تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونقل السيوطي عن ابن أبي جمرة عن علي رضي اللّه عنه أنه قال: "لو شئت أن أوقر سبعين بعيرا من تفسير أم القرآن لفعلت". اهـ. ثم وجه السيوطي وبيّن وبرهن على إمكان ذلك [10].

وأما بالنسبة لعلم ابن مسعود رضي اللّه عنه في التفسير والتنزيل، فقد صح عنه أنه قال: "واللّه الذي لا إله إلا غيره، ما أنزلت سورة من كتاب اللّه إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب اللّه إلا أنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب اللّه تبلغه الإِبل لركبت إليه" [11].

وأما أُبي بن كعب رضي اللّه عنه فقد كان له دراية فائقة بالقرآن، وقد سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن أي آية في القرآن أعظم؟ فأجاب أبي: {الله لا إلهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّوم} [سورة البقرة/255] فضرب النبي الله عليه وسلم الله عليه وسلم في صدره وقال: "لِيهْنكَ العلم يا أبا المنذر" [12].

وأما ابن عباس فشهرته بعلم التفسير تغني الكلام عنه، وسيأتي ذكره بعد قليل، ومن الجدير بالذكر أنه اعتني بجمع تفسير ابن عباس رضي اللّه عنه في عدة أماكن، ففي جامعة أم القرى قام الشيخ د. عبد العزيز الحميدي بجمع تفسير ابن عباس رضي اللّه عنهما من كتب السنة وطبعته جامعة أم القرى، وفي الجامعة نفسها قام الزميل الشيخ أحمد عايش بجمع نسخة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس من كتب السنة وكتب التفسير وغيرها، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود قام جماعة من الباحثين في الدراسات العليا بجمع تفسير ابن عباس أيضاً.

وكذلك جُمع تفسير ابن مسعود رضي اللّه عنه، فقد قام الباحث محمد أحمد عيسوي بجمعه من كتب السنة والتفسير في جامعة القاهرة وطبعته مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض.

كما قام د. محسن حمودي بجمع تفسير عائشة رضي اللّه عنها في جامعة الأزهر، ثم جُمع أيضاً في جامعة أم القرى وكذلك جمعه د. سعود الفنيسان ونشره، كما جمع تفسير علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه في جامعة الإمام محمد بن سعود، وجُمع تفسير أُبي بن كعب، وتفسير عبد الله بن عمر، وتفسير أبي هريرة رضي اللّه عنهم في جامعة أم القرى، وكل ما ذكرت جُمع في رسائل جامعية علمية تؤكد وتبرهن على أن المذكورين من أوائل وكبار المفسرين.

3 - وعلى الرغم من أن أ. سزكين اكتفى بالكلام عن تفسير ابن عباس رضي اللّه عنه فقط وترك التفاسير الأخرى. فقد طعن في هذا التفسير الذي اقتصر على ذكره وحده فقط وكاد أن ينسفه نسفاً بسبب نقله أيضاً عن المستشرق (جولد تسيهير) في كتابه ((اتجاهات التفسير القرآني)) وبسبب تأثره به وتبنيه لرأي (جولد تسيهير)، فقال في الرواة عن ابن عباس: "وهناك شروح أخرى لا تحصى ترجع إلى ابن عباس، ويبدو أنها مأخوذة من كتب تلاميذه التي أنجزت تارة أثناء مجالس العلم العامة، وتارة في مجالسه الخاصة أوفي مناقشاته. على أن الاختلافات، بل حتى أحياناً التناقضات بين هذه التفسيرات يمكن أن تفسر إلى حد ما كنتيجة للتطور الذي طرأ على فكر ابن عباس وعلى فكر تلاميذه الذين كانوا يتوجهون إليه دائماً بأسئلة ثم يؤلفون بعد ذلك كتبهم في التفسير. ويتضحِ من النصوص أن التفسير القرآني قد تطور في هذه الفترة تطوراً قوياً وسريعا. وفضلا عن هذا فلدينا انطباع أن ابن عباس وتلاميذه لم يكن بإمكانهم أن يتجنبوا التفسير الحر للقرآن الكريم في وقت تطور فيه تفسير القرآن تطوراً سريعاً، وكثيراً ما أدخل هؤلاء مبدأ ((الرأي)) وطبقوه في مجال التفسير. ودفع الحرص على تفسير القرآن أيضاً عبد الله بن عباس وبعض تلاميذه إلى علماء النصارى واليهود من أهل ا لكتاب".اهـ[13].

4 - أما إشارته إلى الاختلافات والتناقضات من دون دليل ولا توجيه فهو افتراء على الرواة الثقات من تلاميذ ابن عباس رضي اللّه عنه وهم من رجال الشيخين بل هم صفوة التابعين المفسرين، وما ذكره من الاختلافات والتناقضات لا ينبغي إطلاقه بدون ترجيح أو توجيه، فإن ما ورد في ذلك لا يخلو من أمرين: إما أن يروى بإسناد ضعيف، أو أنه يروى بإسناد ثابت، فما ورد بسند ضعيف لا يدخل في هذه المسألة ويكون من باب المرجوح، وأما ما ثبت فإنه خلاف تنوع لا اختلاف تضاد وتناقض، وقد بين ذلك وفصله شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه اللّه تعالى فقال في كتابه الموسوم ((مقدمة في أصول التفسير)): "الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير