تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و قوام تقوية الهمة قبل أن أنسى هو: التعبد لله سبحانه و تعالى فالهمة نور في القلب تذهبه ظلمة المعاصي و تقوّيه الصلة بالباري جل و علا و لكن دعني أدلّك على طريق أعتقد أنه نافع بإذن الله بعدما درت في فلك الفوضى في طلب العلم سنوات و الله المستعان و أحصر لك هذا في مسائل:

1 - أن تعتني في بداياتك بالحفظ أكثر إذ الحفظ سبيل إلى الفهم و لا علم بلا حفظ خصوصا إن كنت صغيرا فهذا ينفعك في مستقبلك مع الطلب و إن كنت ممن جاوز مرحلة العشرين فكذلك الحفظ إذ ينبغي لك أن تعلم أن حافظتك في طريق الضعف كما هو متقرر عند أهل المعرفة بهذا الأمر و هذا حتى لا يفوتك ما عساه أن ينفعك عند اتساع مدارك الفهم لديك و هذه فائدة استللتها من كلام للشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى.

2 - أن لا تكثر من المحفوظ في اليوم فكلما قلّ المحفوظ رسخ أقول أخي:

لا تستقلّ في نفسك قلة ما تحفظ فثلاثة أبيات تحفظها في اليوم تصير ثلاثين في عشر و ثلاثمائة في مائة و ألفا في سنة و الشيطان له في هذا الباب مداخل يأتيك من حيث تحب فإذا عزمت على حفظ ثلاثة أبيات في اليوم كما أسلفت جاءك فقال: إني لك ناصح ... و ثلاثة أبيات قليلة متى تنهي المنظومة و هي ألفية مثلا و حافظتك قوية و ... و احفظ في اليوم عشرا فهو أسرع فستجد في نفسك بداءة بنشاط ثم تكلّ الهمة عن حفظ عشر في اليوم ثم يصل الشيطان لبغيته منك و هو انقطاعك على المتن حتى تمرّ عليك سنوات و ما حفظت نصف ألفية ثم تندم على عدم استمرارك على ثلاثة أبيات فتقول: يا ليت يا ليت .... و لا ينفع الندم و لات حين مندم.

و الحفظ أخي أمر نسبي و لكن عندي رأي خاص فيمن يحفظ كل يوم عشرة أبيات فضلا عمن يحفظ ألفية في ثلاثة أشهر لا أشك في أن الحافظة تختلف من شخص لآخر و لكنك تجد في حفظ من يمشي على هذه الطريقة نوعا من التململ و الضعف في محفوظه و السبب لأنه حفظ سريعا و ما حفظ سريعا ذهب سريعا هذه قاعدة فاحفظها و التؤدة التؤدة في الحفظ تكن حافظا.

3 - ثمة أوقات ثمينة قد تستغلّها لا تدرك ثمرتها إلا بعد الصبر على ذلك و المداومة عليه مثلا: خذ لك ما بين المغرب و العشاء ليكن لك في كل يوم حفظ حديث من الأحاديث في كتاب من الكتب: العمدة، بلوغ المرام، الصحيحين و لما لا؟؟؟ و هذا كمرحلة أولية و إذا عوّدت نفسك فستستطيع بعدها الزيادة 3 أحاديث خمس ....... .

4 - لا تكثر على نفسك الفنون في اليوم الواحد و أنا أعطيك طريقة عملية منهجية وجدت فيها راحتي في طلب العلم و لم أجد فيها ما كنت أجده قبلها من الضعف التحصيلي بل صارت نفسي تأخذ العلم بأريحية:

(أ) أن لا تدرس في الأسبوع أكثر من ثلاثة فنون و تختار هذه الفنون على حسب حاجتك فالتوحيد إن لم تكن ابتدأت في العلم حتى تصحح عقيدتك و الفقه لأجل ذلك كذلك تصحح عبادتك به ثم تأخذ لك فنا آخر و تهتمّ في طوال الأسبوع بهذه الثلاثة الفنون لوحدها و ليكن تقسيمك الفنون: يومين، يومين و لا بأس بالتمثيل الواضح لذلك

فأقول:

مثلا: السبت و الأحد: التوحيد، الإثنين و الثلاثاء: الفقه، الأربعاء و الخميس: العقيدة مثلا، الجمعة: لا تجعلها للطلب لأنك طالب علم تعمل بعلمك و في هذا اليوم وظائف شرعية من أظهرها صلاة الجمعة و غسلها و التبكير إليها و قراءة سورة الكهف و الدعاء و نحو ذلك ... إلخ

(ب) كيف تقسّم الفن الواحد في هذين اليومين؟؟: لكل قدراته و لكن من استطاع أن يحفظ و يقتصر على الحفظ فهو أولى و ذلك لأن عنايتك بالحفظ أولا و لوحده يكفيك مؤنة المتن فتكون له حافظا بعد أشهر ثم بعد ذلك تكرّ عليه بالشرح و (الصبر الصبر) أخي فهذه طريقة لا بد فيها من جلد و تحمّل و سأذكر لك الآن الميزان العملي لترتيب الوقت (و هي تجربة شخصية):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير