تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القاعدة الخامسة: طلب العلم من مظانه المعتبرة: وهم الربانيون أهل العلم الراسخون فيه فخذ منهم العلم وتأصل فيه على أيديهم، فإن لم تكن بينهم فتأصل وتتلمذ على آثارهم ما استطعت، قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وقال: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ومن آثارهم الموجودة والحمد لله أشرطة الدروس، ومكتباتهم الصوتية على الإنترنت، وتفريغ بعض طلبة العلم أهل الهمة العالية لدروس مشايخهم جزاهم الله عنا خيرا، كل هذا موجود والحمد لله، وإياك أن تنهل من الكتب وحدها حتى تتأصل وتثبت قدمك في العلم على أيدي العلماء كما ذكرنا ثم بعد ذلك انطلق راشدا في تحصيلك وقد أضيء لك الطريق.

القاعدة السادسة: التدرج في الطلب: وهو يشمل ثلاثة أمور:

1 - التدرج من القليل إلى الكثير: فلا تبدأ بالكم الكبير في الحفظ والدراسة حتى تبدأ بالكم الصغير، فتعود نفسك وتمرنها، فلا يصيبها الملل و الصدود، ثم بعد ذلك تدرج للكثير شيئا فشيئا، كأن تحفظ مثلا من القرآن الكريم نصف صفحة في البداية، ثم صفحة، ثم ربع وهكذا قس على ذلك في كل فنون العلم في حفظ المتون وشروحها.

2 - التدرج من صغار أبواب العلم إلى كباره: وأقصد بذلك أن تبدأ في كل فن بما هو سهل و متعين عليك، ثم تستزيد حتى تبرع في هذا الفن من العلم، فلا يحسن بطالب علم مثلا أن يتكلم في شأن الفرق والتيارات و مذاهبها، وهو لا يعرف معنى لا إله إلا الله، ولا يعرف شيئا عن قواعد الأسماء والصفات، كذلك لا يحسن أن يتكلم طالب العلم في مسائل النكاح أو البيوع أو الجهاد، وهو لا يعرف نواقض الوضوء ولا أنواع المياه، وهكذا يجب التدرج من السهل في العلم إلى كبار المسائل العلمية.

3 - التدرج من الرسائل إلى الأمهات: فيبدأ الطالب بالرسائل والمختصرات في العلم ثم ينتقل شيئا فشيئا إلى أمهات الكتب بعد أن يكون قد هضم هذه المختصرات وأخذ تأصيلا قويا يدخل به على أمهات الكتب، مثال ذلك في العقيدة مثلا، يبدأ بالأصول الثلاثة و أدلتها والقواعد الأربع ثم كشف الشبهات كلها للإمام المبارك المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ثم القواعد المثلى للعلامة بن عثيمين رحمه الله، ثم ينتقل لكتاب التوحيد مع شروحه المباركة لأئمة نجد الأعلام، ثم الواسطية لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، ثم الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله، ثم ينتق لكتب أهل السنة كاللالكائي والخلال وابن أبي عاصم رحمهم الله و هكذا قس على ذلك في كل فنون العلم.

القاعدة السابعة: دراسة أصول وقواعد العلم قبل العلم نفسه: وفي هذا يقول أهل العلم (من حرم الأصول حرم الوصول) فلا بد من فهم أصول العلم وقواعده ومفاتيحه، فمثلا في الفقه، لو بدأ الطالب في دراسة الفقه، وهو لا يعرف متى يكون الأمر للوجوب ومتى يكون للاستحباب، و ما معنى الدليل الشرعي و ما هو مناط الدليل و ما هو تنقيح الأدلة وما معنى الإجماع وما معنى القياس وما هو الناسخ وما هو المنسوخ، وهكذا، فكيف إذن سيفهم الفقه ويطبق ويفتي غيره بدون العلم بهذه الأصول، كذلك كيف يدرس كتب الحديث وهو لا يعلم مصطلح الحديث، لا يعلم الصحيح من الضعيف، ولا يعرف ما هو الإسناد، و لا دراية له بعلم الرجال، ولا قواعد الجرح والتعديل، وهكذا، إذا لابد من فهم أصول وقواعد العلم قبل العلم نفسه.

القاعدة الثامنة: الابتداء في الطلب بحفظ المتون العلمية و أجلها و أعلاها القرآن الكريم: فمن حفظ المتون حاز الفنون، لأن حفظ متن العلم يجمع شتاته ومسائله، ويسهل استحضاره ويجعل الطالب محيطا بالأبواب والمسائل في صورة مختصرة يسهل جمعها في عقل الطالب و تذكر ما يريد منها متى شاء.

القاعدة التاسعة: تقيد العلم بالكتابة: لأن الكتابة تثبت العلم و تقيه الخطأ والنسيان و تجعل من السهل تذكره واسترجاعه، وتعين على الحفظ والضبط، و هذا ملاحظ في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم من كانوا يكتبون الوحي، وكم نفع ذلك في جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن، و بعض من فضلوا صحيح مسلم على الصحيح البخاري ربما كان بسبب ذلك، فإن مسلم كان يكتب الحديث في حضور شيوخه مباشرة، بينما البخاري يسمع ثم يكتب فيما بعد كما قال رحمه الله: (رب حديث سمعته بالبصرة كتبته في خراسان)، لذلك فأهل العلم يرون أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير