تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي منطلق الاول يقف على عنصرين اساسيين للشعر هما: الموسيقى الشعرية اولا والدفقة النفسية ثانيا، لانه يرى ان الموسيقى هي من اهم مقومات الشعر على الاطلاق لذلك لا يتردد حين يجعلها (هي الشعر نفسه) (33).

اما منطلقة الثاني اجتماعية الشعر فيدعو الى رفض الفكرة القائلة بربط الشعر بالمجتمع، لانه يرى في تلك الدعوة كذبا ورياءا تحجب وراءها ليالي حمراء، واكؤسا دهاقا، وغواني حسانا (34).

اما منطلقه الثالث (فنية الشعر) فيؤكد فيه عن اهمية الخيال في النص، واثر التجربة الشعرية في الابداع، وغاية الفن في محصلته النهائية، فهو يرى ان الغاية الاساسية الاولى والاخيرة في كل اثر فني، ان يصور لنا تجربة شعورية حية تصويرا موحيا مثيرا للانفعال فينقلنا من عالم جامد ملؤه الجفاف والالم الى عالم ندي رقيق ملؤه الاخيلة والمشاعر والاحلام ويرى ان غاية الفن غاية خاصة ذاتية، ويرفض ادخال المنطق في الفن، ثم يختتم منطلقاته الثلاثة بالكلام عن الفن من انه اعلاء للنفوس وخلق للحياة وتصوير للمثل العليا وتحقيق للرغبات المكبوتة وتلهف نحو الحقائق وارتواء من معين الجمال، ودفع للانسان نحو الخلود (وتكامل) في نقص الحياة (35) وهو بهذا يضع معيارا في نقد الشعر وهذا المعيار هو من الشاعر ليس غيره.

ان هذه المنطلقات التي وقفنا عندها في البدايات هي التي قادت الى تكوين الاحكام النقدية الرصينة في مرحلة نضج النقد في مدينة الموصل وكان للمحروق دور بارز في ترصين وتعميق هذه المنطلقات التي تكونت منها شخصيات نقدية فيما بعد.

الخاتمة ونتائج البحث

توصلت هذه الدراسة الى:

1 - يعد الشاعر الراحل محمود المحروق من رواد الشعر الحر في العراق الا ان بعده عن وسائل الأعلام والنشر في بغداد وعزلته في اغلب الاحيان حالت دون تسليط الضوء على شعره.

2 - المحروق من اوائل الشعراء الذين كتبوا الشعر الحر في مدينة الموصل مع زميله الشاعر الراحل شاذل طاقة.

3 - أسهمت مقالات المحروق النقدية في الصحف الموصلية في تأسيسي حركة نقدية ذات منطلقات واتجاهات تركت بصماتها على الجيل التالي من نقاد المدينة.

الهوامش

(1) محمود فتحي المحروق: ولد في الموصل عام 1931، وتخرج في مدارسها مارس مهنة التعليم في مدارس الموصل ثم في مدارس بغداد، بدا نظم الشعر عام 1946، كتب اول قصيدة في الشعر الحر عام 1948. طبعت مجموعته الشعرية الأولى (قيثارة الريح) عام 1954، نشر قصائد كثيرة في صحف الموصل منذ عام 1947، كذلك في صحف بغداد والنجف، وفي المجلات السورية والمصرية واللبنانية، وقد قل نظمه للشعر الا في بعض الأوقات المتباعدة، لديه مجموعة شعرية لم تطبع وقصائد مترجمة متفرقة من تأملات (لامارتين) ومقالات في الشعر والادب، ودراسة نقدية بعنوان (في سماء الشعر) ودراسة عن جبران، اسهم في الحركة الثقافية في الموصل عن طريق الكتابة في جريدة الحدباء بعد احالته الى التقاعد الى ان توفاه الله. رسالته للباحث في 15/ 12/1990 وتوفي فيما بعد بتاريخ 30/ 9/1993.

(2) ينظر: مقدمة ديوانها (شظايا ورماد) الصادر عام 1947.

