تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جوانب من حياة الشيخ عبدالله بن حميد، بقلم ابنه صالح]

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 03:07 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

هذه سلسلة من أربع مقالات كتبها الشيخ صالح بن حميد عن والده في ملحق الرسالة، وكنت قد قيّدتها لما فيها من فوائد عن هذا الامام الجبل - رحمه الله - الذي كان رجل عامة ورجل خاصة في نفس الوقت.

وهي بينكم الآن:

http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1231&pubid=5&CatID=52&sCatID=157&articleid=136259

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد فكتابة الابن عن والده وتدوينه ذكرياته عنه شيء من العسير تحديده أو جمع أطرافه بل الإحاطة به، ليس لتميز شخصية الوالد - رحمه الله - فقط ولكن لأن كتابة الذكريات والمذكرات بين والد وابنه لا تعنى الحديث عن شخصية الوالد وسيرته ومسيرة حياته ولكنها تعنى - ويجب أن تعني - الحديث عن علاقة اسرية في مادياتها ومعنوياتها، في وشائجها وتداخلها، فلا يتصور أن تتحدث عن الأب بانفصال عن الأم وعن الإخوة والأخوات والتصرفات في المنزل ومجريات الأحداث فيه ذلك أن المقصود حرص الكاتب إعطاء صورة صحيحة دقيقة حية متكاملة قدر الإمكان وبقدر ما تسعف الذاكرة وتساعد العبارة ويبرز التصوير. ناهيكم إذا كانت هذه الشخصية هي شخصية الوالد الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله - الذي كان ملء السمع والبصر في بلده ودولته وأهله في حله وترحاله وسفره وإقامته في منزله ومسجده وفي حلقته ومحكمته في الشأن السياسي والاجتماعي في العلم والقضاء والحسبة والفتيا، بل كل حياته حيوية وكل حياته محل نظر وتفكر، بل محل إعجاب ومتابعة من قبل كل من عرف الشيخ من قريب أو غريب من الداخل أو الخارج.

ولهذا فليعذر القارئ الكريم إن عجز القلم أو قصرت العبارة أو ضعف التصوير عن إعطاء صورة صافية عن هذه الشخصية العلمية الدينية المتميزة بذكاء خارق وعقلية كبيرة وذاكرة حديدية بهرت كل معاصريه. والمقام لا يتسع للحديث عن كل جوانب هذه الشخصية وأرجو أن يسعف الزمان للحديث عن ذلك كله مستقبلا. ولكن رأيت أن أقصر الحديث عن القدرة الإبداعية في شخصية الشيخ ومواكبته لعصره بشكل ملفت للنظر كما سوف ترى على الرغم من أن المعروف أن الشخصيات الدينية تتميز بما يسمى بالمحافظة والبطء في استيعاب الجديد ومواكبته وإن كان لدى محدثكم تحفظ على مصطلح (المحافظة) وسوف أحاول تجلية شخصية الشيخ المستنيرة الواعية المبدعة من خلال بعض العناصر.

استكمل في هذه الحلقة ما بدأته في الاسبوع الماضي بالحديث عن والدي الشيخ عبدالله بن حميد يرحمه الله .. شغف الشيخ- رحمه الله- بالعلم منقطع النظير فهو في نفسه لا يكاد يجلس خاليا من قراءة أو مذاكرة أو بحث وكذلك هو في أولاده حريص على حفظ أوقاتهم بالعلم والاشتغال به وغرسه في نفوسهم فهو يحث عليه في جلساته الأسرية معهم بل يورد من الحكم والمقطعات الشعرية يرددها امامهم وهم صغار بل وهم يكبرون أمامه يشربهم العلم إشرابا فكلهم قد انتظم في التعليم النظامي من حين ما بلغوا سن الالتحاق بالمدارس بنين وبنات وفي الصيف حين تعطل المدارس يحرص على التحاقهم بالحلقات العلمية في المساجد قبل وجود حلقات تحفيظ القرآن الكريم وان كانوا صغارا الحقهم بالكتاتيب في الصيف. والحديث عن حبه- رحمه الله- للعلم وتعلقه به وحرصه على تعليمه ونشره لا ينقضي منه العجب.

ثم لما انتقل إلى مكة المكرمة رئيسا عاما للإشراف الديني على المسجد الحرام نظر في التدريس في المسجد الحرام وهو أحد مهمات الرئاسة فكأنه لم يرتض حال الحلقات لقلة الإقبال عليها وكذلك أيضا عدم شغلها كل النهار كما هو المألوف في القديم إذ كانت الحلقات تبدأ من بعد صلاة الفجر ولا تنقطع إلا بعد صلاة العشاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير