تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي عام 1955 صدر ديوان (لحظات قلقة) لهاشم الطعان وفيه قصائد حرة غير مؤرخة ويبدو ان هذه القصائد كتبت في اثناء صدور الديوان او قبل ذلك بقليل، ثم توالى صدور الدواوين الشعرية، منها ديوان (اناشيد الحرمان) لاحمد محمد المختار عام 1955، وديوان (اعاصير الالم) له ايضا، وفيه قصائد حرة غير مؤرخة، وقد كتبت هذه القصائد في مدة قريبة من طبع الديوان.

اما ديوان (قصائد غير صالحة النشر) الشعراء شاذل طاقة وعبد الحليم اللاوند وهاشم الطعان ويوسف الصائغ، فيضم قصائد غير مؤرخة ايضا، واغلب الظن انها كتبت في تاريخ قريب من صدور الديوان، يقول محمود المحروق، ان القصائد الحرة غير المؤرخة المنشورة في المجموعات الشعرية المذكورة انفا كتبت كلها بعد عام 1950، باستثناء قصائد شاذل طاقة الحرة المنشورة في ديوانه (المساء الاخير) فربما تكون قد كتبت عام 1949 لانني لم اقرا شعرا حرا لشاذل طاقة قبل عام 1950 غير الي قراته في ديوانه (كلمساء الاخير) (29).

وتاسيسا على ما تقدم يمكن القول ان شاعرنا الراحل محمود المحروق يعد من رواد الشعر الحر ليس في الموصل فحسب بل في العراق والوطن العربي، ولو ان عزلة شاعرنا في اغلب الاحيان ادت الى غياب اسمه عن الساحة الادبية ولا سيما الريادة في هذا النوع من الشعر، ولكن في السنوات الاخيرة شهدت اهتماما خاصا بشعره ودراساته النقدية والادبية.

المحروق ناقدا

في الخمسينات ظهر في الموصل شباب اسهمت اقلامهم في انضاج الوعي الثقافي حيث كانت هناك مجاميع ادبية تبدع في مجالات القصة والشعر والرواية والنقد والخاطرة، ومن ابرز هذه المجاميع مجموعة (رواد ادب الحياة) التي كانت تضم شاذل طاقة (ت 1974) وهاشم الطعان (ت 1981) وغانم الدباغ (ت1991) ومحمود المحروق (ت 1993) ثم توسعت بعد ذلك فانضم اليها اخرون ممن كان يوقع تحت مقالاته: من رواد ادب الحياة.

لقد اسهم محمود فتحي المحروق وزملاءه من الشعراء المجددين مساهمة فاعلة في حركة النقد الادبي ولاسيما في نقد النص الشعري واحدثوا نقله كبيرة في هذا الميدان، فقد اسسوا لتجديدهم الشعري (حداثتهم) تنظيرا سواء كان ذلك في مقالاتهم التي ينشرونها في الصحافة الادبية ام في مقدمات دواوينهم او مجموعاتهم الشعرية او في نقدهم لتلك الدواوين ولمجموعات نقدا فنيا لا يخلو من منطلقات واضحة.

ففي نقد محمود المحروق الديوان شاذل طاقة (المساء الاخير) (30) الصادر عام 1950 عرض لكثير من الافكار الجديدة التي يراها الناقد حرية بالتصدي للافكار العقيمة التي لا تؤمن بالتطور والحداثة. فمنذ البداية يرفض تعريف القدامى للشعر بانه (الكلام الموزون المقفى) لانه يجد ان هذا التعريف يقود الى (ان الكلام ما دام يخضع لدائرة الاوزان والقوافي فهو شعر ... حتى لو كان لغوا) (31).

في هذه المقالة النقدية يدلل المحروق على وعي نقدي مبكر بدور الشعر في الحياة، وقدرته على تجاوز حالات التردي والعقم الى حالات ابداعية تقود الادب الى مدارج الرقي والتقدم وتجعله قادرا على التعبير عن هموم العصر ومشكلاته.

ومن المنطلقات النقدية التي يثيرها المحروق:

1 - ان الحداثة في الشعر ثورة صاخبة على الاساليب القديمة والاخيلة العادية والافاق الضيقة، لذلك فان اصرار بعضهم على تقديس الاسلوب القديم في استيحاء الاطلال وبكاء الاحداث يجعلهم يعيشون في عقلية القرون الوسطى.

2 - ليس كل من هب ودب يقال له شاعر ... فما يخرج من القلوب يدخل اليها، ويتغلغل في دمائها وما يخرج من اللسان لايتعدى الاذان.

3 - لا يمكن للشعر في اية حال من الاحوال ان يكون يوقا للتهريج والتلاعب بالعواطف، ومتى لبى الشعر وغائب الناس وسار في ركبهم هوى الى الحضيض، وكان نظما بل لغوا لا يمت الى الشعر باي سبب. وحينذاك يكون خلوة من العواطف التي تجيش بقلب الشاعر الصادق التعبير، بل تكون في بعد شاسع عن روحية الشعر الذي هو لغة انسانية صافية (32).

اما دراسة المحروق (في سماء الشعر) فقد نظرت الى ثلاثة منطلقات في نقد الشعر: كان الاول خاصا بالماهية، في حين كان الثاني خاصا بالاجتماعية، اما الثالث فكان لصيقا بالفنية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير