تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

للتعليم مهمَل مغْفَل وينبغي أن يحيى من جديد وأن يروي الناس عن الناس هديهم وسلوكهم، وأهل الحديث يقولون: ذلك نسب يروى، كما يقولون: ربى النبي r ابن مسعود فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه، وربى ابن مسعود علقمة فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه، وربى علقمة إبراهيم النخعي فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه، وربى إبراهيم سليمان بن مهران الأعمش فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه وربى الأعمش منصور بن المعتمر فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه وربى منصور بن المعتمر سفيان الثوري فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه وربى سفيان الثوري وكيع بن الجراح فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه، وربى وكيع بن الجراح أحمد بن حنبل فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه وربى أحمد بن حنبل أبا داود سليمان بن الأشعث فكان يشبهه في هديه ودله وسلوكه، فهذا نسب يروى في هدي العلماء وآدابهم وهيئة لباسهم ومشيهم وكلامهم وتعليمهم وتعلمهم وهو مما يحتاج إليه طالب العلم، أما ما ذكر من هذه الفنون الثلاثة وهي علم الحديث وعلم الفقه وعلم التفسير فهي لا شك من أعلى العلوم وأغلاها، وكثير من الناس ينقطع في الطلب دون الوصول إليها، إذا درس شيئا منها كان من الفقه المجرد أي من بدايات الفقه، ومن المعلوم أن الفقه سلالة علمية تجمع عددا كبيرا من العلوم، فمنها الفقه المذهبي الذي يبدأ به الإنسان الذي يقتصر عليه كثير من الناس، كثير من الناس إذا درس مختصرا واحدا في مذهب واحد يظن أنه درس الفقه، وهذا غلط وسوء فهم في التصور، فهذا فقط بداية الطريق في فن واحد من ثلاثة عشر علما هي علوم الفقه، علم واحد فقط من ثلاثة عشر علما، ولذلك فإن العلامة عبد الله بن محمد بن محمد سالم المجلسي رحمهم الله لما سافر في طريقه إلى الحج نزل على فقيه من فقهاء فاس، فسئل عن مسألة فأجاب فيها عبد الله بمختصر خليل، فأمسك الفقيه بيده فقال: يا عبد الله أنت لم تتعلم إلا مختصرا واحدا من مذهب واحد، قال عبد الله: فأدركت من تلك الكلمة ما لم أدركه طول دراستي، فتعلم من ذلك من هذا الشيخ أنه لم يدرس إلا مختصرا واحدا من مذهب واحد، فلذلك يحتاج الدارس للفقه لهذه العلوم كلها وهي علم الفقه المذهبي ثم علم الفقه المقارن ثم علم الأدلة أدلة الأحكام ثم علم تاريخ التشريع ثم علم طبقات الفقهاء ثم علم الفرائض ثم علم النوازل ثم علم القضاء ثم علم أصول الفقه ثم علم تخريج الفروع على الأصول، ثم علم القواعد الفقهية ثم علم الأشباه والنظائر والفروق، ثم بعد ذلك أدب الخلاف والبحث والمناظرة في الفقه، فهذه ثلاثة عشر علما هي الفقه، ولا يكون الإنسان فقيها ما لم يكن مشاركا في هذه العلوم الثلاثة عشر كلها، ما دون ذلك قد يكون دارسا لمختصر في مذهب من المذاهب أو متعلما حتى لمذهبين أو ثلاثة أو أربعة لكن لا يكون فقيها بمعنى الكلمة، لا بد أن يكون مشاركا في هذه العلوم الثلاثة عشر كلها حتى يكون فقيها، وعلم التفسير كذلك من العلوم المتسعة، فتعلمون أن التفسير يشمل بيان معاني القرآن، ومعاني القرآن محيطة بالعلم كله، وقد ذكر أهل العلم أن العلم جميعا مظروف في كتاب الله، وكتاب الله جميعا مظروف في الفاتحة، فعلوم القرآن جميعا ترجع إلى ما ذكر في فاتحة الكتاب، ويحتاج الإنسان في دراسة التفسير إلى معرفة مدارسه، مدرسة التفسير بالأثر ومدرسة التفسير بالرأي، وإلى بيان طبقات المفسرين ودرجاتهم وإلى ما يحتاج إليه من علم الأداء أداء القرآن وتجويده وعلم القراءات واختلافها وتوجيهها النحوي، وإلى علم علوم القرآن الذي يشمل المكي والمدني والشتوي والصيفي والليلي والنهاري والناسخ والمنسوخ وغير ذلك، ثم إلى علم آيات الأحكام وما يتعلق بها وهي علم مفرد من علوم التفسير ألف فيه كثير من الكتب المستقلة، كأحكام القرآن الذي وضعه البيهقي رواية عن الشافعي رحمه الله، وكتاب تفسير آيات الأحكام للجصاص الحنفي وتفسير آيات الأحكام لأبي بكر بن العربي المالكي، وتفسير آيات الأحكام لابن الفرس المالكي وتفسير آيات الأحكام للكِيا الهراسي الشافعي، وغير ذلك من الكتب المختصة بتفسير آيات الأحكام وحدها، ومجملها خمسمائة آية، وقد لخص أكثر كلام أهل العلم فيها باختصار شديد السيوطي في كتابه الإكليل في استنباطات التنزيل، أورد فيه هذه الآيات الخمسمائة وذكر ملخص أقوال أهل العلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير