تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مخاليبها فبقيت سلمية فأقبلت على الجوهر معرضة عن الدينار والدرهم مشتغلة بالجوهر وتفاهاته فلولا أنَّ الله تعالى منَّ على هذه الأمة بهذا اليقين حتَّى طالعوا الملكوت وعظم جلال الله في صدورهم متى كانوا ممن يؤيه لهم ويعبأ بهم وهم آخر الأمم وأقلهم حظًا من الحلم والعلم الذي قدر لهذه الأمة.

وروى لنا عن كعب أنه قال: لما نظر موسى في الألواح قال: ربِّ إنِّي أجدُ في الألواح صفة قوم على قلوبهم من النًّور أمثال الجبال تكاد البهائم تخرُّ لهم سجدًا إذا رأوهم من النور (الذي في صُدُورهم قال: تلك أمَّةُ محمد يذمُّون أنفسهم) () ولا يعجبون بها فمن سعة أخلاقهم ونور قلوبهم أمكنهم أن يهاجروا وينصروا الله ورسوله، وقالت بنو إسرائيل لموسى] فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [[المائدة: 24].

ولهذه الأمة من العلم بالله وبوحدانيته ما لم يسبقهم إليه أحد إلا النبيون. ومما يدل على ذلك أنه جعل في هذه الأمة صديقين خلفاء من النبيين.

130 - حدثنا محمد بن محمد بن حسين، حدثنا الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي ظبية، عن عبد الله بن عمر وقال: أجد في الكتب أن هذه الأمة تحب ذكر الله كما تحب الحمامة وكرها وهم أسرع إلى ذكر الله من إبل إلى وردها يوم ظمئها.

وفيما روى في حديث شعثاء أن الله تعالى قال لبني إسرائيل: سميتكم أحبائي فهان عليكم ذلك وسأوثر بذلك الاسم من يطيعني، ويعقل أمري قومًا إذا زكت أعمالهم علموا أن ذلك مني وإذا أقسموا لم يقسموا بغيري ولا يسبون ولا يلعنون (يكرمون) () زرع بركة هو وأبناؤهم /33أ/ وأحبتهم من قبل أن يدعوني وأعطيهم من قبل أن يسألوني وأوفقهم من قبل أن يتكلموا أبعث لهم نبيًا أميًا عبدًا المتوكل المصطفى المرفوع المختار يعفوا ويصفح ولا يجزي بالسيئة السيئة أفتح به أعينًا كمهًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا أسدده لكل جميل وأهب له كل خلق كريم اجعل السكينة لباسه والبر شعاره والتقوى ضميره والحكمة معقوده ضميره والصدق والوفاء طبيعته والعفو والمغفرة والمعروف خلقه والعدل سيرته والحق شريعته والهدى إمامه والإسلام ملته وأحمد اسمه أهدى به بعد الضلالة وأرفع به بعد الخمالة وأسمى به بعد النكرة وأكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة وأجمع به بعد الفرقة وأؤلف به بين قلوب مختلفة واجعل أمته خير أمة رعاة الشمس طوبي لتلك القلوب والوجوه والأرواح التي أخلصت إلىَّ ألهمهم التسبيح والتكبير والتمجيد والتحميد والتوحيد في مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم يصفون في مساجدهم كما تصف الملائكة حول عرشي وأوليائي وأنصاري أنتقم بهم من أعدائي عبدة الأوثان يصلون لي قيامًا وقعودًا وركوعًا وسجودًا يخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي ألوفًا ويقاتلون في سبيلي صفوفًا وزحوفًا يطهرون الوجوه والأطراف ويأتزرون على الأنصاف ويكبرون ويهللون على الأشراف قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم رهبان بالليل ليوث بالنهار ينادي مناديهم في جو السماء. لهم دوي كدوي النخل إذا غضبوا هللوني وإذا فزعوا كبروني وإذ تنازعوا سبحوني أجعل في أهل بيته وذريته السابقين والصديقين والشهداء والصالحين وأمته من بعده يهدون بالحق وبه يعدلون، اختم بكتابهم الكتب وبشريعتهم الشرائع وبدينهم الأديان، واختم بكتابهم الكتب وبشريعتهم الشرائع وبدينهم الأديان، واختم بهم الخير الذي بدأته، ذلك من فضلي أؤتيه من أشاء.

الأصل الثاني والعشرون:

131 - حدثنا محمد بن المثنى أبو موسى الزمن، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني (أبي) () عن يونس، عن قتادة، عن أنس رضى الله عنه قال:/33ب/ ما أكل رسولُ الله r على خوانٍ قط ولا في سكرجةٍ ولا خبز له مرقق. قلتُ لأنس: فعلى ما كانوا يأكلون؟ قال: على السُّفر.

قال أبو موسى: يونس هذا هو ابن الفرات الإسكافي.

قال أبو عبد الله رحمة الله: الخوان: هو شيء ومحدث فعلته الأعاجم ولم تكن العرب لتمنهنها وكانوا يأكلون على السفر واحدتها سفرة وهي التي تتخذ من الجلود ولها معاليق تنضم وتنفرج، وبالانفراج سميت سفرة لأنها إذا حُلَّت معاليقها انفرجت فأسفرت عما فيها فقيل سفرة، وإنَّما سمِّي السفر (سفرًا) () لإسفار الرجل بنفسه عن البيوت والعُمران.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير