كتبته لم أسبق بعد إليه ألفته مختصرا في الفقه فان أعان الله وتم حينئذ
امره على هذا فهذه نعمة من الله لا يوفي شكرها قول ولا عمل رصعته بمعاني
بديعة بليغة منها نبذة من تاريخ الدولة الرسولية وشيء من الكلام في معاني العربية بديع
وأحرف معدودة إذا جمعتها من أوائل سطوره انتظمت عروضا فهذه ثلاثة أشياء وعلم رابع يحصل
جمعه من آخر كل سطر وطرفه في علم القوافي فاتفقت هذه وهي خمسة علوم
من تأملها عجب اخترعتها لا على منوال ورسمت لها مراسم على غير مثال فجاء مفقها
وجاء مؤدبا وجاء مؤرخا (كتاب الطهارة) الماء طهور وطاهر ونجس فاسم الطهور حاصل
لكل ماء باق على صفته دون غيره ونعني بالطاهر ما استعمل في فعل الطهارة أو خالط طاهرا
افحش تغيره وليس له إليه حاجة تغير بالنجاسة تنجسر وحرّم استعماله ولو كثر وإن
ناله ولم يغيره فعند أئمة العلماء نجس ما دون القلتين والمعروف ان المشمس يُكره للإنسان
الاستعمال له في جميع الزمن وقيل في الصيف خاصة (باب الآنية) والاستعمال للطاهر منها ليس محرما
سواء كانت خشبا أو عظما إلا من النقدين ويكره التصبيب بهما إلا برسم الحاجة إذا قل
لكنه وإن كان ملوما فطهارته تصح وإن تنجس بعضها ولم يعرف توظأ بما قدم
(إلخ. . . . . حتى نهاية الكتاب بالصفحة رقم 214)
التعريف بإيجاز عن المؤلف:
هو "شرف الدين أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقرىء ابن إبراهيم بن علي بن عطية الشَّفدَري الشَّاوري الشَّرجي اليماني الحسيني الشافعي، الأَسوي المعروف بابن المقرىء".
قال الشمس السَّخاوي "وُلِد ابن المقرىء كما كتبه بخطه في منتصف جمادى الأول سنة 755 هـ.، وقال الحمال بن الخياط: إنه رجع عنه، وصحّ له ان مولده كان في سنة 754 هـ. - 133 م. وهو ما أخذنا به.
نشأ ابن القرىء في أبيات حسين - مسقط رأسه - في منطقة الشرجة من سواحل اليمن على البحر الاحمر بين قبيلته بني شاور فتلقى أَوائل العلم عن بعض شيوخ قومه في الشرع والأدب ونظم القافية واستمر في الهجرة في طلب العلم حتى بلغ درجة صار فيها محط أنظار أبناء زمانه، فأثنى عليه ابن حجر فقال: "عالم البلاد اليمنية"، وأعلى الخزرجي من شدة ذكائه فقال: "كان يتوقّد ذكاءً. ورفع الشوكاني من مكانته فقال: "إن اليمن لم تنجب مثله" وبرع في الشعر مرتبة عظيمة، وله مؤلفات عديدة في الفقه والادب والشعر إلخ. . . واستمر على هذا الحال حتى أقبل عليه ملوك اليمن فأدناه الملك الأشرف إسماعيل وقربه منه، وأسند إليه الأعمال الإدارية والسياسية، فولي امر المحالب، وعين للسفارة إلى الديار المصرية، ونال من الحظوة لدى الناصر أحمد بعد وفاة والده الأشرف الثاني، وما زال ابن القرىء مكرما إلى أن توفى بزبيد يوم الأحد آخر صفر سنة 837 هـ. - 1433 م.
التعريف بإيجاز عن الكتاب:
أ - أعلى الصفحة قدمنا فكرة عن تصنيف الكتاب وطريقة مطالعته.
ب - ذكر السخاوي أن سبب تأليفه انه كان يطمع في قضاء الأقضية بعد المجد الشيرازي - صاحب القاموس المحيط - ويتحامل عليه؛ بحيث أن المجد عمل للسلطان الأشرف الثاني (إسماعيل بن العباس) صاحب اليمن - كتابا أوّلُ كل سطر منه "ألف" فاستعظمه السلطان. لكن كتابنا هذا "عنوان الشرف الوافي" لم يتم في حياة الأشرف" فقدمه لوالده الناصر، فوقع عنده وعند سائر علماء عصره ببلده موقعا عجيبا،
ج - صنف ابن المقرىء كتابه هذا على غير مثال مُثِّل له، ليدلل على طول باعه بالعلم، وعلو كعبه بين أقرانه ومقدرته على الابتكار والإبداع. وقد أوفى ابن القرىء على الفراغ من مؤلفه في اليم التالي من شهر المحرم سنة 804 هـ. في مدينة تعز باليمن.
ومن المبهج حقا أن هذا الكتاب الذي تناقلته أيدي العلماء بالنسخ، وتناوله الناسخون بالنشر وقد سلمت منه بعض النسخ فاستقر بعضها في دار الكتب المصرية، وبعضها الآخر في متحفات "غوطا" و "باريس" و "برلين"
وقد شاع وانتشر هذا الكتاب، فنشر أولا - على الحجر - في كلكته في الهند. ثم نشر ثانية - بالحروف - في المطبعة العزيزية بحلب سنة 1292 هـ. وكانت آخر طبعاته تلك الطبعة الأنيقة التي صدرت عن مؤسسة دارالعلوم بالدوحة في قطر سنة 1396هـ. - 1976 م. وأعيدت طباعته بتحقيق واسع عام 1400 هـ. - 1980 م. بنفس المؤسسة.
ومن جملة ما قال الرضي الحنبلي في تاريخه "درر الحبب في تاريخ أعيان حلب": (انه زعم بعضهم قبل أن يوضع هذا الكتاب أنه لو حلف حالف أنه لم يؤلف مثله، ولا يؤلف مثله فيما ياتي لم يحنث).
تكلم عليه السيوطي وأثنى كثيرا على هذا المؤلف.
المصدر: كتاب "عُنوان الشرف الوافي" لمؤلفه إسماعيل بن أبي بكر المقرىء - عن مكتبة الإرشاد - صنعاء. حققه / عبد الله إبراهيم الأنصاري.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[21 - 10 - 04, 11:14 م]ـ
بارك الله فيك اخى ابوحمزة
حملها هنا