تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا من الأقوال البديعة في إخفائها، فإذا كانت لن للنفي والتأبيد معناه نفي الرؤية مطلقا في الدنيا والآخرة، وإذا نفيت عن موسى كان ذلك نفيا لها عن غيره ممن دونه، لكن هذا غير صحيح فلن للنفي فقط وليست للتأبيد، ليست لتأبيد النفي، ولذلك فإنها تغيى أي تذكر بعدها الغاية كما في قول الله تعالى: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} فلو كانت للتأبيد لما غييت بغاية، فهذا يدل على أن لن للنفي لا للتأبيد، كذلك لا بد من الدراسة في مدرسة الفقهاء من المفسرين وأجود ذلك كتاب القرطبي الجامع لأحكام القرآن ثم لا بد كذلك من دراسة تفسير النحويين وأجود ذلك كتاب البحر المحيط لأبي حيان، ولدى المتأخرين مثلا لفتات مهمة في إعراب القرآن كحاشية سليمان الجمل على تفسير الجلالين، وكذلك لا بد من الاطلاع على أقوال أهل البلاغة في التفسير ومن أجود ذلك كتاب التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور التونسي رحمه الله، ثم لا بد كذلك من الكلام في العقائد وما يتعلق بها وأجود ذلك تفسير الشيخ محمد الأمين آب رحمة الله عليه أضواء البيان، وكذلك فإن فيه هذه العلوم الأخرى فقد عرج على كثير من مسائل الفقه بل أتى فيه بما لم يأت به أحد من المفسرين في بعض المسائل الفقهية، كمنسكه العظيم الذي أتى فيه بأحكام الحج جميعا في جميع المذاهب وأقوالها والترجيح بينها وأدلتها وهذا ما لا تجده في أي كتاب من كتب التفسير، وكذلك المسائل الأصولية الكثيرة التي حلها الشيخ في هذا الكتاب ولم تكن من قبل إلا من المشكلات، وأوابد كثيرة من أوابد العلم أتى بها رحمه الله في كتابه، ومثل ذلك ما يتعلق بالدعوة، فيحتاج الإنسان إلى فهم القرآن أسلوب حياة ومسيطرا على الكون وحاكما عليه وهذا لا يستطيعه الإنسان إلا بدراسة تفسير الدعاة الذين يفهمون الكون هذا الفهم، ومن أجود ذلك كتاب \"في ظلال القرآن\" لسيد قطب رحمه الله، ومثله أيضا كتاب: الأساس في التفسير لسعيد حوا رحمه الله، فهذه المجموعة إذا درسها الإنسان يكون قد ألم بمختلف مدارس التفسير ويقارن بينها، والأصل في الدراسة أن لا يقرأ الإنسان تفسيرا كاملا من أوله إلى آخره قبل المقارنة، بل عليه أن يدرس مقطعا من القرآن في عدد من التفاسير، حتى يتقن ذلك المقطع ثم يتجاوزه إلى ما بعده، فهذا الذي يندرج به الإنسان في زمرة المفسرين، أما دراسة الحديث فحدث ولا حرج وبالأخص لصعوبتها وندرة أهلها وقلة الاشتغال بها في هذا الزمان، فالشيخ الذي بين يدي من أقاربه من كان يتأسف في وقته على علم الأصول ويرى أنه قد اندرس ولم يعد موجودا ولم يعد أحد يشتغل به ولو عاش إلى زماننا هذا لأبدل ذلك التأسف عن علم الأصول إلى التأسف على علم الحديث، بدل أن كان هو ونظراؤه وأهل عصره يرون الحديث أمرا سهلا وميسورا ومتوفرا لديهم أصبح اليوم بضاعة نادرة لا يشتغل بها إلا أقل القليل من طلبة العلم، مع أن الحديث هو مرجع كل هذه العلوم، فكتب الحديث تجد فيها أبواب الفقه وأبواب التفسير وأبواب العقائد وأبواب السلوك وأبواب الفضائل والشمائل والسير والغزوات وغير ذلك ويكفيك أن ترجع إلى صحيح البخاري مثلا ستجد فيه كل هذه العلوم ما من علم من علوم الشريعة إلا وتجده في الحديث، فكتب البخاري مرتبة على هذا الترتيب أول كتاب كتابُ بدء الوحي ثم كتاب الإيمان ثم كتاب العلم ثم كتب الطهارة ثم كتاب الصلاة وهكذا فتجدها مرتبة بهذا الترتيب حتى يأتي على فضائل القرآن وتفسير القرآن وتعبير الرؤيا وأحكام المرتدين والآداب واللباس والأشربة والرقاق ويأتي بالاعتقاد والاعتصام بالسنة فلا يترك فنا من فنون العلم إلا أتى به في كتابه، فلذلك كثير من المحدثين كانوا يسمون كتبهم بالجوامع، فالترمذي رحمه الله لما ألف كتابه سماه كتاب الجامع لجمعه لكثير من أنواع العلوم الشرعية، ولذلك قال فيه ابن منده: من كان في بيته كتاب الترمذي فكأنما في بيته نبي يتكلم، فلهذا يحتاج الطالب للحديث إلى همة عالية ووقت كاف وشيخ مساعد ومكتبة رفيعة وليكن اختياره للمكتبة على وفق الاختيار الذي ذكره ابن الصلاح في مقدمته ونظمه العراقي في ألفيته، فهذا اختيار جيد لمتون الحديث التي يحتاج إليها الطالب، ولا يستغني الطالب عن مراجعة علوم شتى تعينه على طلب الحديث كما لا يستغني عن الحفظ، فالحفظ هو أساس كل شيء في طلب الحديث.

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:28 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[17 - 09 - 06, 12:37 ص]ـ

حفظ الله شيخنا الددو وبارك الله فيك أخى الحبيب

ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:08 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الحبيب

ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:17 ص]ـ

.................................

ـ[صخر]ــــــــ[17 - 02 - 07, 11:27 ص]ـ

بارك الله فيك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير