ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[24 - 06 - 09, 05:59 م]ـ
شَرْحُ الحَديثِ الأوَّلِ
((عَن أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ))
وهو أبو حفص عمر بن الخطاب رضيالله عنه، آلت إليهِ الخلافة بتعيين أبي بكر الصديق رضي الله عنه له، فهو حسنة منحسنات أبي بكر، ونصبه في الخلافة شرعي؛ لأن الذي عينه أبو بكر، وأبو بكر تعينبمبايعة الصحابة له في السقيفة، فخلافته شرعية كخلافة أبي بكر، ولقد أحسن أبو بكراختيارا حيثُ اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفي قوله
((سَمِعتُ))
دليلعلى أنه أخذه من النبي بلا وساطة.
والعجب أن هذا الحديث لم يروه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عمررضي الله عنه مع أهميته!!
لكن ...
له شواهد في القرآن والسنة.
ففي القرآن يقول تعالى:
"وَمَاتُنفِقُونَإِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِوَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍيُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ [البقرة: 272]
فهذه نية.
وقوله تعالى:
"محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَىالْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداًيَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً [الفتح: 29]
وهذه نية.
قال النبي لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
"واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلاأجرت عليها، حتى ما تجعل في فيّ امرأتك " (1)
فقوله ((تبتغي بها وجهالله))
فهذه نية
فالمهم أن معنى الحديث ثابت بالقرآن والسنة. ولفظالحديث انفرد به عمر رضي الله عنه، لكن تلقته الأمة بالقبول التام، حتى إن البخاريرحمه الله صدر كتابه الصحيح بهذا الحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية الحسنة، ولكل امرىء ما نوى، حديث (56)،ومسلم، كتاب الوصية بالثلث، حديث (1628) (5).
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:48 م]ـ
http://www.do7a.com/gallery/files/2-f71.gif
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))
لهذه الجملة من حيث البحث جهتان:نتكلم أولا على مافيها من البلاغة.
الحديث:
((إنما الأعمال بالنيات)): فيه من البلاغة:الحصر: وهو: (إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه)،
طريق الحصر في هذا الحديث: (إنما)، لأن (إنما) تفيد الحصر إذا قلت (زيدٌ قائم) ما فيه حصر،
(إنما زيدٌ قائم) فيه حصر، وأنه ليس إلا زيد قائماً فهذا أداة حصر، وكذلك
((وإنما لكل امرئٍ ما نوى)).
وفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه))،
في الجملة الأخيرة من البلاغة: إخفاء نية من هاجر إلى الدنيا، لقوله:
(فهجرته إلى ما هاجر إليه)، ولم يقل: (إلى دنيا يصيبها)،
الفائدة البلاغية في ذلك:
هو تحقير ما هاجر إليه هذا الرجل، يعني لي أهلاً لأن يذكر،
بل يُكنَّى عنه بقوله: (إلى ما هاجر إليه)،
وفي قوله
((من كانت هجرته إلى الله ورسوله))،الجواب:
(فهجرته إلى الله ورسوله)
ذكرها،
((من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها – أو ينكحها – فهجرته إلى ما هاجر إليه))،
ولم يقل: (إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها)،
لماذا؟
تحقيراً لشأن ما هاجر إليه وهي الدنيا أو المرأة.
http://www.do7a.com/gallery/files/2-f71.gif
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:49 م]ـ
• http://www.jewelsuae.com/fwasel/fwasel-zwar/fulla1.gif
:::
· أما من جهة الإعراب، وهو البحث الثاني:
فقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((إنما الأعمال بالنيات)) مبتدأ وخبر، (الأعمال): مبتدأ، و (النيات): خبره،
((وإنما لكل امرئٍ ما نوى))
أيضا مبتدأ وخبر، لكن قُدِّمَ الخبر على المبتدأ،لأن المبتدأ في قوله: ((وإنما لكل امرئٍ ما نوى)) هو: (ما نوى) متأخر.
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)): هذه جملة شرطية، أداة الشرط فيها: (من)، وفعل الشرط: (كانت)، وجواب الشرط ((فهجرته إلى الله ورسوله)).
¥