية.
وقد دعت بعض الدول إلى مراجعة الاعتراف بالشهادات العلمية التي تمنحها الجامعات العراقية بعد تدني المستوي العلمي فيها، فبعد أن كان الخريج العراقي من أكفأ خريجي الجامعات العربية، صارت كليات القمة الآن حكرا على طائفة بعينها، وقد قرأت في موقع "مفكرة الإسلام" أخبارا مضحكة، عن تدخل الميلشيات في تصحيح أوراق امتحانات الثانوية العامة، لمصلحة أبناء الطائفة، فعقدت لجان "رأفة" بالعافية!!!!!، لرفع درجات من لا يستحق ليسهل عليه الالتحاق بكليات القمة، وإن كان لا يعرف الفرق بين: He و She ، كما اشتكى بعض أساتذة الجامعات!!!!، ولك أن تتخيل طالبا في كلية الطب مثلا لا يعرف الفرق بينهما، والهدف: تكوين جيل من البقر يتولى إدارة الدولة في السنين القادمة، حتى تصبح تابعا مذللا لا يستطيع الاستقلال بموارده الاقتصادية والبشرية.
وعلى صعيد الخدمات: يقدر نصيب الفرد العراقي من الكهرباء بساعة واحدة يوميا، ويفتقر نحو: 70 % من العراقيين إلى مياه شرب صحية.
وعلى الصعيد الإجتماعي: ارتفعت نسبة الطلاق إلى نحو: 200 % مع تردي الحالة المعيشية وتفشي الفقر والبطالة، وهي أمور توفر مناخا ملائما للأزمات الاجتماعية، وبالتأكيد واكب ذلك انخفاض في عدد الزيجات لضيق ذات اليد، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، فمن ذا الذي يغامر بتكوين أسرة في ظل هذه الظروف المتردية؟!! وهو أمر مشاهد في كل المجتمعات الإسلامية الآن تقريبا على تفاوت بينها، فالكل متهيب محجم عن العمل بهذه السنة النبوية، لضعف التوكل على الله، عز وجل، وضيق ذات اليد، وندرة الاختيارات الملائمة، وبلغ عدد الأيتام: 4.5 مليون، وعدد المشردين: نصف مليون، وهي أرقام تهدد السلم الاجتماعي في أي دولة لأن أولئك الأطفال بمثابة القنابل الموقوتة، وهو أمر نعاني منه في مصر، فلدينا نفس العدد من المشردين، مع أن عدد سكان مصر نحو ثلاثة أضعاف عدد سكان العراق، وهم يشكلون أزمة حقيقية في المجتمع المصري، فما ظنك بهم في مجتمع يبلغ عدد أفراده ثلث عدد أفراد المجتمع المصري؟!!!.
والمخطط الذي نفذه الصرب الأرثوذكس في حرب البلقان في العقد الأخير من القرن الماضي هو ذات المخطط الذي نفذته أمريكا وأذنابها في العراق:
مخطط تحطيم مجتمع والقضاء على مقوماته الإنسانية، ففي البلقان:
حرص الصرب على تصفية علماء الدين، فكانت لديهم قوائم بأسماء أئمة المساجد في البوسنة، وكذا الحال في العراق، فقد استهدف علماء أهل السنة، واختطف بعضهم من المساجد!!!.
وحرصوا على تصفية النخبة: من سياسيين ومفكرين وأكاديميين وخريجي جامعات .......... إلخ، وحدث ذلك في العراق.
وحرصوا على تصفية أصحاب المهن من الصناع والفنيين، فلا غنى لأمة عنهم.
وحرصوا على تصفية كل من يقدر على حمل السلاح، للقضاء على أي مقاومة عسكرية، وقد حدث ذلك في العراق إذ تمت تصفية نحو: 3000 طيار من خيرة طياري العراق، فضلا عن احتفاظ الأعداء بقوائم لخيرة ضباط الجيش العراقي الذين شاركوا في حرب السنوات الثمانية: 80_88، لتتم تصفيتهم بشكل منهجي، وزاد الطين بلة أن تطرف فصيل من المقاومة، فانشق عنها، وراح هو الآخر، في تخبط وعشوائية عجيبة، يستهدف أئمة المساجد والعلماء، وكأن ما يحل بهم من نكبات على يد المحتل وأذنابه لا يكفي!!!!!
إنه باختصار: مخطط لتدمير أمة، وإلى الله المشتكى!!!!.
والله أعلى وأعلم.