فالشيب احدى الميتين
ابدى مقابح كل شين
ومحا محاسن كل زين
والمشيب كأمر مسلم به لا يمكن ان يعيد الانسان الى الوراء.
لكل داء دواء يستطب به
الا المشيب فقد اعيا الاطباء
ومن طريف ما ذكر من قصص العرب حول المشيب ان احدهم كان له زوجتان الاولى تدعى حانه وهي الكبرى والثانية تدعى مانه وهي الصغرى، فكان عند زيارته لحانة يسمع منها الكثير عن وقار الشيب وجماله وتعيب عليه وجود الشعر الاسود بين بياض لحيته فتجعل منه خاضعاً لطلبها في نتف الشعر الاسود المتبقي في لحيته مدعية ان بياض الشعر وقار وهيبة .. وعندما يحين موعد زيارته لزوجته الصغرى مانة .. تبدأ بالحديث عن شبابه وتعيب عليه وجود الشعر الابيض في لحيته مدعية انه يعطيه اكثر من عمره ويظهره هرماً وهو ما زال شاباً بزعمها .. فيستسلم لقولها وتبدأ في نتف الشيب من لحيته .. وهكذا وجد نفسه فجأة بدون لحيه .. فقال القول المأثور متمرداً شاكياً «بين حانة ومانه ضاعت لحانا».
في موضوع بعنوان «وقفات مع المشيب» بقلم الاستاذ حمد بن خليفة ابو شهاب نشره في مجلة الصدى .. كتب عن المشيب ابياتاً وجدنا ذكر جزء منها لعلاقتها بهذا المقال فهو يقول:
تولى يا ابنة العم الشباب
فلم يغن القريض ولا الخضاب
مضى عهد الصبا وأتى زمان
له في كل جانحة مصاب
فنرجو الله مغفرة وعفواً
وستراً يوم ينكشف الحجاب
بيوم ليس ينفع فيه مال
سوى عمل بموجبه نثاب
فإن خيرا تلقاك الثواب
وان شرا تولاك العقاب
ولعلي اختم مقالي هذا بأبيات من قصيدة نظمتها بعنوان «ظلم المشيب»:
تبدت كالعروسة في زحام
فوا أسفي على تلك العروس
تثير الحزن ان حدقت فيها
واذرف وابل الدمع الحبيس
فلي قلب فتي يشع حباً
ألا رحماك يا شيب الرؤوس
فحبي وافر وسماي صحو
ونفسي كللت قمم النفوس
فمن يا نفس فيك أشد وجعا
مشيب الرأس؟ ام قلبي .. فقيسي
نسأل الله حسن الخاتمة والعمل الصالح النافع والاخلاص في القول والعمل والانتاج المثمر المقترن بنظافة الضمير ونسأله ان يسبغ على شبابنا نعمة الخير والصلاح واستغلال الوقت للعطاء كل على قدر طاقته وقدرته «ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به» هنا سيستقبل كل فرد مشيبه برضا وسعادة واطمئنان .. ولنذكر قوله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»
*جامعة البحرين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 07:02 م]ـ
شكرًا أخي العزيز بحر الرمل على ما نقلته لنا وهو موضوع شائق وجميل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 12:30 م]ـ
قال الاصمعي: ولقد أجاد النمري في المشيب حيث يقول " من البسيط ":
ماكنت أوفي شبابي كنه غرته = حتى مضى فإذا الدنيا له تبع
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 01:18 م]ـ
الشيب رسالة إنذار من عند رب العالمين فاز من قرأها واستوعب معانيها جيدا، وخاب من لم يقرأها ولم يستوعب معانيها جيدا! ولو كنت شاعرا ــ ولست كذلك يا حسرة! ــ لصغت هذا المعنى في بيت شعر ينافس في معناه وحكمته الأبيات الواردة في مقالة الأستاذة وفي مشاركات المشاركين الأكارم!
فأين معشر الشعراء؟!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 02:04 م]ـ
أين الشعراء الكرام؟
ما شاء الله الفصيح فيه من الشعراء المُجيدين غير قليل
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 02:13 م]ـ
سبحان الله!
أمس فقط كتبتُ هذه الأبيات على مخلّع البسيط في منتدى العروض (موضوع: المساجلات العروضية)؛ فإليكموها، ومعذرة على التقصير، فهي مجرد مساجلة (كيبوردية) على رأي أحبابنا هناك:
لم أبكِ في تي الحياةِ شيئاً=كما بكائيْ على الشبابِ
غزتْ فلول المشيب رأسي=توجفُ بالخيل والركابِ
وكنتُ إمّا عَتبتُ شيئا=عُتبت حتى انقضى عتابي
فاليومَ لم يبق لي أنيسٌ=إلا الذي شاب من صحابي
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 02:22 م]ـ
وفي مشاركة لي قديمة قلت:
مَضَى كلُّ هذا وانْجَلَتْ غَمْرَةُ الصِّبَا=وحَلَّتْ بِفَوْدَيْكَ الصِّبَاحُ الصَّوابِحُ
وصِرْتَ إلى العلْمٍ الذيْ كُنتَ جاهلاً=وعَادَكَ مِنْ بَعْدِ الشبيبةِ ناصِحُ
تَصَرَّمَ هذا العُمْرُ وانجابَ سَعْيُهُ=وكلُّ أخِيْ سَعْيٍ فَغَادٍ ورَائِحُ
ألا فاغْدوَنْ في عِتْقِ نفْسِك واسْعَيَنْ=وخُذْ في طريقِ الحقِّ، فالحَقُّ واضِحُ
وفي قصيدة أخرى لي بعنوان " دعني " قلت:
يا ويحَ نفسيْ ربما=أرْهَنْتُها في غَلَق
وقد مضي الشيبُ بِفَوْ=دَيَّ وحَلَّ مفرقي
لعلّها أن تتّقي=لعلها أن تتّقي
وهذه شمسُ حياتي=لم تَعُدْ في المشرق
كَمْ رَحَلتْ من أفُقٍ=وكم دَنَتْ من أفق
وها هي الآن تَهَا=دَى في مدار الشّفَق
فعفوكَ اللهمّ رحما=كَ، وتُبْ، ووفِّقِ
وقلت في أخرى:
ضحكتُ من الأيام ضحكةَ ساخرٍ = فعادت لدى فوديّ ضاحكةَ الثغرِ
واعذروني على التطفل،،،
والسلام عليكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 02:24 م]ـ
بوركت استاذنا أحمد وإلينا المزيد
¥