تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:33 م]ـ

ثم أتبع شيخنا قائلا < و ليس يحسن بمسلم صانع معروفا أن يذكر صنيعه؛ لكن اذا قام السبب لذكره فلا بأس بأن يذكر؛ اما تحدثا بنعمة الله عليه و اما تذكيرا لمن صنع له المعروف ان واحدا صنع صنع له يوما معروفا، لعله يؤوب عن غدره،و يعتب على نفسه أنها نسيت ذلك الصنيع.

و الأوب عن الغدر الى الوفاء هو شئ من الوفاء، حتى لو بقي مقيما على غدره زمانا، فكان أوبه على رروية و أناة، و لا يحمهله على الأوب الا تذكره ألوفاء بشيء من دين، يذكره حق الصنيع عليه لصانعه، أو كان له نسب يوثقه الى شئ من خلال الخير، يفرضها عليه أصالة النسب، و لكن ماذا يقال، أو على الأقل ماذا يمكن أن يقال في رجل اتخذ الدين لباسا، و رآه الناس به على أحسن هيأة، أو تجمل بالعلم ليحصل في نفوس الناس به منزلة، أو كان من الذين لهم خبلرة و دربة في امتطاء أحلاس المنابر، أو كان له امامة في العلم؛ يظن بها بها على العبد أنه على شئ من الوفاء لمن أكفأ احسانه عليه كفيا، حتى اذا ما كان الناظره على غلوة سهم منه رآه فظا، لا يرى لأحد حقا من الوفاء، الا أن يكون كل أحد وفيا له، و يكفى الأوفياء منه غض عن خطأ يقع فيه أحدهم، أو بسمة تتدلى في استرخاء على شفتيه خصه بها، أو نظرة لاهفة يؤذن بها للواحد فيهم -عن بعد أو قرب - تكتحل منها عيناه؛ فيفرح فرحا ينسيه الكثير من أحزانه، و كفى به و فاء!!

و ليس على صانع المعروف أن يحزن، أو أن ييئس، أو أن يقنط من صنائع المعروف، حين لا تجد صنائعه تلك مكانا يؤويها في أكناف من يصنع له المعروف اليهم. لكن؛ و يعلم الله أنه ما من ألم يسهد الانسان، و لا من بلاء يحط على صدره، و لا من هم لا يرقأمعه دمع بأشد من ألم جحود المعروف، و نسيان الاحسان، فكيف اذا جمع اليه الاساءة الى الصانع؟! ثم يتبعه زيادة في الجحود، و امعانا فيه؛ اذ ينسب ما أدركه من نعمة على يدي ألصانعه، الى غيره،ثم ما يكون منه أيضا من تحدثه - بنعمة الله عليه - - ان ما أصابه من نعمة على يد فلان، أي: غير الذي كان أحسن اليه، < و فلان هذا ما يقلي شيئا كالمعروف و صانعيه >!!

و اني على كثرة ما جربت من جحود في الناس، و ما ألفيت منهم من انكار لصنائع المعروف، و تبسل في وجوههم صدهم -في غير حياء و لا خلق - حتى عن التخلق ببعض طباع الكلاب!!! ما رأيت من كنود المعروف، و جحود صنائع الخير و الاحسان أخلق، و لا أليق ببعض أهل العلم -كبارا و صغارا- و بعض الدعاة، و الكتاب، -الذين بحت أصواتهم، و ذابت أقلامهم، و هم ينادون الناس بأعلى أصواتهم، و يكتبون لهم في بكور و عشي - زاعمين أنهم على منهاج الكتاب و السنة!!

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:42 م]ـ

و هذا - و لا ريب - ان دل فانما يدل على على ما يدل عليهم فيهم، يعرفونه أو ينكرونه، يقرون به أو يجحدونه،يتقدمون اليه أو يتأخرون عنه.و اقسم بالله: انهم ليعرفونه، و يقرون به، و يتقدمون اليه سراعا!!!

و ان قالو غيره، فقد أتو اثما مبينا، و انتهبو بهتانا عظيما، و صاروا الي فلاة ضاحية متلهبة بما قالو، و لو أنهم سكتوا لكان خيرا لهم و أقوم، و أسلم عاقبة .. و لكن .. انا لله و انا اليه راجعون.

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:48 م]ـ

حفظ الله والدنا الكريم البليغ أبا مالك

لكن هل قال ذلك في "أما آن لكم أن تذوقوا طعم الحب؟ " أو في "أي بني .. خذ عني بعضا مني"

بارك الل هفيكم

و فيك بارك اخي، لا يا أخي لم يقله في أي من الكتب التي ذكرت، و هذا الذي انقله اليكم لم يره احدا عند الشيخ الا انا و ربما ابناءه، و سوف نجمع كتابته عن الغدر في كتاب ان شاء الله، و هذا الذي انقله لكم ان هي الا مقتطفات من حديثه عن الغدر.

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:07 م]ـ

ثم يتبع شيخنا حديثه قائلا: و يكاد المرء كلما أبصر بواحد من أولئك يخجل أن رآه، لأن معروفه اليه لم يصادف مكانه، فكان أشبه بذنب أتاه!! حيث لم يقدر باحكام نظر، و سداد رؤية مكان معروفه، و كان حقا عليه أن يوسع دائرة تقديره، لستظهر أمرا ما كان ينبغي أن يفوته، فيضع به معروفه فيمن لا يضيع عنده، و لا يخطئه.

و حيال هذا، لم يجب أن يقر المرء لا بعجزه فحسب، بل باسرافه في حسن الظن بالناس، و انخداعه بهم. لكن يعزيه في هذا أنه مسبوق اليه، و ممن؟! من عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، و أين هو من واحد من مثل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما؟! الذي كان يقول: من تخدعنا بالله خدعنا به.

ز اذا كان أسبق الناس الى الجنة البله، فليكن صاحبنا - و أرجوا له ذلك - أن يكون أحدهم، و البله هؤلاء ليسوا -كما يتبادر الى الذهن - من تندت درجة الذكاء عندهم، حتى عمي عليهم وجه الصواب في الأشياء و الأحوال، فلربما كانوا على درجة فائقة في الذكاء، بل اولئك الذين غلبت عليهم السعادة، فأنستهم حظوظ دنياهم بذكر الآخرة و أحوالها، و ما يرون من نعيم لا ينال الا بامتثال أوامر الله و اجتناب نواهيه.

فكانوا الأذكياء الفطناء ببلاهتهم،لأنهم به كانوا هم الناجين.

فليهنأاذا البله،و ليحذروا أن يدعوا بلاهتهم لغيرهم، أو أن يتخلوا عنها لمن لا يكون خليقا بها، فهي كنز لا يفنى، و ثوب عز لا يبلى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير