تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهكذا يجب أن يكون المربون والآباء مدركين لنفسيات الأبناء والمتعلمين.

9 - (ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟)

ما أبلغة من سؤال!!

إنه سؤال استثار الجانب الوجداني للأنصار رضي الله عنهم فأراد عليه الصلاة والسلام أن يبين الفرق بين اختيار الناس و اختيارهم فعندما يختار الناس الشاة والبعير فهم يختارون نبيهم.

وهل هناك مقارنة بين الاختيارين؟ فتلك المقولة تدفع النفس والفكر والوجدان في كشف الحقائق الصادقة عن مدى حب الرسول صلى الله عليه وسلم (المعلم) للمتعلمين (الأنصار رضي الله عنهم) ولا تنجح العملية التربوية و التعليمية في تحقيق أهدافها إلا بوجود المحبة المتبادلة بين المعلم والمتعلم.

10 - أراد صلى الله عليه وسلم أن يثبت محبته لهم فقال (لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار و لم ينسهم في الآخرة فقال: (فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) فإن كسب الناس الشاة والبعير , فالأنصار كسبوا الدنيا والآخرة ففي الدنيا: عودة رسول الله معهم ومحبته لهم وفي الآخرة: اللقاء بصاحب الخلق العظيم عند حوض الكوثر وأيضاً طلب الرحمة لهم ولأبنائهم وأبناء أبنائهم

(اللهم ارحم الأنصار وأبناء أبناء الأنصار).

وجاءت بعد ذلك نتائج تلك الموعظة النبوية التربوية فبكى القوم حتى أخضلت لحاهم من البكاء , وبهذا عالج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الموقف بتلك الخطبة الإيمانية التربوية.

11 - (قول بعض الأنصار يغفر الله لرسول الله يعطي قريشاً و سيوفنا تقطر بدمائهم) أنه ينبغي على من يشك في أمر ما .. لا يجد له تفسيراً واضحاً أن يلتقي بمسئوله أو رئيسه ويحاوره محاورة هادئة

ويستفسر منه عن سبب ذلك ولا يجعل للشيطان مدخلاً لتعظيم الأمور لتستمر العلاقة بين المعلم والمتعلم بدلاً من أن تتحطم على أبواب اختلاقات وأوهام من طرف واحد.

أختي الكريمة:حقا لقد بلغ هذا الرسول الكريم صلوات ربي و سلامه عليه أعلى درجات الكمال البشري

إنه القائد الفذ والمربي الناجح عليه الصلاة والسلام .... إن اللسان ليعجز عن التعبير في وصف مدى النجاح الذي حققه هذا القائد العظيم عليه الصلاة والتسليم في معالجته لأعسر وأشد المواقف متخذاً

(الحكمة , والحب , والتواضع , والصراحة , إعطاء كل ذي حق حقه) وسائل لتهدئة النفوس فإذا بها تعود خاضعة محبة نادمة لا تملك إلا التسليم بكل رضا.

وصدق الله العلي العظيم حيث يقول:

(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).

دعوة: (لقراءة سيرته عليه الصلاة و السلام ثم دراستها و تطبيقها فإن في ذلك الفوز و النجاح في الدارين)

والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على الرسول الفاضل الأمين ,,

بتصريف عن كتاب: من أساليب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التربية لخالد نجيب العامر

إعداد: وحدة التربية الإسلامية بمحافظة الطائف. (منقول)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير