13 – ((تسوُّل العلم)) وحقيقته: عملُ المتشبع بما لم يعطَ: باستئجار المملقين لتحقيق التراث، وإخراجه بتحقيق المستأجِر، ولم يَخُطَّ قلمهُ حرفاً، ولم يُشرف على أصل ولا حاشية، فرحم الله أهل الحياء، وأعان على قمع هؤلاء المسولين.
وفي ((أمالي ابن الشجري)): (1/ 11):
فإن الدرهم المضروب باسمي * أحبُّ إليَّ من دينار غيري
14 – سَطْوُ فاقدي ((الكفاءة في العلوم الشرعية واللسانية)) على تراث سلف الأمة، وإخراجه باسم التحقيق.
ولبعضهم ((محققاً)) لمَّا مرَّ على آيةٍ من كتاب الله تعالى، قال معلِّقاً: (لم نهتد إلى موضعها من القرآن الكريم)!!
ولآخر قال عن حديثٍ: (أخرجه النبي – صلى الله عليه وسلم –)!!
فالطبيب، والبيطري، والصيدلي، والمنهندس، والزراعي، والكهربائي، و ((الحداد)) وأصحاب الحرف المهنية الأخرى ممن لا تستغني الأمة عنهم في مجالهم، تطاولوا على كتب السلف، في التفسير، والحديث، والفقه ... :
متى ما أتيت الأمر من غير بابه * ضللت وإن تدخل من الباب تهتد
فنفذَ فيهم قول النبي – صلى لله عليه وسلم –: " اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ".
ولا نشك في حسن نية بعض هؤلاء، لكن من دخل في غير فنِّه أفسده.
والمتيِّن إيصاد الباب؛ لتعسر التمييز بين الفريقين، وحتى لا يُفتح بابُ الإذن لمن عري عن نية حسنةٍ.
ونقول لهؤلاء: لا بدَّ من مرحلة الطلب للعلوم الشرعية نظير مرحلة الطلب لهذه الحِرَفِ الأخرى.
15 – وَلَعُ المبتدئين بإخراج التراث، وهم لم يهضموا ما فيه من العلم بعد " وأنَّى لهم التناوش من مكان بعيد ".
وهاتيك ((الكنى الملحونة)) لا ترشحهم لهذا.
وقد جاؤوا في إثبات نص المخطوطات بالأعاجيب:
أقول له زيداً، فيسمع خالداً * ويكبه عمراً، ويقرأه بِشراً
16 – المتابعة لليف من الكفار (المستشرقين) بطبع كتب السحر، والكهانة والتنجيم، والقصص الكاذب، والأدب المكشوف، وكتب أهل البدع والأهواء المضلة كلٌّ بقدر ما استبطنه من الأهواء والشهوات التي تُضِرُّ الخلق، وتغضب الخالق سبحانه.
وهذا من الدعوة إلى الضلال، وفي الحديث:
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً " رواه أحمد، ومسلم، وأصحاب السنن.
17 – وَثْبَةُ الأدعياء على كتب العلماء، باختصارها ممن لا يُحْسِنُ ما فيها، فيُخِلُّ بمقصود مؤلفِهِ، ويمسخه عن مكانته، ولا يكون له من صدق القول إلا ما رُسِمَ على الغلاف، أما داخله (الاختصار) فيحمل غوائل متعددة.
وأقول بلا مواربة: إن أسوأ اختصارٍِ قرع سمعَ الزمان – فيما نعلم – إذ جنى صاحبه على (الأصل) هو: مختصر الصابوني لتفسير ابن كثير، وابن جرير، ولتفاسير أخرى في (صفوة التفاسير) فجميعها لا تترشح للاختصار الأمين.
فقد اعتدى على هذه (الأصول) بغير حق، ومسَّها بتحريف وتبديل، ولو كان أحدهم حيَّاً، لتبرأ من هذه الدخولات بما لم يرقمه ولا يعتقده؟!
*****
ـ[أبو أنس الأزدي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 09:53 م]ـ
المضحك في الأمر أن جميع المحققين يعتقدون أن غيرهم المخاطب بكلام الشيخ بكر , وهو بحذافيره منطبق عليهم!
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[15 - 03 - 05, 12:28 ص]ـ
الدوافع
هذه الوجوه من العبث بالتراث، ليست من بابِ تصيُّد العثرات، فَمَنٍ ذا الذي يسلم من أهل العلم.
ومن أصولنا: أنَّ العالم لا يُتْبَعُ بزلَّته، ولا يؤخذ بهفوته، ولو جُرِّمَ كلُّ عالم بزلَّةٍ حصلت له لمَا بقي معنا أحد، لكن هذه الوقائع في الوقت الذي تمثل ((فَشَلَ الموقف في حماية التراث)) فهي أوجاع تؤلف ظواهر في فوضى التحقيق والتدقيق.
وإنْ سألت عن عِلَّةِ هذا الهبوط، والدوافع إلى هذا البلاء المتناسل من العلل فهي أمور، إليك بيانها:
1 – محبة الخير مع فُشُوِّ الجهل،و تقليد الوراق.
وحب الخير المجرد من كل خير – الدليل – لم ينفع المتفقِّرة الذين وضعوا الحديثَ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: (نحن نكذب له لا عليه).
2 – التأكل، وطلب المال ليس إلا؛ ولهذا يركبون لجلبه الصعب والذلول.
3 – لوثةٌ في الاعتقاد، كلٌّ بقدر ما عبَّ من هذا الداء ونَهَل.
¥