ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:31 م]ـ
http://www.up.6y6y.com/uploads/ebf0c8cc4f.gif (http://www.up.6y6y.com/uploads/ebf0c8cc4f.gif)
الأمر الثاني:
التعامل مع الناس هو نوع من حسن الخلق
حسن الخلق أضرب وأنواع، ومن هذه الأفرع:
فرع التعامل مع الناس
ولذلك ربنا جلّ وعلا رسم لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم عملية خاصة في التعامل مع الناس
في الأعراف تقرأ في آخرها
"خذ العفو
وأمر بالعرف
وأعرض عن الجاهلين"
هذه الست كلمات تأملها جيدا
أرعها شيء من تفكيرك
تجد هذه الست الكلمات التي تعدها أنت على يديك هي حقيقة منهج التعامل مع الناس على جميع الأوجه
(تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [سورة: فصلت الأية: 42]
هذا جوامع الكلم أيها الأحباب يجمعه له ربه سبحانه وبحمده في ست كلمات ليتعامل بها مع الناس
ولذلك يقول علماؤنا وقد جمع الله له صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [سورة: الأعراف - الآية: 199]
قال جعفر بن محمد رحمه الله: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية
خذ العفو:
خذ كريم أخلاق الناس
خذ الحسن من أعمالهم
لا تحاسبهم على السيئ
وأمر بالعرف:
إذا رأيت مالا يسرك لا تقل يا أخي هذا غير جميل
وهذا أحسن منه و أجمل منه
لو أنك صنعت كذا!
وأعرض عن الجاهلين:
قد يأتيك شخص يقول لك لا علاقة لك بأمري
أتركني وشأني!
هذا من الجاهلين فأعرض عنه
لا يكون أكبر همك أن تتبع سيئته بسيئة منك
لا .. إنما أعرض عنه ولا تحملها في نفسك
فإن جعلتها في نفسك أنت المعذب بها لا هو
هو والله ما اكترث لك نطق بالكلمة وذهب وتركك
ولا يدري أصلاً ماذا قال لك!
فأنت المعذب بها إن جعلتها في نفسك
أما إن أعرضت عنها وأخذت بهدي ربك القويم اطمأنت نفسك.
ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:32 م]ـ
http://www.up.6y6y.com/uploads/ebf0c8cc4f.gif (http://www.up.6y6y.com/)
ولكن هناك صنف من الناس أيها الأحباب
حساس
قلبه مثل الزجاجة أي شيء يلمسه يخدشه
تجد أي كلمة ممكن تأثر في نفسه وتعيش هذه الكلمة معه طول اليوم
ما يصدق أنه يدخل في عالم النوم حتى تضيع هذه الكلمة في عالم النسيان
نضرب مثال لهذا الشخص الحساس
قد يمر هذا الحساس بشيخه فيسلم عليه، والشيخ بشر فشرد ذهنه وهو يسلم عليك ما ابتسم في وجهك
تبدأ تدور الأسئلة في نفسك
لماذا شيخي لم يبتسم في وجهي؟
ما لأمر الذي رآه مني الشيخ فتضايق منه؟
أنا أعلم بأنه لا يستبشر برؤيتي
أظن أن هذا الشيخ متكبر
أصلاً انا غلطان لأني أتيت لدرسه وسلمت عليه
..... إلى آخر هذه التكهنات وسوء الظن
والشيخ والله ما درى عنك
ولم تأت في باله ولا هو بمتكبر، ولا شيء طرأ في ذهنه بشأنك
ليس هو بخير من عثمان رضي الله تعالى عنه، يمر عليه عمر رضي الله عنه فيسلم عليه فلا يجيبه، وفي رواية أنها بينه وبين سعد، يقول السلام عليكم، ما يرد، السلام عليكم، ما يرد، السلام عليكم، ما يرد، ينصرف ويتركه ويذهب إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه يقول: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترى عثمان سلمت عليه فلم يجبني السلام
ناداه أبو بكر فقال له: يا عثمان لم أثَّرت في نفس أخيك؟
يطرح عليك السلام فلا تجيبه، قال: والله لم يمر بي ولم يلقي عليّ السلام قال عمر: والله لقد ملأت أذنك بها (يعني سمعتك إياها) قال عثمان: أستغفر الله، والله ما شغلني منها إلا كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما تذكرتها غشاني ما غشاني حتى لا أدري ما أنا فيه
قال عمر وما هي؟
قال سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: كلمة من كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة، ثم قام فنسيت أن أسأله صلى الله عليه وسلم، فما زلت كلما تذكرتها غشيني ما غشيني, فقال عمر هي: لا إله إلا الله.
إذاً هذا الموقف قد يأتي الإنسان، ما يصيب ذهنه فيشله عن أن ينظر إليك أو أن يدري ما أنت عليه، فلابد أن تكون في حيطة من هذا.
الأخلاق قسمين:
الأول: جبلي
جبلك الله تعالى عليه
كهدوء النفس وبرود الأعصاب والطبع والطمانينة وليست فيك عجلة وبعض الناس غضوب أي شيء ينرفزه ويغضبه وهو سريع الملل
هذا جبلة في بعض الناس
الثاني: كسبي
أن تكسبه أنت، تعالج نفسك صحيح إنك سريع الغضب
لكن تستطيع أن تمرن نفسك إلى أن تكون هادئ
ولو كنت متعجل .. تستطيع أن تعالج نفسك أن تكون متريثاً
لا يستفزك أي شيء
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما قال في حيكم رضي الله عنه:" إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله، قال يا رسول الله أهما خصلتان جبلني الله عليهما، أم تطبعت بهما؟ قال: بل جبلك الله عليهما، قال: الحمد لله الذي جبلني على شيء يحبه الله ورسوله. قال: وهما يا رسول الله قال:
الحلم والأناة.
وقال صلى الله عليه وسلم: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم ومن يصبر يصبره الله.
فهذا الأمر الكسبي، هذا الذي نريد أن نصل إليه.
لا يمكن لإنسان يقول والله هذه طبيعتي
أنا ما استطيع .. لا.
بل عالج نفسك حتى تستطيع
إلى أن تصل إلى أعلى منازل درجة حسن الخلق.
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا"
كل من زاد عليك في حسن الخلق، فقد زاد عليك في الدين
فقد جمع الله تعالى لنبيه الدين كله فقال: (وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [سورة: القلم - الآية: 4]
فمن زاد عليك في حسن الخلق فقد زاد عليك في التدين، فالذي أحسن مني خلقاً هو أكثر مني تدينًا لله جلّ وعلا، فلا ينافسك أحد على هذا.
¥