تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:33 م]ـ

http://www.up.6y6y.com/uploads/ebf0c8cc4f.gif (http://www.up.6y6y.com/)

حسن الخلق يدور على أربعة أركان:

الأول: الصبر.

فالصبر يحملك على احتمال كضم الغيظ، لأن كضم الغيظ صعب على الأنفس

أنت تعرف معنى أن يصيبك الغيظ ثم تغضب وتثور

هذه الجمرة جمرة الغضب التي في نفسك أنت تطلقها عبر جوارحك

ولذلك يعقوب عليه الصلاة والسلام لما جاءه أبناؤه وجاءوا على قميصه بدم كذب قال: (بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىَ مَا تَصِفُونَ) [سورة: يوسف - الأية: 18]

هل تظن أن قضية فقد الولد أمر سهل؟

وممن يكون الاغتيال؟

من إخوانه

وينظر الأب بعينيه أن أبنائه يكذبون عليه فقال: بل سولت لكم أنفسكم أمرًا.

يعلم أن هناك تسويل.

لكن خسر واحد، فهل يخسر عشرة ايضا؟ لا.

فعلم الآن أن المقام مقام صبر.

صبر لأنه لو ثار عليهم وقال: اخرجوا من البيت

أنتم فعلتم وفعلتم

من الخسران؟

هو عليه الصلاة والسلام، فعلم أن هذه الجمرة التي في داخله لابد أن يكظمها.

ثم ننتقل إلى الثلث الأخير من السورة فنجده قد فقد ثلاثة.

يوسف وأخيه عند الملك والثالث الكبير قال لن أرجع حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين

فقد كم؟ ثلاثة.

فماذا قال: (عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) [سورة: يوسف الأية: 83]

ثم تولى عنهم، ما يريد أن يواجههم ثم تكون منه جمرة الغضب

ثم قال تعالى: (َتَوَلّىَ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) [سورة: يوسف الأية: 84]

ما زالت الجمرة في نفسه

(وَابْيَضّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) عليه الصلاة والسلام.

لكنه ضرب أوسع الأمثلة في حسن التعامل مع أبنائه وهو يرى خطئهم في حقه و حق أبنائه

مع هذا كان كظم الغيظ والصبر الذي عليه هو الذي جعله صلى الله عليه وسلم أن يتمكن من الوقوف في مثل هذا الموقف الذي وصل إليه، هذا أول أركان حسن الخلق.

الركن الثاني: العفة

والعفة تحملك على اجتناب الرذائل، وترك القبائح.

في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم إني أسألك العفة والعافية

أخرجه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

أسألك العفة والعافية، فالرجل العفيف ليس فقط عفيف في عرضه، لا بل عفيف في لسانه

ولذلك أنت تسمع الناس يقولون والله هذا فلان ونعم الرجل عفيف اللسان

معنى عفيف اللسان: لا تسمع منه كلمة تسيء إلى الآخرين، فالعفة تحملك على ترك القبائح واجتناب الرذائل وهو الركن الثاني من أركان حسن الخلق.

الركن الثالث: الشجاعة

صحاب حسن الخلق شجاع لأنه أول ما استطاع أن يفرض شجاعته فرضها على نفسه

والجبان لا تجده أبدًا من أصحاب حسن الخلق، لكن الشجاع هو الذي يستطيع أن يملك نفسه

ليست شجاعتي أمامك الآن، وأوهم نفسي بأني قوي و أستطيع أن أتكلم وأجادل .. لا

الشجاعة الحقيقة حينما أستطيع أن أوظف هذه النفسية في كل مكان فيما يجعل لي الناس مادح لا ذام.

لكن إذا كانت هذه النفسية أتلاعب بها مرة كذا ومرة كذا

أنا لست بشجاع ولا أستطيع أن أكوِّن جملة من الأخلاقيات التي أستطيع أن أكسب بها الناس

الركن الرابع: العدل

فلا تجد ظالم صاحب حسن خلق أبدًا لأنه أول من يستطيع أن يفرض على نفسه العدل والتوازن بين الأمور هو صاحب حسن الخلق.

لما تكون أنت صاحب حسن خلق وأخطئ عليك، ثم تقابلني بالبشاشة، أو تخطي علي أنت ثم تستطيع بشجاعتك أن تهضم نفسك وتقهر نفسك ثم تأتي وتعتذر لي

هذه من أعظم المنازل

لأن العدل حملك على ذلك

ثم الشجاعة حملتك على ذلك فجئت واعتذرت إلي

ولذلك تجد أن سوء الخلق على أربعة أركان والعياذ بالله.

أركان سوء الخلق:

1: الجهل

2: والظلم

3: والشهوة

4: والغضب

انظر إلى أي إنسان سيء الخلق عافانا الله وإياكم، تجده إما أنه صاحب شهوة أو جاهل أو ظالم أو غضوب لا يستطيع أن يتمكن من نفسه

وقد تجد إنسان مصلي ويقوم الليل ويصوم النهار لكن الناس لا يحبونه

لماذا؟

لسوء خلقه

تنظر فيه ما تجد فيه شيء أبدًا إلا خصلة الغضب والعياذ بالله ولذلك غضبه جعل الناس ينفرون منه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير