تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر ابن إسحاق قال: كان رسول الله r قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها رفيدة في مسجده كانت تداوي الجرحى وتحتسب لنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين، وكان رسول الله r قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق: (اجعلوه في بيت رفيدة حتى أعوده من قريب) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1077147#_ftn1)) .

أسماء بنت يزيد بن السكن:

خرجت في معركة اليرموك تسقي الظمأى وتداوي الجرحى فلما جدّ جدُّ المسلمين أخذت عمود خيمتها وانغمرت في الصفوف تضرب حتى صرعت تسعة من الروم وهي لا زالت عروساً صحبها زوجها معه.

النشاط المهني:

كانت النساء المسلمات يقمن بنشاط متنوع يسهمن من خلاله في تمويل الأعمال الاجتماعية ويقضين الوقت في أمر نافع للمجتمع المسلم واستغلال طاقات المرأة المسلمة وتوظيفها، ومن أوجه هذا النشاط:

أ- الغزل: وهو تجهيز المادة الأولية من الخيوط من الصوف أو الشعر لتستعمل في إنتاج الملابس أو الأغطية وكانت عملية الغزل تتم في البيوت وفي المسجد وأحياناً في أرض المعركة لتجهيز المجاهدين بالحبال.

وكانت أم عمارة تعد عصائب علقتها في وسطها أعدتها لإسعاف الجرحى وربط جروحهم.

ب- دبغ الجلود وتصنيعها: وهي صناعة مهمة اهتمت بها الصحابيات لاستعمالها فراشاً في البيت أو تصنيعها أحذية أو أوعية لحفظ الأكل أو أسقية لحفظ الماء والسمن.

وكان كثير من الصحابيات يصنعن ذلك ويتصدقن به إسهاماً في خدمة المجتمع المسلم.

وكانت زينب بنت جحش صناع اليدين فكانت تدبغ وتتصدق بعد تصنيع الجلود ودبغها.

وكانت سودة بنت زمعة وهي أكبر زوجات النبي r سناً قد تنازلت لعائشة رضي الله عنها عن ليلتها وتوجهت للعبادة والإنفاق في سبيل الله فكانت بارعة في الدباغة وخاصة دباغة الجلود الطائفية، ويبدو أنها كانت جلود متميزة تحتاج إلى خبرة في طريقة دبغها فبرعت في ذلك سودة رضي الله عنها.

ج- خرز الجلود:

وبرعت به زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها حيث كانت تصنع الجلود بخياطتها خرزاً فتصنع الوسائد أو الأفرشة.

د- الإنشاد في الأفراح:

كان الصحابيات يذهبن إلى الأعراس وينشدن ويضربن بالدف واشتهر بذلك بعض الصحابيات ومنهن: أرنب المدنية – حمامة من جواري الأنصار – سيرين جارية حسان بن ثابت – الفريعة بنت معوذ.

والغناء المنسوب إليهن ليس هو الغناء كمهنة وإنما كن ينشدن في الأعراس تطوعاً.

هـ- الصدقات:

كانت الصدقات باباً واسعاً لتمويل كثير من أعمال الخير لخدمة المجتمع ومنها الإنفاق على الضيوف كما فعلت الصحابية الجليلة:

أم شريك الأنصارية ووصفتها فاطمة بنت قيس بقولها: (امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1077147#_ftn2)) .

السيدة عائشة فقد ضربت المثل في النفقة فكانت تنفق الكم من المال في سبيل الله وتنسى نفسها.

زينب بنت جحش أم المساكين وصفها رسول الله r بطول اليد لبذلها الصدقات والزكوات.

و- الأوقاف:

وهي من الموارد التي أسهمت المرأة المسلمة فيها والوقف له آثار عظيمة في المجتمع الإسلامي ومن ذلك الوقف الخيري وهو ما جعل ريعه على جهة معينة كإقامة المؤسسات ذات النفع العام، كالمدارس والجامعات والمستشفيات ودور الأيتام ودور العجزة، ومن ذلك:

- وقف رملة بنت الحارث.

- أوقاف زبيدة زوجة هارون الرشيد: التي لا تزال معالم أوقافها في طريق الحج من العراق إلى المدينة وعين زبيدة مكة لسقاية الحجيج.

قال ابن الجوزي: إنها سقت أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار وإنها أسالت الماء عشرة أميال بحط الجبال ونحوت الصخر حتى غلغلته من الحل إلى الحرم، وعملت عقبة البستان فقال لها وكليها: يلزمك نفقة كثيرة، فقالت: اعملها ولو كانت ضربة فأس بدينار.

حفصة أول مشرفة على الأوقاف:

ولاها عمر هذه المهمة بعد وفاته، وكتب وصيته: (هذا ما وصى به عبد الله عمر أم المؤمنين إن حدث به حدث الموت أن تمغاً وصرمة بن الأكوع والعبد الذي فيه والمائة سهم التي بخيبر ورقيقه الذي فيه والمائة التي أطعمه محمد r بالوادي تليه حفصة ما عاشت ثم توليه ذا الرأي من أهلها ألا يباع ولا يشترى ينفقه حيث يرى من السائل والمحروم وذوي القربى، ولا حرج عليه إن أكل أو آكل واشترى رقيقاً منه).


([1]) صححه ابن حجر.
([2]) رواه مسلم.

ـ[أم ريان]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا

ـ[السالمية]ــــــــ[21 - 08 - 09, 12:16 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك علمًا وفضلاً

ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[29 - 08 - 09, 02:28 ص]ـ
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم: (علو الهمة: أن لا تقف دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله، وقربه والأنس به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم ... )

كلمات تكتب بماء الذهب غاليتي أم أحمد المكية - كلمات موضوعك المتميز بكل ما تحمله الكلمة من معنى - .. والله لقد سال الدمع من عيني ألما على ما نحن فيه من تقصير .. فأين نحن من أولئك النسوة .. فشتان ما بين الثرى والثريا و بارك الله فيك غاليتي
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير