وقال صلى الله عليه و سلم: "يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها".
وقال صلى الله عليه و سلم: "تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها".
وقال صلى الله عليه و سلم: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به".
وقال صلى الله عليه و سلم: "من لم يتغن بالقرآن، فليس منا". معنى يتغنى: يُحَسِّن صوته بالقرآن.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: "اقرأ عليِّ القرآن. فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أُنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت هذه الآية: {فكيفَ إذا جِئنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشهيدٍ وجِئنا بِكَ على هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء: 41]. قال: حسبك الآن. فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان".
وقال صلى الله عليه و سلم: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلاَّ نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".
قال الله تبارك وتعالى: {إنَّ الذين يتلونَ كتبَ الله و أقامُوا الصلَوةَ و أنفقُوا مِمَّا رزَقْنَهُم سِراًّ وعَلانيةً يرجُونَ تِجارةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيهم أجُورَهم و يزيدَهم من فَضلِه إنَّه غفُورٌُ شَكُورٌ} [فاطر: 30،29].
قال بعض العارفين:
منع القرآن بوعده ووعيده
مُقَل العيون بليلها لا تهجَعُ
فهموا عن الملك العظيم كلا مه
فهماً تَذِلُّ له الرقابُ وتخضَعُ
قال تعالى: {أفَلا يتَدَبَّرونَ القُرءَانَ أمْ علَى قُلوبٍ أقفَالُها} [محمد: 24].
{أُوْلئِكَ الذِّينَ طبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهم واتَّبعُواْ أهواءَهُمْ} [محمد: 16].
*ومن ترك الذنوب، وكان مطعمه حلالاً، فتح الله عليه فهمه، ويسَّر له أًمره، وأذل أعداءه، ورزقه من حيث لا يحتسب.
قال صلى الله عليه و سلم: "قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنَّعة الله بما آتاه".
وقال بعض العارفين:
لقرص شعير ثافل غير مالح
بغير إدام والذي يسمع النجوى
مع العزَّ بيتي وطاعة خالقي
ألذُّ على قلبي من المنِّ والسلوى
وقال عبدالله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلاَّ الملوك
وأحبارُ سوء ورهبانها
وقال آخر:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور
ونورُ الله لا يؤتاه عاصي
...
================================================== =======
فصل
[في أنْجَحِ الوسائلِ لطلَبِ العلمِ النافع]
وطريق العلم لمن وفقه الله تعالى يسيرة على من يسَّرها الله عليه:
ـ فأوَّلُ ذلك: تَخيَّره معلماً، أديباً، كاتباً، تقيّا.
ـ ويحفظ حروف الهجاء، من الألف إلى الياء، ويردِّدُها حفظاً بجمع أنواعها، لتسهُلَ عليه قراءة القرآن.
ـ ثم يبتدِئُ في القرآن ويكتُبه، أو يُكتَبُ له في لوح، ليكونَ ذلك أجمع لذهنه، وأقوَى لحفظه، ويجتهد في صغره وفراغه، فالقراءة في الصغر كالنقش في الحجر، وفي الحديث: "تعَلَّموا قبل أن تَسُودوا".
ـ فإذا ختمَ القرآن ردَّده في المصحف، وضبط حروفه عن اللحن، ودرسه على قارئ معروف بالحفظ، وهو مع ذلك يشهدُ الجُمع والجماعات ومجالسِ الذكر، ويحافِظ على لزوم الأدب والعفاف والصلة.
ـ ثم يبتدئ بحفظ القرآن في صدره، ويجعل له كل يوم حزباً يحفظه على حسَبِ قُدرته، فإذا حفِظَهُ درَسَهُ حتى يتقنَه، ثم يبتدئ في الحزب الآخر كذلك، ولا يترك الأول عن الدرس، فإن صاحب القرآن كصاحب الإبل في عقلها، إن تعاهدها أمسكها، وإن تركتها ذهبت، وينظر في التفسير.
* ثُمَّ يجلس على مشايخ العلم:
1ـ فيبتدئ بـ "الأربعين النووية" في الأحاديث النبوية، للإمام محيي الدين، أبي زكريا يحيى بن شرف النووي –رحمه الله تعالى-، ويحفظها، ويدرسها، فإنها نافعة جدّاً، ثم يقرأ في "ثلاثة الأصول".
2ـ و كتاب "التوحيد" للإمام المجدد شيخ الإسلام: محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى-، ويحفظها، ويحفظ ما استطاع من سائر مختصراته، مثل: "أصول الإيمان"، و "فضل الإسلام"، وكتاب "الكبائر"، و "ونصيحة المسلمين"، و "كشف الشبهات"، و غيرها من مؤلفاته النافعة.
¥