إذا قال قائل: تغلب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنيا على سبب صالح للرجاء، أو يكون رجاء المفلسين؟
الإجابة: الأول
إنسان مثلا يعصي الله دائما و أبدا و يقول: رحمة الله واسعة، هذا غلط، لأن إحسان الظن بالله و رجاء الله لابد أن يكون هناك سببا ينبني عليه الرجاء و غحسان الظن، و إلا كان مجرد أمنية، كما يقول عامة أهل نجد: التمني رأس مال المفلسين} ا. هـ
قال صاحب {الحلية} سدده الله ص 10: { .. و احذر داء الجبابرة: (الكبر)، فإن الكبر و الحرص و الحسد أول ذنب عُصي الله به، فتطاولك على معلمك كبرياء .. }
قال فضيلة العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمة الله عليه:
{داء الجبابرة و هو {الكبر} و قد فسره النبي صلى الله عليه و سلم بأجمع تفسير و أبينه و أوضحه فقال: {الكبر بطر الناس} {رواه مسلم}، و بطر الحق هو رد الحق، و غمط الناس يعني احتقارهم و ازدرائهم.
و قَولُه: {إن الكبر و الحرص و الحسد أول ذنب عُصي الله به} يريد فيما نعلم لأننا نعلم أن أول من عصى الله عز و جل هو الشيطان حين أمره الله تبارك و تعالى أن يسجد لآدم لكن منعه الكبرياء، أبى و استكبر و قال: {أأسجد لمن خلقت طينا} {الاسراء:61}. و قال {هذا الذي كرمت علي} {الاسراء:62} و قال {أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين} {الأعراف:12}.
فقوله: {أول ذنب عُصي الله به} يعني باعتبار ما نعلم، و إلا فإن الله تعالى قال للملائكة: {إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك} {البقرة:30}.
قال أهل العلم: إنما قال الملائكة ذلك لأنه كان على الأرض أمة قبل آدم و بنيه، و كانوا يفسدون في الأرض و يسفكون الدماء.} ا. هـ
--[04]--
قال الشيخ بكر سدده الله في {حليته} ص 11: {و عن عبد الله ابن الإمام الحجة الراوية في الكتب الستة بكر بن عبد الله المزني رحمهما الله تعالى قال: سمعت إنسانا يُحدث عن أبي، أنه كان واقفا بعرفة، فرق، فقال: لولا أني فيهم، لقلت: قد غُفر لهم. خرجه الذهبي، ثم قال: قلت: كذلك ينبغي للعبد أن يُزري على نفسه و يهضمها.} ا. هـ
قال الشارح العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله:
{و هذه العبارات التي تطلق على السلف، مثل هذا يريدون به التواضع، و ليسوا يريدون أنهم يغلِبون جانب سوء الظن بالله عز و جل أبدا، لكنهم إذا رأوا ما هم عليه خافوا و حذروا و جرت منهم هذه الكلمات، و إلا فإن الأولى للإنسان أن يحسن الظن بالله و لاسيما في هذا المقام، و هو مقام تضرع إلى الله عز و جل و مقام استغفار، و يقول مثلا: إن الله لم ييسر لي الوصول إلى هذا المكان إلا من أجل أن يغفر لي، و يسأله المغفرة، و الله يقول: {و قال ربكم ادعوني أستجب لكم} {غافر:60}، لكررت هذه العبارات من السلف من باب التواضع و سُوء الطن بالنفسي لا بالله عز و جل} ا. هـ
--[05]--
قال الشيخ بكر سدده الله في {حليته} ص 11: {التحلي بالقناعة و الزهادة، و حقيقة الزهد: الزهد بالحرام،و الابتعاد عن حماه .. }
قال العلامة العثيمين رحمه الله شارح الحلية:
{قال: {و حقيقة الزهد} كأنه أراد بالزهد هنا الورع،لأن هناك ورعا و زهدا، و الزهد اعلى مقاما من الورع،لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة،و الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة،بينهما فرق.
الفرق الذي بينهما: المرتبة التي ليس فيها ضرر و ليس فيها نفع، فالورع لا يتحاشاها، و الزاهد يتحاشاها و يتركها، لأنه لا يريدها إلا ما ينفعه في الآخرة.} ا. هـ
--[06]--
قال في ص 11 من {الحلية}: {و يُؤثر عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: لو أوصي إنسان لأعقل الناس، صُرف إلى زهاد.} ا. هـ
قال الشيخ العثيمين:
{ .. و هذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه، لأن الوصايا و الأوقاف و الهبات و الرهون و غيرها ترجع إلى معناها في العرف،فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ما أوصى به،و إذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة و الوقار و الكرم بالمال و النفس صُرف إليهم.} ا. هـ
--[07]--
قال في ص 12: {رواهما الخطيب في الجامع،و قال: يجب على طالب الحديث أن يتجنب اللعب و العبث و التبذل في المجالس .. }
قال الشيخ العثيمين:
¥