الدلائل جمع دلالة بالفتح والكسر، وهي العلامة والأمارة.يقال: دله على الطريق يدله دلالة و دلالة و دلولة، و دلائل النبوة هي ما أكرم الله عز وجل به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم مما يدل على صدق نبوته وإذا كان الدليل أو العلامة أو الأمارة مسميات لمعنى واحد، هومايدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من غير شرط التحدي، فإن مصطلح المعجزة كما عرفه المتكلمون هو أمر خارق للعادة يظهر على يدي مدعي النبوة على وجه التحدي.
وهذا معناه أن التحدي والعجز عن المعارضة شرطان في تسمية المعجزة، وليس كذلك الدليل.
وبهذا يتبين أن بين الدليل والمعجزة عموما وخصوصا، فالدليل أعم والمعجزة أخص.
ويبدو أن بعض من ألف في دلائل النبوة لم يلحظوا هذا الفرق، أو لم يعتبروه أو تجاهلوه فعدلوا في عناوين مؤلفاتهم عن مصطلح الدليل أو ما في معناه إلى مصطلح المعجزة كما فعل عبد الحق الإشبيلي (ت 580هـ) في كتابه (معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم) ومحمد اللخمي الإشبيلي (ت 654هـ) في كتابه (الدرر)
ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا. وقد ذكر البيهقي في المدخل عن بعض أهل العلم أنها بلغت ألفاً،وذكر النووي أنها تزيد على ألف ومائتين. ونقل ابن حجر عن الزاهدي من الحنفية أنه ظهر على يديه صلى الله عليه وسلم ألف معجزة وقيل ثلاثة آلاف.
المطلب الثاني: مصادر دلائل النبوة:
أ- القرآن الكريم:
يأتي في مقدمة مصادر هذا الفن القرآن الكريم، فقد اشتمل على جملة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، كمعجزة الإسراء والمعراج المشار إليها في مطلع سورة الإسراء
ب- كتب الحديث:
وهي أنواع مختلفة، وقد اشتملت على عدد وافر من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
ج- كتب السيرة النبوية:
اشتملت هذه الكتب على جملة وافرة من دلائل النبوة، كما هو الحال عند ابن حزم الظاهري (ت452هـ) حيث أفرد في كتابه (جوامع السيرة) 11فصلا خاصا لأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم. وكذا القاضي عياض في كتابه (الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم)
د- كتب الخصائص:
وثمة نوع آخر من أنواع التأليف في السيرة النبوية قد ضم طائفة كبيرة من دلائل النبوة، هو كتب الخصائص النبوية، ككتاب الخصائص لابن سبع السبتي (ت في حدود 520هـ)
المطلب الثالث: عناوين المؤلفات في دلائل النبوة:
كما سبق كانت دلائل النبوة جزءا من كتب الحديث والسير،ثم ما لبث بعض العلماء أن أفردها بالتأليف. وهذه المؤلفات ضاع بعضها، ووصلنا البعض الآخر، وهذا الذي وصلنا، منه ما هو مطبوع متداول، ومنه ما لايزال حبيس خزائن المخطوطات.
0والاسم الذي الأشهر الذي عنون به العلماء هذه المؤلفات هو (دلائل النبوة) كما فعل الرازي وأبو نعيم والبيهقي وغيرهم ممن ألف في هذا الفن.
وبعضهم سماها (آيات النبي صلى الله عليه وسلم) كالمدائني،
وبعضهم (أعلام النبوة) كما فعل أبو داود السجستاني وابن قتيبة والماوردي،
أو (أمارات النبوة) كالجوزجاني،
و (معجزات النبي صلى الله عليه وسلم) كعبد الحق الاشبيلي ..
وهي كلها أسامي تفيد معنى واحدا، هو تلك الدلائل والأمارات والبراهين الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة.
المطلب الرابع: التعريف بكتاب دلائل النبوة لأبي نعيم
المطلب الأول اسم الكتاب:
دلائل النبوة
المطلب الثاني: توثيق نسبته الى مؤلفه:
نسبة كتاب دلائل النبوة صحيحة الى الإمام ابي نعيم وذلك لعدة امور:
1 - الشهرة التي تغني عن البحث و التفتيش
2 - كل من ترجم له ذكر له هذا الكتاب
3 - نقل العلماء منه و تواردهم على ذلك
4 - وجود اسم المؤلف على طرة بعض مخطوطات الكتاب
المطلب الثالث: منزلته بين كتب الدلائل:
دلائل النبوة لأبي نعيم الأصفهاني ت 430هـ وهو من أشهر المصنفات في هذا الفن، والمطبوع منه هو المنتخب منه، وليس الأصل
.ذكره ابن قاضي شهبة والذهبي وقال: (في مجلدين)
والسبكي وابن كثير وقال: (هو كتاب حافل في ثلاث مجلدات) وقال عنه في تفسيره:
(هو كتاب جليل).كما ذكره حاجي خليفة والكتاني.
المطلب الرابع:مصادره:
أ- القرآن الكريم ب- كتب الحديث ج- كتب السيرة النبوية د- كتب الخصائص
المطلب الخامس:سبب تأليفه:
¥