ـ[محمد العُمري]ــــــــ[15 - 03 - 10, 09:19 ص]ـ
- قال الشيخُ العلاَّمةُ: عليّ الطنْطاوِيُّ ـ رحمه اللهُ وغفر لهُ ـ في كتابِهِ (فُصُولٌ اجْتمَاعِيِّةٌ)، في حديثٍ ماتعٍ عنْ الرياضةِ هذا بعضه (ص: 78):
"وليس للرياضة سن؛ وأنا أعرف في دمشق واحدًا من مشايخنا هو اليوم فوق الثمانين ولا يزال يمارس التمرين، وأديب الشام عز الدين التنوخي ـ رحمه الله ـ كان وهو قريب من الثمانين يقف وينحني إلى الوراء حتى يمس بكفيه الأرض".
وما أصعبه من تمرين ..
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:16 ص]ـ
الأربعون الرياضية (عرض)
مصطفى قاسم عباس
لقد تطورت الرياضةُ كثيراً في هذا العصر، ولم تعدْ قاصرة على التنمية البدنية من حيث اللياقةُ والقوامُ الصحيحُ، بل تعدتها إلى أهداف معرفية، وترويحية، ونفسية، واجتماعية، وتربوية، وعلاجية، وغاب عن معظمها - إن لم يكن كلها - جمالُ الإسلام وأحكامُه الشرعية التهذيبيةُ التي تكسبها سلامة في التربية، ونقاءً في الغاية، وسموًّا في الهدف ...
بهذه الكلمات بدأ الناشرُ للكتاب الذي سوف نتحدث عنه اليوم، وقد نقلتُها كما هي؛ لواقعيتها ووضوحها وعذوبتها ..
وكلكُم تعلمون بدايةً أنّ الذين كتبوا في الأربعين على مر التاريخ كُثرٌ، منهم على سبيل المثال لا الحصر:
• الإمام النووي: الأربعون النووية.
• ابن عساكر: الأربعون البلدانية.
• الحافظ العلائي: الأربعون الإلهيّة.
• الحافظ العراقي: الأربعون الجهاديّة.
• عبد الله الغماري: الأربعون الغمارية.
• الإمام العجلوني: الأربعون العجلونية.
وغيرهم ممن يطول ذكرهم.
ولكن الأستاذ محمد خير رمضان يوسف، أتانا كعادته بعنوانٍ طريفٍ بديع، يثير انتباهَ القارئ الكريم، لأنه يتحدث عن الرياضة، التي احتلت مساحةً واسعة في عقول كثير من شبابنا وشاباتنا، فيريد الشابُّ المسلمُ أن يعرف ما للرياضة وما عليها، فيقرأُ العنوانَ التالي:
(الأربعون الرياضية: أربعون حديثاً في فضائل الرياضة) ..
فيبادر إلى قراءته، والتعرفِ إلى أحكامه وشرحه الوافي.
والمؤلف - حفظه الله تعالى - لم يكتب هذا الكتابَ بروحٍ رياضيةٍ! .. فما السرُّ في ذلك؟!
أجابنا عن استفهامنا في مقدمة الكتاب عندما قال:
"وكانت لي جولةٌ بين أحاديثَ نبويةٍ شريفة تحث على النشاط والقوة، فآثرت جمع أربعين منها في كتابٍ، مع التعليق عليها. وأعترف أن هذا الشرحَ أو التعليق لم يكن بروحٍ رياضية, وقد دلفت على الشيخوخة، وصار أصعب دواءٍ يوصَف لي هو رياضة المشي! ولكني عالجته بروح الفقيه والمحدث، مع فوائدَ جاريةٍ يبشُّ لها طالبُ العلم، ويرتاح لها الرياضيُّ المسلم، ويستعد لها شبابُ الإسلام، وأثبتُّ ضوابطَ فقهيةً لممارسة الرياضة وألعابها. وكلُّها نقولاتٌ من أهل العلم والاختصاص، جزاهم الله خيرًا.
وهذا الكتابُ ليس شاملاً لأنواع الرياضات في الإسلام، ولا هو معالجة موضوعية لجوانبها المتعددة، بل هو مساهمة وتذكير لجوانبَ منها بما يدل على مجموعة من الأحاديث النبوية الكريمة الصحيحة. ومن أراد التوسّع فعليه الرجوعُ إلى الكتب المختصة في ذلك، وقد ذكرت مجموعةً منها في المراجع".
بدأ المؤلفُ كتابَه بالأمر بالقوة وترك العجز, مستشهداً بالحديث الذي رواه الإمامُ مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ ... ).
وذكر أن باحثاً معاصراً فسّر القوة في الحديث بأربعة أشياء:
القوةِ الإيمانية، والقوة العلمية، والقوة الإرادية النفسية، والقوةِ البدنية.
ثم انتقل المؤلفُ إلى الحديث عن حقوق الجسد، شارحاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ لجسدكَ عليكَ حقًّا).
ثم تحدث عن رياضة المشي، وذكر الحديثَ الذي رواه البخاريُّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكباً وماشياً.
وعنونَ فيما بعد: الهرولةُ دليلُ القوة، وأتى بالأدلة، وتحدث عن المسابقة بالجري، وكيف سبقت السيدةُ عائشةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ثم سبقها، فقال: هذه بتلك.
وذكر اللعب بالرمَاح والحراب والتحديَ والتشجيعَ على التدريب والفروسية والسباحة، وذكر الحديث الذي رواه الطبرانيُّ في "الأوسط" و"الكبير"، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلّ شيء ليس من ذكر الله فهو لهوٌ وسهوٌ، إلا أربع خصالٍ: مشيُ الرجل بين الغرضين, وتأديبُهُ فرسَهُ، وملاعبتُهُ أهلَه، وتعلمُ السباحة).
وانتقل إلى رياضة الصيد، والمصارعة، وكيف صرع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رُكانةَ، ومصارعةِ الفتَيَينِ سمرةَ بن جندبَ ورافع بن خديجٍ، وذكرِ الملاكمة، وضرورة اجتناب الوجه، والحثّ على المسابقات الرياضية، كما في الحديث الصحيح: (لا سبقَ إلاَّ في نصلٍ أو خفٍّ أو حافرٍ)، وأن الخيل في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وكيف هشّ النبي صلى الله عليه وسلم لفرس يقال له (سبحة) عندما سبق غيره.
وذكر المؤلف أيضاً سباقَ النُّوق، والمبارزةَ، وأكد أن القوة هي الرميُ، وحث عليها، وذمّ من نسي الرمي، ثم ذكر الأحاديثَ التي تدعو إلى الرفق بالحيوان، وكيف لعن رسولُ الله من اتّخذ شيئاً فيه الروحُ غَرَضاً.
ولم ينسَ المؤلف في نهاية الكتاب أن يتحدث عن الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الرياضيون، وعن التربية الرياضية.
وختم أحاديثَه بحديثٍ حسنٍ يُذكِّر فيه أهلَ الرياضة بأنْ لا يجعلوها ديدنهم فتلهيهم عن أهم واجباتهم، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس يتحسَّر أهلُ الجنة إلاَّ على ساعةٍ مرت بهم لم يذكروا الله فيها).
هذا، والكتاب يتألف من مائة وخمس عشرةَ صفحة. وفي النهاية وضع المؤلفُ فهرساً لأطراف الأحاديث، وفهرساً للمراجع, وفهرساً للموضوعات.
فجزاه الله عنّا كلّ خير.
http://www.alukah.net/articles/1/10698.aspx?cid=188