[مقترحات لتقليل حجم المكتبات الخاصة]
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 12 - 04, 10:11 م]ـ
[مقترحات لتقليل حجم المكتبات الخاصة]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فمما يؤرق طالب العلم في هذا الزمان: مكتبته الخاصة، والكتب التي ينبغي أن تكون في رفوف مكتبته، والطبعة الجيدة، والمرجع الذي يحتاج إلى اقتناءه ... إلخ.
وقبل أن أدلف إلى الموضوع؛ ألفت نظر القارئ الكريم إلى تطورات حصلت لطلبة العلم اليوم، ويمكن تقسيمها إلى جهتين:
الجهة الأولى: بالنسبة للكتب. والجهة الثانية: بالنسبة لطلبة العلم أنفسهم.
أما بالنسبة للجهة الأولى، وهي الكتب: فالتغيرات التي طرأت كثيرةٌ منها:
ظاهرة نفخ الكتب وضغطها،
وغلاء أسعار الكتب،
وكثرة الطبعات للكتاب الواحد، وكلٌ يدعي أن طبعته أحسن من الآخر ... إلخ.
أما بالنسبة للجهة الثانية، وهي طلاب العلم أنفسهم – وهذه لعلها ليست بالجديدة –: قلة أيدي طلاب العلم، وصغر بيوتهم، وما يلاقونه من عناء في سبيل طلب العلم،
وزاد هذا العصر: بظاهرة التخصص الدقيق؛ حتى يتملكك العجب من أناس يحق أن تصفه بأنه عاميٌ في غير هذا التخصص الدقيق حتى وإن كان هذا في إطار تخصصه العام! فكم هم اليوم ممن ينسبون إلى الفقه، وهم أساتذة في كليات الشريعة لا يتقن – إن أتقن – إلا بضع مسائل قام ببحثها في رسالتيه الجامعية، أما باقي أبواب الفقه فكان آخر عهده بها مقاعد الدراسة – رحمها الله –!!
نرجع لموضوعنا: كتب التخصص ليست كغيرها من الكتب من حيث الأهمية، ومن حيث كثرة الإطلاع عليها، والبحث فيها ... فلذا؛ لا تستوي هذه مع كتب غير التخصص التي يمكن الاستغناء عن كثيرٍ منها، والاستعاضة عنها ببدائل تعين على تقليل حجم مكتباتنا الخاصة.
فهنا نشأ السؤال الذي حداني إلى كتابة هذا الموضوع: كيف أُكَوِّن مكتبةً خاصةً تكون شاملةً – في الجملة – للفنون التي يحتاجها طالب العلم، وهي ذات حجمٍ مناسب، وبأسعار معقولة؟!
فكان بين فترةٍ وأخرى يخطر في ذهني بعض الأفكار والمقترحات، والتي قد تنفع في هذا الباب، ولم أكن أقيدها، ثم بدا لي تدارك ذلك بتقييدها، وتقييد ما يفيد به المشايخ الفضلاء؛ فإليك – أيها القارئ الكريم – بعضاً منها:
1 – على طالب العلم أن يهتم بكتب التخصص، ويعتني بطبعاتها بخلاف غيرها من الكتب، وأقول ما قاله بعض أهل العلم في هذا العصر: لا تغني طبعةٌ عن طبعةٍ!!
2 – الاستفادة من الكتب التي تم ضغطها، فأصبحت أقلَّ حجماً وتكلفةً؛ وخاصةً في كتب غير التخصص، فمثلاً: كتاب (المحرر الوجيز) لابن عطية، فمن كان تخصصه الحديث وعلومه، يعتبر هذا الكتاب أهمته قليلة بالنسبة له – وإن كان من المراجع المهمة – فلا أسانيد توجد به، وليس من علماء الحديث الذين قد يستفاد من أحكامهم على الأحاديث، أو ممن توسع في الكلام على الأحاديث والآثار ... فيقتني في هذه الحالة الطبعة المضغوطة. [الطبعة المغربية: (16) مجلداً، وبقيمة (350) ريالاً، أما المضغوطة: في (مجلد واحد)، وبقيمة (50) ريالاً].
3 – اقتناء الموسوعات الالكترونية، وبالذات في كتب غير التخصص، لئلا يقتني طالب العلم منها إلا أهم ما يحتاجه؛ فمثلاً: من كان تخصصه العقيدة والمذاهب المعاصرة، فإنه ليس بحاجة إلى كثيرٍ من كتب الفروع الفقهية كـ (حاشية العنقري على الروض، أو حاشية قليوبي وعميرة ونحوهما) = فيستغني عن وجودها في أرفف مكتبته باقتناء النسخة الالكترونية.
تنبيه: لا يخفى أنه لا (يعتمد) على مثل هذه النسخ الالكترونية إلا بالرجوع إلى المطبوع – مع أنه أصاب المطبوعات الجديدة كثيرٌ من العبث؛ فلتحذر – لكن (يستفاد) منها.
4 – أن يكون اقتناؤه لكتب غير التخصص بعناية فائقةٍ، وسؤالٍ لأهل هذا الفن، وتحرٍ لأهمها = حتى لا تضيق مكتبته الخاصة بكتبٍ ليست بذات أهمية؛ فمثلاً:
5 – أن يهتم في بداية تأسيس مكتبته على نوعين من الكتب:
النوع الأول: كتب أئمة هذا الفن، وعلمائه المعوَّل عليهم.
النوع الثاني: الكتب التي تكون جامعة لعدةِ كتب؛ فمثلاً: كتاب (لسان العرب) لابن منظور قد حوى بين دفتيه عدة كتب، وبترتيبٍ واضح.
¥