تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قصيدة وصية لاجئ للشاعر هاشم الرفاعى ألقاها فى ندوة الشبان المسلمين لنصرة قضية فلسطين مساء 18 نوفمبر 1958 و نالت جائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون و الآداب.

أنا يا بنى غدا سيطوينى الغسق

لم يبق من ظل الحياة سوى رمق

و حطام قلب عاش مشبوب القلق

قد أشرق المصباح يوما و إحترق

جفت به آماله حتى إختنق

* * * * *

مأساتنا مأساة ناس أبرياء

و حكاية يغلى بأسطرها الشقاء

حملت الى الآفاق رائحة الدماء

و جريمتى كانت محاولة البقاء

أنا ما إعتديت و لا ادخرتك لاعتداء

* * * * *

لكن لثأر نبعه دام .. هنا

بين الضلوع جعلته كل المنى

و صبغت أحلامى به فوق الهضاب

و ظمئت عمرى ثم مت بلا شراب

* * * * *

كانت لنا دار و كان لنا وطن

ألقت به أيدى الخيانة للمحن

و بذلت فى إنقاذه أغلى ثمن

بيدى دفنت أخاك فيه بلا كفن

إلا الدماء، و ما ألم بى الوهن

* * * * *

إن كنت يوما قد سكبت الأدمعا

فلأننى حملت فقدهما .. معا

جرحان فى جنبى: ثكل و إغتراب

ولد أضيع .. و بلدة رهن العذاب

* * * * *

تلك الربوع هناك قد عرفتك طفلا

يجنى السنا و الزهر حين يجوب حقلا

فاضت عليك رياضها ماء و ظلا

و اليوم قد دهمت لك الأحداث أهلا

و مروجك الخضراء تحنى الهام ذلا

* * * * *

حيفا تأن، أما سمعت أنين حيفا

و شممت عن بعد شذى الليمون صيفا

تبكى فإن لمحت وراء الأفق طيفا

سألته عن يوم الخلاص متى وكيف

هى لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا

* * * * *

هم أخرجوك فعد الى من أخرجوك

فهناك أرض كان يزرعها أبوك

قد ذقت من أثمارها الشهد المذاب

فإلام تتركها لألسنة الحراب؟

* * * * *

سيحدثونك يا بنى عن السلام

إياك أن تصغى الى هذا الكلام

كالطفل يخدع بالمنى حتى ينام

صدقتهم يوما فآوتنى الخيام

و غدا طعامى من نوال المحسنين

يلقى إليك .. الى الجياع النائمين

* * * * *

إن جئتها يوما و فى يدك السلاح

و طلعت بين ربوعها مثل الصباح

فاهتف على سمع الروابى و البطاح

إنى أنا الأمس الذى ضمد الجراح

لبيك يا و طنى العزيز المستباح

* * * * *

أولست تذكرنى أنا ذاك ا لغلام

من أحرقوا مأواه فى جنح الظلام

بلهيب نار حولها رقص الذئاب

لفت حياتى بالدخان و بالضباب

* * * * *

لا تبكين فما بكت عين الجناة

هى قصة الطغيان من فجر الحياة

فارجع الى بلد كنوز أبى حصاه

قد كنت أرجو أن أموت على ثراه

أمل ذوى، ما كان لى أمل سواه

* * * * *

فإذا نفضت غبار قبرى عن يدك

و مضيت تلتمس الطريق الى غدك

فاذكر وصية لاجئ تحت التراب

سلبوه آمال الكهولة و الشباب

ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 08 - 2007, 03:24 م]ـ

سلمت يمينك على هذا النص الجميل، اتمنى أن يشارك باقي الإخوة في الموضوع الجيد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير