واستمتعت بقصة عهد الله اللى بأربعة وأربعين يمين وقصة أكل قشر البرتقال فى المعتقل وقصته حين كاد أن يصبح ضابط شرطة وعمله فى التليفزيون وقصة منعه من المسجد الذى كان يخطب فيه فى مدينة نصر وكيف أنه وتحت الضغوط من أهل المسجد قبل أن يذهب ليمتحن فكان الممتحن شاهداً على محنة هذه الأمة وحكاية الميكادو اليابانى وحكاية الشيخ محمد شاكر مع خطيب الملك الذى انتهى به المطاف إلى تلقى نعال الناس فى أحد المساجد ".
ولا أنسى إن نسيت قصة ميمون بن مهران لما آنس في قلبه غلظة فذهب إلى الحسن البصرى فقال: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ}، أول مرة سمعت هذا الأثر من الشيخ كاد قلبى أن يطير "
سمعت شرح الألفية من الشيخ فكاد عقلى أن يطير وهو يتكلم عن بحور الشعر
و للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
مفاعلتن مفاعلتن فعولن مفاعلتن مفاعلتن فعولن
وللشيخ تعليقات لطيفة تنم عن بديهة عالية وذكاء نادر.
كنت عنده يوما فاستئذنت فى الانصراف لأننى كنت ذاهباً إلى برنامج على الهواء فقلت يا شيخى معذرة لأن عندى هواء فقال لى:خذ دواءاً للبرد
وكان بعض من يأتون لزيارته تجار أحذية فكان الشيخ إذا أراد أن يقدمهم إلى باقى ضيوفه يقول: إخواننا يحملون الناس
وإذا قال أحد للشيخ أدعو لى بكذا أو كذا قال الشيخ: أسال الله أن يقضى لك الخير.
ومن الكلمات التى لا أنساها أيضا للشيخ أنه قال لواحد من رجال الدعوة القدامى وقد تعرض لهزة عنيفة فقال له الشيخ: إن لم ينفعك رصيدك الإيمانى اليوم فقد كنت تلعب طيلة عمرك إن معدن إيمان المرء يتجلى على حقيقته فى مثل هذه الأزمات التى تطيش فيها أحلام الرجال فيعرف الأصلى من المزيف "
وقال يوماً فى اتصال تليفونى مع قناة الحكمة فى حلقة عن أحد قنوات المبتدعه:
نحن لنا مع هذه القناة ومع غيرها من قنوات أهل البدع جولات نردهم فيها إلى الحق الذي حادوا عنه بالحجج النيرات وواضح الدلالات، فإن أبوا إلا المهارشة والمناقشة، والمواحشة والمفاحشة، فليصبروا على حد الغلاصم وقطع الحلاقم، ونكز الأراقم، ونهش الضراغم، والبلاء المتراكم المتلاطم، ومتون الصوارم. فوالله ما بارز أهل الحق ِقًًََرنٌ إلا كسروا قرنه فقرع من ندمٍ سنه، ولا ناجزهم خصمٌ إلا بشروه بسوء منقلبه، وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه، ولا صافحهم أحد ولو كان مثل خطباء إياس إلا صفحوه وفضحوه، ولا كافحهم مقاتل ولو كان من بقية قوم عاد إلا كبوه على وجهه وبطحوه، هذا فعلهم مع الكماة الذين وردوا المنايا تبرعاً، وشربوا كئوسها تطوعاً، والكفاة الذين استحقروا الأقران فلم يَهُلهُم أمر َمُخُوف، وأنا أعلم أن الحق مرٌ تحملاً وأداءً ولكن الله -عز وجل- أوجب على أهل العلم " لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ"، وأمرهم كما قلت أن يصرحوا به ولا يجمجموا، وجعل عاقبة ذلك رضاه.
ومن الأشياء التى أحب أن أسمعها من الشيخ مراراً وتكراراً خطبة الحاجة ولقد بلغ بى الأمر أن أشغل الخطبة لأسمع من الشيخ خطبة الحاجة فقط
أو بداية الخطبة الثانية حين يقول الشيخ:
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدى السببيل وأشهد أن محمد عبده ورسوله "
ودعاء الشيخ فى نهاية الخطبة: اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين، اللهم اجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وبطن.
وأحيانا يختم الشيخ الدروس بقوله:
نسأل الله أن يجعل هذا العمل زاداَ إلى حسن المصير إليه، وعتاداَ إلى يمن القدوم عليه، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل"
سألته يوماً فى جلسة كان ثالثنا فيها الله، قلت له يا شيخى الكريم من من أبناءك تراه خليفتك فى علم الحديث فقال أنا لا يهمنى فى ولدى إلا أن يكون مستقيماً، فيكن نجاراً مستقيماً، أو حداداً مستقيماً، فليكن ما يكون طالما كان مستقيماً "
أخيراً إلى كل محبي الشيخ الكريم، إن كنت تحب الشيخ حقاُ فاحمل دعوة الشيخ كما حمل البيهقى دعوة الشافعى، إن كنت تحبه حقاً فحول دعوة الشيخ إلى واقع عملى فى حياتك وحياة من حولك، لا شىء يمكن أن يفرح به هذا الشيخ المهموم كفرحه بأن يرى جموع العائدين إلى صحيح الإسلام واقفين تحت راية التوحيد.
وأختم بكلام الشيخ فى خطبته الأخيرة والتى بلغ فيها الشيخ من وجهة نظري من الفصاحة والبلاغة والتأثير ما لم أره بعينى ولا سمعته بإذنى من الأحياء، قال الشيخ حفظه الله: إننا منصورون، وإننا لن نُغلب، حتى وإن كانت إمكاناتنا ضعيفة، ما دام معنا إيمان راسخ. نحن ضعاف نعم، وليس في أيدينا ما في أيد أعدائنا أو خصومنا، لكننا إذا رجعنا إلى الشرب الأول زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وزمن الصحابة واستمسكنا بما كانوا عليه فأحلف بالله إننا لمنصورون. أشرف الأعمال قاطبة أن تموت خادماً لهذا الدين، وهذا هو مكمن العز كلّه.
صدقوني إذا قلت لكم إنني كنت أشعر أن الرجل الذي يمسك بمكنسة في الشارع كنت أشعر أنه أفضل مني، إنه يقوم بواجبه وأنا عاجز مكبّل وأسأل الله عز وجل أن لا يحرمني من شرف الدعوة إليه والدلالة عليه، فإنني نظرت إلى المناصب كلها لم أجد أشرف من هذا المنصب، أن تكون خادما لدين الله عز وجل لا سيما في الغربة الثانية".
هذا كلام رجل أحسبه قطعة منه من شحمه ولحمه ومهجته، والله كأنى أكاد أسمع صوت دقات قلبه وأشعر بحرارة أنفاسه"
وهذان المقالان أيضاً قطعة من حياتى، إنهما أهم ما في عمري بل هما عمري، يعلم ربي كم عانيت وأنا أكتبهما وأستعيد ذكريات هذه المرحلة.
اللهم إنى أشهدك أن شيخى الشيخ الحويني ما علمت عنه إلا خيراً ولا سمعت منه إلا خيراً ولا رأيت منه إلا خيراً اللهم صب عليه الخير صباً واجعل شفاءه آية يتعجب لها أهل الطب اللهم آمين آمين أمين".
[email protected]
الأخ خالد الشافعي نقلا عن طريق الإسلام
¥