وهكذا نقول في: (ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها .... ) في الإعراب.
أما في اللغة فنقول:
(الأعمال): جمع عمل، ويشمل: أعمال القلب وأعمال النطق وأعمال الجوارح،
فتشمل هذه الجملة الأعمال بأنواعها.
فالأعمال القلبية: ما في القلب من الأعمال:كالتوكل على الله والإنابة إليه والخشية منه وما أشبه ذلك،
هذه أعمال قلبية.
والأعمال النطقية:أعمال اللسان، وما أكثر أقوال اللسان، ولا أعلم شيئاً من الجوارح أكثر عملاً من اللسان،
اللهم إلا أن تكون العين أو الأذن.
والأعمال الجوارحية: أعمال اليدين والرجلين وما أشبه ذلك.
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((الأعمال بالنيات))
: النيات: جمع نية، وشرها: العزم على فعل العبادة تقربا إلى الله تعالى، وهي: القصد، ومحلها: القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارح بها.
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((وإنما لكل امرئ))
أي لكل إنسان (ما نوى): أي ما نواه،
وهنا مسألة:
هل هاتان الجملتان، هل هما بمعنى واحد أو هما مختلفتان؟
الجواب:
يجب أن نعلم أن الأصل في الكلام التأسيس دون التوكيد، ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل، ومعنى التوكيد أن الثانية بمعنى الأولى.
وللعلماء رحمهم الله في هذه المسألة رأيان:
أولهما أن الجملتين بمعنىً واحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)).وأكد ذلك بقوله: ((وإنما لكل امرئٍ ما نوى))
والرأي الثاني: أن الثانية غير الأولى، فالكلام من باب التأسيس لا من باب التوكيد.
**والقاعدة:**
أنه إذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيساً أو توكيداً فإننا نجعله تأسيساً وأن نجعل الثاني غير الأول، لأنك لو جعلت الثاني هو الأول صار في ذلك تكرار يحتاج إلى أن نعرف السبب.
والصواب: أن الثانية غير الأولى، فالأولى: باعتبار المنوي وهو العمل، والثانية: باعتبار المنوي له وهو المعمول له،
هل أنت عملت لله أو عملت للدنيا؟
ويدل لهذا ما فَرَّعَهُ النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله))، وعلى هذا فيبقى الكلام لا تكرار فيه.
http://www.jewelsuae.com/fwasel/fwasel-zwar/fulla1.gif
::
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:57 م]ـ
http://www.jewelsuae.com/fwasel/fwasel1/jewelsfasel4.gif
قوله: ((الأعْمَالُ بالنيَّاتِ)):
والمقصود من هذه النية تمييز العادات عن العبادات وتمييز العبادات بعضها عن بعض.
**تمييز العادات عن العبادات:
-أولا: الرجل يأكل الطعام شهوةً والرجل الآخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله في قوله:
وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف: 31]
صار أكل الثاني عبادة وأكل الأول عادة.
_ثانياً: الرجل يسبح بالماء تبرداً والثاني يسبح بالماء للغسل من الجنابة.
الأول عادة، والثاني: عبادة، ولهذا لو كان على الإنسان جنابة ثم انغمس في الماء للتبرد ثم صلى، فلا يجزؤه ذلك، لأنه لا بد من النية وهو لم ينو التعبد وإنما نوى التبرد.
ولهذا قال بعض أهل العلم: عبادات أهل الغفلة عادات وعادات أهل اليقظة عبادات.
(عبادات أهل الغفلة عادات)
مثاله: من يقوم ويتوضأ ويصلي ويذهب على العادة.
و
(عادات أهل اليقظة عبادات)
مثاله:من يأكل يريد امتثال أمر الله، يريد إبقاء نفسه، يريد التكفف عن الناس، فيكون ذلك عبادة.
ورجل آخر: لبس ثوباً جديداً يريد أن يترفع بثيابه فهذا لا يؤجر.
ورجل آخر: لبس ثوباً جديداً يريد أن يعرف الناس قدر نعمة الله عليه وأنه غني فهذا يؤجر.
ورجل آخر: لبس يوم الجمعة أحسن ثيابه لأنه يوم الجمعة هذه عادة، والثاني لبس أحسن ثيابه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهذه عبادة.
**تمييز العبادات بعضها من بعض مثاله:
رجل يصلي ركعتين ينوي بذلك التطوع، وآخر ينوي بذلك الفريضة، فالعملان تميَّزا بالنية، هذا نفل وهذا واجب، وعلى هذا فقس.
إذا القصد بالنية: تمييز العبادات بعضها من بعض كالنفل مع الفريضة، أو تمييز العادات من العبادات.
¥