الْعَظِيمِ [[البقرة: 105] فأما الحديث.
122 - فحدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضى الله عنه، عن رسول الله r قال: ((مثلكم ومثل اليهود والنَّصارى كمثل رجلٍ استعمل عمالاً فقال: من يعمل لي من صلاة الصُّبح إلى نصف النَّهار على قيراط قيراط (إلا) () فعملت اليهود، ثم قال: منْ يعمل لي منْ نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ قيراط (إلا) () فعملت النَّصارى، ثم قال: منْ يعمل من صلاة العصر إلى صلاة المغرب على قيراطين قيراطين. إلا فأثم فغضبت اليهود والنَّصارى وقالوا: نحنُ أكثر عملاً وأقل عطاءً! فقال: أظلمتكم منْ حقكم شيئًا؛ قالوا: لا، قال: إنَّما هو فضلُ الله (فيؤتيه من يشاء) ().
فقوله: نحنُ أكثر عملاً وأقل عطاء هو المحاجة عند ربهم.
قوله:] أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ [[آل عمران: 73] فكر في الآية أن هذه الأمة مختصة بالرحمة مفضلة بالكرامة، فالفضل الذي آتاهم على الأمم أن أعطاهم اليقين فيه برزوا وفيه انكشف الغطاء عن قلوبهم حتى صارت الأمور لهم معاينة.
123 - حدثنا المومل بن هشام اليشكري قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن غالب القطان، عن بكر بن عبد الله المزني قال: لم يفضل أبو بكر الناس بكثرة صوم ولا صلاة إنما فضلهم بشيء كان في قلبه.
124 - حدثنا أبي/31أ/ رحمة الله قال: أخبرنا الحسن بن سوار، عنه المبارك، عن الحسن قال: إنما غلب عمر الناس بالزهد واليقين.
125 - حدثنا أبو السائب بن جنادة قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن (عمر) ()، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله/ أنتم اليوم أكثر صيامًا وجهادًا وصلاة من أصحاب رسول الله r وهم كانوا خيرًا منكم، قالوا: فيم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.
126 - حدثنا أحمد بن عبد الله المهلبي قال: حدثنا سفيان، عن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال طلحة بن عبيد الله: ما كان عمر أو لنا إسلامًا ولا أقدمنا هجرة ولكن أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة.
فأما قوله في حديث عيسى صلوات الله عليه: ((فإن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا)). والحمد: هو التكلم بكلمة الحمد وأما الشكر فرؤية النعمة من الله ومن رأى النعم من الله ذللته أثقال النعم وانقاد لله فإنما الآدمي مطبوع هكذا أن من أحسن إليه فقد سبى قلبه وصار له كالآخذ باليد يذهب به حيث يشاء، والنفس نهمتها البر واللطف والرفق والإحسان، فإذا رأى العبد من الله إحسانه وبره تذلل له فاستحيى منه أن يخالف أمره، ولهذا ما روى عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال: جبلت القلوب على حب من (أكرمها) () وبغض من أهانها. رواه الأعمش عن خيثمة، عن أبيه.
127 - حدثنا أحمد بن (عبد الله) () الأزدي قال: حدثنا يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف الصنعاني، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله r: (( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي)).
128 - حدثنا عبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قال: أخبرنا يحيى بن يمان، عن يوسف الصباغ (عن الحسين) () قال: قال موسى رسول الله r/31 ب/: يا رب كيف شكرك آدم؟ قال: إذا علم أن ذلك منِّي فكان ذلك شكره. وأما قوله: ((احتسبوا وصبروا)) فالاحتساب أن يرى ذلك الشيء الذي أخذه لله وإن كان قد صبره باسمه، فالأصل هو لله فيحتسبه لله كما هو في الأصل، وصبر أي: ثبت فلم يزل عن مقامه لله بزوال ذلك الشي عنه فإن العبد المؤمن يقول: إنا لله وهاأنا ذا بين يديه مقيم في طاعته ونعم الله عليه سابغة فإذا أمتحنه وأزال عنه نعمة زال عن مقامه ذلك طالبًا لتلك النعمة التي زالت فليس ذلك ثباتًا، والصبر هو الثبات على المقام بين يديه فلا يعصيه.
¥