تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- التابعي: لما رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه و سلم، يحتمل أن يكون قد حذف الصحابي فقط، لكن من يضمن هذا؟ لاحتمال أن يروبه عن تابعي آخر عن صحابي، فحذفه من الصحابي، أو عن تابعي عن تابعي عن صحابي، فيكون حذف اثنين من التابعين و الصحابي، و قد يكون رواه عن ثلاثة من التابعين، و قد يرويه عن أربعة من التابعين، و قد يرويه عن خمسة من التابعين عن الصحابي.

و من حيث الوجود: أكثر ما وُجد ستة من التابعين يروي بعضهم عن بعض، و هذا نادر، و ذلك في حديث يتعلق بفضل سورة الإخلاص، و هو عند النسائي و أحمد و غيرهم، " و هو أطول إسناد في الدنيا "، كما يقول النسائي رحمه الله.

فلا يُدرى من الساقط، أهو الصحابي فقط، أو الصحابي مع التابعي، و التابعون ليسوا كلهم عدول، بل فيهم العدل و فيهم غير العدل، بخلاف الصحابة فإنهم كلَّّهم عدولٌ.

و لهذا: الجمهور على رد المراسيل.

فائدة: في الصدر الأول كانت المراسيل مقبولة، و لذا ذكر ابن عبد البر، و قبله ابن جرير الطبري، أن التابعين بأسرهم يحتجون بالمراسيل، فقال: " التابعون بأسرهم يحتجون بالمراسيل، و لم يُعرف رد المرسايل إلى رأس المائتين " يعني: حتى جاء الإمام الشافعي رحمه الله فاشترط شروطا في قبوله، و منه أحمد يعده من الضعيف.

و يحتج بالمرسل: مالك و أبو حانفية و أتباعهما.

قال الحافظ العراقي:

و احتج مالك كذا النعمان و تابعموهما به و دانوا

و رده جماهر النقاد للجهل بالساقط في الإسناد

و صاحب التمهيد عنهم نقله و مسلم صدر الكتاب أصله

قال الإمام مسلم في (مقدمة الصحيح): [المرسل في قولنا و قول أهل العلم بالحديث مردود].

أما نقل الإجماع عن التابعين بأنهم يحتجون بالمرسل: فإنه رُوي عن سعيد بن المسيب أنه يرد المرسل، و لا يَقبله من التابعي حتى يسنده إلى الصحابي.

فهل نستدرك بـ: سعيد على الإمام الطبري؟ فنقول الإجماع الذي ذكره الطبري مخروم؟ لا، لأن ابن جرير يقصد بالإجماع: قول الأكثر.

و الشافعي يقبل المراسيل بشروط:

1 - أن يكون المرسِلُ من كبار التابعين.

2 - أن يكون ممن لا يسمي إذا سمى إلا ثقة.

3 - أن يكون هذا المرسِل، إذا شَرِكَ أحدا من الحفاظ لم يخالفه.

4 - أن يكون للخبر المرسَل شاهد يزكيه، من مسند أو مرسل آخر، يرويه غير رجال الأول، أو يفتي به عامة أهل العلم.

4 - الْمُسَلْسَلُ:

المسلسل: من التسلسل، و هو التتابع.

و المسلسل: اتفاق الرواة و تتابعهم على صفة قولية أو فعلية.

- مثال الصفة القولية: " يا معاذ إني أحبك ... "، ثم قالها معاذ للصنابحي، و قالها الصنابحي لللراوي عنه ... إلى يومنا هذا، مازالت السلسلة.

و من أشهر المسلسلات: الحديث المسلسل بالأولية: " الراحمون يرحمهم الرحمن ... "، فكل راو من الرواة – إلى يومنا هذا – يقول: " و هو أول حديث سمعته منه "، لكن انقطعت السلسلة عند سفيان، وذكره بعضهم بالتسلسل التام و لا يصح.

- مثال الصفة الفعلية: كالتبسم عند التحديث، و كقبض اللحية.

و قد يتسلسل بالأسماء: كأن يكون جميع الرواة محمدين.

و قد يتسلسل بصفات الرواة: كأن يكون جميع الرواة فقهاء.

و قد يتسلسل بصيغ الأداء: كأن يكون كل راو يقول: " سمعت فلانا يقول ".

و الغالب على المسلسلات: الضعف.

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[23 - 09 - 06, 12:30 ص]ـ

و صبري عنكم يشهد العقل أنه ضعيف و متروك و ذلي أجمل

5 - الضَّعِيفُ:

عرفه ابن الصلاح بأنه: " كل حديث لم يجتمع فيه صفات الحديث الصحيح، ولا صفات الحديث الحسن ".

و الحافظ العراقي يقول: " لا نحتاج إلى ذكر الصحيح في الحد " لأنه إذا لم تتوافر فيه شروط الصحيح فمن باب أولى أن لا تتوافر فيه شروط الصحيح، لأن ما قَصُر عن رتبة الحسن، فهو عن رتبة الصحيح أقصر.

فائدة: قال أهل العلم: " الحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم و لا دليل الفعل "، فلم يكتفوا بأحد دون الآخر، فلم يقولوا مثلا: " ما لا يصلح معه دليل الاسم "، و سبب ذلك أن بين الاسم و الفعل تبايناً.

بخلاف ما لو عرّف أحد الشاب، فقال: إن الشاب هو ما لم يصل إلى حد الكهولة، و لا يلزمه أن يقول: ما لم يصل إلى حد الكهولة و الشيخوخة، لأنهما متداخلان، فإذا لم يصل غلى حد الكهولة، فهو من باب أولى لم يصل إلى حد الشيخوخة.

و لهذا قال العراقي عن الضعيف: " هو ما لم يبلغ مرتبة الحسن "، لأن بين الحسن و الصحيح تداخلا.

قال الحافظ العراقي:

أما الضعيف فهو ما لم يبلغ مرتبة الحسن ...............

- و عند التحقيق نجد أن بين الصحيح و الحسن تداخلا من جهة، و من جهة أخرى نجد أن بينهما تباينا، فالصحيح قسمان: صحيح لذاته، و صحيح لغيره، و الحسن قسمان: حسن لذاته، و حسن لغيره.

فبين الحسن لغيره و الصحيح لذاته: تباين.

و بين الصحيح لغيره و الحسن لذاته: تداخل.

فكلٌّ من القولين – قول ابن الصلاح و قول الحافظ العراقي – لكل منهما: وجه.

و أقسام الضعيف: كثيرة جدا.

أما من حيث التنظير و التقسيم العقلي، فلا نهاية له، أوصلها بعضهم إلى أكثر من خمسمائة قسم، وبسطها على هذه الطريقة لا طائل تحته.

الذي يهم منها: ما سماه أهل العلم باسم خاص، و ما عداه فلا داعي لتتبعه.

الضعيف: يُطلق في الأصل على خفيف الضعف.

6 - الْمَتْرُوكُ:

المتروك: ضعفه شديد، و يُترك الحديث إذا كان راويه متهما بالكذب، أو جاء الراوي الضعيف بما يخالف القواعد المقررة في الشرع.

و المتروك: لا ينجبر و لو جاء من مائة طريق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير