خر أحمد على ركبتيه وأخذ يجمع جثث وأشلاء أطفاله ثم انكب عليهم على وجهه وأخذ يحتضنهم ويبكيهم بكاء مراً، يخيل لمن يراه أنه يبكي دماً لا دمعاً،وامتزجت دموعه مع دمائهم في لحظة لو شاهدها أقسى قلب مخلوق للان وحق له أن يبكي، وحق له أن يصرخ وحق له أن يدعي على من ظلمه وسلبه هذه القلوب البريئة ..
لذا لم يكن منه إلا أن اتجه إلى القبلة وهو يدعي بثبات المؤمن:
اللهم عليك باليهود الجبابرة الظالمين، اللهم شتت شملهم كما شتتوا شملي، و مزقهم كل ممزق كما مزقوا أسرتي، ويتم أولادهم واثكل نسائهم ..
اللهم أحصهم عدداً وبددهم بددا .. و أرنا فيهم يوماً أسوداً ..
اللهم كل من شارك في دمار منزلي وقتل أطفالي فدمر منزله واحرق قلبه وشل يده، واعمي بصره ...
...................................
أحمد المعتق أيها البطل ....
نعم بطل .. فلست مثلنا، فوالله لو أصابنا ما أصابك لما نطقنا شهراً ولربما نطقنا كفراً
أنت عنوان لشعب عظيم مجاهد في أرض مقدسة طاهرة دنسها أحفاد القردة والخنازير
أنت عنفوان ورمز بطولة وصمود قل نظيره، تستحي الخنساء من فعالكم وخصالكم
أنت إنسان، لم أعرف ولم أتوصل لطريقة أحييك وأتضامن معك وأعزيك إلا أن أكتب هذه الكلمات المتواضعة فلعلها تصلك يوماً فتعلم أن لك أخوة في أرض الإمارات يشاطرونك جرحك وألمك ويتعذبون لعذابك.
أسأل الله تعالى أن يتقبل صبرك واحتسابك وأن يتخذهم شهداء في سبيله ينعمون بما لم ينعموا في دنياهم قط، وأن يتقبل مني هذه الكلمات العاجزة البسيطة فهي جل ما أملك مع دعاء في ظهر الغيب أن يحفظك ويصبّرك ويعوضك خيراً مما فقدت ..
أكتب هذه الكلمات والله ودمعي يسابق مدادي وعيني تفيض دموعاً منذ الصباح وقلبي متوجع ومتألم كما لم يتألم من قبل ..
رجعت من عملي فاحتضنت أطفالي وقبلتهم وتوددت إليهم ثم فرشت لهم الصحيفة وأريتهم صور أطفالك وأجسادهم الممزقة، وقلت لهم: هكذا يفعل اليهود بأطفالنا ..
هل هؤلاء الأطفال فعلوا شيئاً ليقتلوهم هكذا؟
قالوا: لا والله
قلت فاحفظوا الدرس،" فلن ترضى عنكم اليهود ولا النصارى حتى تتبعوا ملتهم "
ابن المبارك / 29/ 4/2008
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 03:39 م]ـ
لك الله أبا معتق
وهون عليك مصابك
ونسأل الله أن يؤجره على مصيبته
والله المستعان
سلمت أبا خالد