(3) ينظر: مقدمة ديوانه (اساطير) الصادر عام 1950.

(4) للتفاصيل ينظر: محمد النويهي، قضية الشعر الجديد، مطبعة الخانجي، 1971، ط2، ص31 - 233.

(5) ينظر جريدة العراق: ع125 لعام 1929.

(6) ينظر: نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر، منشورات مكتبة النهضة بغداد، 1967، ط: ص23.

(7) ينظر: نفسه، ص24.

(8) ارخها السياب في 29/ 1ذ1/ 1946.

(9) ينظر: قضايا الشعر المعاصر، ص24.

(10) ينظر: نفسه، ص25.

(11) ينظر: نفسه، ص25.

(12) ينظر: جريدة الجداول الموصلية، العدد (51) في 15/ 8/1950.

(13) ينظر: جريدة صوت الكرخ، العدد (48) في 8/ 11/1949، بغداد، يقول عنها الشاعر اول تجربة اكتب فيها الشعر الحر وقد نظمتها في عام 1948.

(14) اشرف على تحقيق ديوان السياب (قيثارة الريح) زكي الجابر وعبد الجبار داود البصري وسامي مهدي وخالد علي مصطفى وهو من مطبوعات وزارة الثقافة والاعلام، بغداد، 1971.

(15) في ديوان اساطير:23 - 24.

(16) ينظر: عبد الرضا علي – نص ارائد منسي اخر: دراسة نقدية، وقائع بحوث ندوة (نقد النص الادبي)، 22 - 25 كانون اول 1991، قسم اللغة العربية، كلية الاداب، الجامعة المستنصرية، ص5، 6، 7.

(17) ينظر: قيثارة الريح، بقلم احمد المختار، جريدة فتى العرب، العدد (114) في 13 اب 1954، الموصل.

(18) مقالته (قيثارة الريح)، ديوان الشاعر محمود فتحي المحروق، جريدة (اخبار المساء)، العدد 197 في 9/ 3/1954، الموصل.

(19) مقالته (قيثارة الريح) لمحمود المحروق، جريدة الفنار، العدد 7 في 26/ 3/1954، الموصل.

(20) مقالته: الشاعر محمود فتحي المحروق في ديوانه قيثارة الريح، جريدة (صوت الروافد)، العدد 136 في نيسان 1954، الموصل.

(21) جريدة الحدباء، العدد 603 في 7/ 12/1993، الموصل.

(22) شاذل طاقة، ديوان السماء الاخير، ص22.

(23) بشير حسن القطان، ديوان اغاني الربيع، ص13.

(24) من رسالته للباحث في 12/ 5/1991.

(25) جريدة الجداول، العدد 51 في 15/ 8/1950، الموصل.

(26) محاضرات القيت على طلبة الدكتوراه، قسم الغة العربية / كلية الاداب – جامعة بغداد، 1995 (غير منشورة).

(27) محمود العيطة، السياب والحركة الشعرية الجديدة في العراق، ص131.

(28) للتفاصيل ينظر: يوسف الصائغ، الشعر الحر في العراق منذ نشاته حتى عام 1958، مطبعة الاديب، بغداد 1978، ط1، ص21 - 185.

(29) من رسالته للباحث في 12/ 5/1991.

(30) جريدة الجداول الاعداد 62،63،64،65،66 الصادرة في 7 و 21 و 28/ 11/1950، الموصل.

(31) جريدة الجداول، العدد 62 في 7/ 11/1950.

(32) ينظر: عبد الرضا علي، حركة نقد الشعر في الموصل منطلقاتها واتجاهاتها، موسوعة الموصل الحضارية، 5/ 452.

(33) جريدة العاصفة، العدد 3 في 8/ 6/1953، الموصل.

(34) جريدة العاصفة، العدد 6 في 13/ 7/1953، الموصل.

(35) ينظر: حركة نقد الشعر في الموصل منطلقاتها واتجاهاتها، موسوعة الموصل الحضارية: 5/ 458.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير