الفروق الجلية بين فهرسة الكتاب المطبوع والمخطوطة الأثرية ... منقول ...
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[28 - 10 - 04, 07:49 ص]ـ
الفروق الجلية بين فهرسة الكتاب المطبوع والمخطوطة الأثرية ... منقول ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فرق في الأجر والثواب بين مدعي العلم ومن له من الطلاب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أئمة الهدى ومصابيح الظلام وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الحساب.
وبعد،،،
فهذه وريقات بينت فيها الفرق بين مفهرس المخطوطات ومفهرس الكتاب المطبوع، وعززت ذلك ببعض النقولات عن علماء هذا الفن والمتخصصين فيه.
وكان سبب جمع هذه المادة أني سمعت بعض الاخوة الأفاضل هون أمر فهرسة المخطوطات حتى جعلها كفهرسة الكتاب المطبوع.
وهذا والله ناتج عن عدم تصور فهرسة المخطوطات التصور الصحيح، وقد قيل الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
والله أسأل التوفيق للجميع في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،والحمد لله رب العالمين.
التمهيد
1 التمهيد
لا جدال في أن تراثنا المخطوط هو أغلى وأنفس ما تقتنيه مكتباتنا، وذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمها:
1 - أن الكتاب المطبوع مهما ندر أو غلا ثمنه يمكن أن يعوض وأن تحل نسخة منه محل نسخة أخرى وتغني عنها. وليس الحال كذلك بالنسبة للمخطوطات، فكل نسخة من نسخ الكتاب الواحد – مهما تعددت – لها قيمتها الذاتية لأنها كثيرا ما تختلف عن غيرها من النسخ في نصها، ولأنها – بالضرورة – تتميز عن تلك النسخ بخطها ومدادها وحجمها وتاريخ نسخها ونوع ورقها، وبما قد تحمله من التمليكات والسماعات والمقابلات وغيرها من مظاهر التوثيق.
2 - أن تراثنا المخطوط أضخم تراث مخطوط عرفته البشرية، لأنه يمتد بطول حقبة من الزمان تربو على أحد عشر قرنا تبدأ منذ عرف العرب الكتب وتستمر حتى دخول الطباعة إلى عالمنا العربي مع نهاية القرن الثامن عشر للميلاد (أوائل القرن الثالث عشر للهجرة) ... وإذا كان القرآن الكريم هو الذي حافظ على هذه اللغة وعصمها من التحريف والتبديل وأمدها بمقومات البقاء والاستمرار على مدى تلك القرون المتعاقبة، فإن تأخر ظهور الطباعة في عالمنا العربي قد أطال عمر عصر المخطوطات وأعطى له امتدادا في العصور الحديثة يضاف إلى هذا العمق التاريخي البعيد.
3 - أن هذا التراث يمثل حضارة من أرقى الحضارات التي عرفها التاريخ، حضارة استطاعت أن تستوعب حضارات الأمم القديمة وأن تهضمها وتتمثلها وتضيف إليها وتثريها وتخرجها لنا في صورة رائعة كانت أساس النهضة الأوربية فلقد أتى على العرب حين من الدهر كانوا فيه أساتذة العالم في كل مجالات العلم والمعرفة، وعلى مدى أكثر من ثلاثة قرون تبدأ من القرن الثامن الميلادي كان العرب يحملون لواء الحضارة ومشاعل الهداية، كانت لغتهم الوعاء الذي احتفظ بتراثهم الفكري والحضاري مضافا إليه تراث الأمم القديمة بعد أن ترجموه وأضافوا إليه كل ما فتح الله به عليهم من صور الابتكار والإبداع. ولولا الحضارة الإسلامية التي صيغت بلسان عربي لتأخر عصر النهضة الأوربية بضعة قرون ... ولقد أحدثت الغزوات الخارجية والفتن الداخلية جراحات غائرة في جسد تراثنا المخطوط ما زالت آثارها واضحة للعيان حتى الآن، فقد مزق هذا التراث شر ممزق، وضاع منه ما ضاع، وأتلف منه ما أتلف، وسرق منه ما سرق، وما تبقى منه في المكتبات إلى الآن هو في كثير من الأحيان أشلاء متناثرة، فالكتاب الواحد تتوزع نسخه بين المكتبات وقد لا تتجمع أجزاء النسخة الواحدة في مكتبة واحدة، فيوجد جزء هنا وجزء هناك ولهذا قد نجد من الكتاب الواحد في المكان الواحد أجزاء مسلسلة ولكنها لا تكمل بعضها لأن كل جزء منها ينتمي إلى نسخة غير النسخة التي ينتمي إليها الجزء الآخر. وهذا يلقي على المكتبات مسؤلية كبيرة في فهرسة ما لديها من أصول هذا التراث فهرسة علمية دقيقة تعرف به وتيسر استخدام الباحثين له (1).
الفروق بين فهرسة الكتاب المطبوع والكتاب المخطوط
1 الفروق بين فهرسة الكتاب المطبوع والكتاب المخطوط
لقد ذكر المتخصصون في فن الفهرسة بوجه عام، فروقا كثيرة بين فهرسة المطبوع والمخطوط، سأذكر – إن شاء الله - منها ما كان واضحا جليا، وقبل ذكر تلك الفروق أُذكر بأمرين مهمين في نظري:
¥